عمون - أكد رئيس هيئة المجتمع الصيني للتمويل والصيرفة نائب رئيس مجلس إدارة منتدى بوا في آسيا الدكتور زوو زياو شاون، وجود الكثير من فرص التعاون بين الصين ودولة الإمارات في المجالات كافة، لاسيما القطاع المالي وقطاع التكنولوجيا المالية، مشيراً إلى أن الإمارات تستحوذ على أكثر من 36% من صادرات الصين من سلع التكنولوجيا المتقدمة للدول العربية وتأتي عالميا ضمن قائمة أهم 20 دولة في هذا القطاع.
وأشاد الدكتور زوو زياو شاون، بالتطور والنمو الذي تشهده الإمارات وأبوظبي في المجالات كافة خاصة في قطاع التكنولوجيا المالية ما يشجع على مزيد من التعاون المتبادل بين الصين والإمارات وتوسيع نشاطات الشركات في المنطقة كافة، معرباً عن تقديره لجهود سوق أبوظبي العالمي في تطوير تشريعات وأطر عمل تجذب الشركات من أنحاء العالم كافة وتعزز التعاون العالمي.
وأضاف في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام"، على هامش زيارته الرسمية للدولة، أن "هناك فرصة كبيرة للتعاون بين الصين والإمارات وتحقيق فهم أكبر حول سوق التكنولوجيا المالية في البلدين الصديقين"، لافتاً إلى أن مهرجان أبوظبي للتكنولوجيا المالية "فينتك أبوظبي 2019" أسهم في توفير منصة عالمية لمناقشة التطورات التي طرأت على القطاع في البلدين وبحث سبل التطوير.
التكنولوجيا المالية
وأكد رئيس هيئة المجتمع الصيني للتمويل والصيرفة أن الصين تولي أهمية كبيرة لتطوير قطاع التكنولوجيا المالية لتوفير الخدمات المالية لجميع أفراد المجتمع وقد حققت نجاحات ملحوظة في هذا المجال، وقال :"إننا على يقين بأن منظومة التكنولوجيا المالية والتشريعات يمكن توظيفها حول العالم وخلال زيارتنا لأبوظبي رأينا مقدار الاهتمام بالتكنولوجيا المالية وعدد الشركات الراغبة في تأسيس عملها في الإمارات والذي من شأنه أن يسهم في تطوير التقنيات والبنية التحتية للقطاع في الدولة".
وتابع: "أدركنا أن سوق التكنولوجيا المالية قد يكون مختلفاً في الإمارات نظراً لاختلاف الكثافة السكانية بين البلدين ومستوى الطلب على الخدمات مما يتطلب من الشركات والقطاع ملائمة الخدمات بما يلبي احتياجات السوق المحلي في دولة الإمارات والمنطقة".
وأشار إلى الحماس الكبير تجاه تطوير قطاع التكنولوحيا المالية والذي ظهر خلال أعمال فينتك أبوظبي 2019، مشيراً إلى أن تطوير قطاع التكنولوجيا المالية يعتمد على مقدار رضا المتعاملين عن الخدمات التقليدية السابقة واحتياجات المستهلكين.
وضرب الدكتور زوو زياو شاون مثالاً على ذلك قائلاً:"أبدى المتعاملين في الصين عدم رضاهم عن نظام الخدمات المالية التقليدية حيث طالبوا بخدمات متقدمة تقنياً مما دفع الشركات لتطوير خدماتها بما يتماشى مع تطلعات المتعاملين وهو ما يؤكد على ضرورة تطوير تكنولوجيا الخدمات المالية".
وحول العوامل التي تؤثر على نمو قطاع التكنولوجيا المالية، قال إن "أحد العوامل التي تؤثر على نمو القطاع إلى جانب احتياجات المستهلكين هي التكنولوجيا التنظيمية التي تتيح استخدام المعلومات والذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إدارة وتنظيم القطاع"، لافتاً إلى وجود فرص كبيرة للتعاون بين الصين والإمارات في هذا المجال من حيث تبادل وجهات النظر وبحث أفضل الممارسات في مواضيع مختلفة كآليات التنظيم والتراخيص نظراً لاختلاف معطيات السوق في كلا البلدين مما يساعد في تقليل المخاطر وضمان استمرار الاستقرار المالي.
الخدمات المالية
ولفت رئيس هيئة المجتمع الصيني للتمويل والصيرفة إلى ارتفاع الطلب في أنحاء العالم كافة على زيادة فاعلية وسرعة الخدمات المالية وتوفرها بسهولة وأمان للمتعاملين مع ضمان الخصوصية وسرية التعاملات، وقال إن "التكنولوجيا المالية في الصين تتيح الفرصة للمؤسسات المالية لتحسين خدماتها والآن باتت شركات التكنولوجيا المالية تسعى لتوفر الخدمات مباشرة للسوق من دون التعاون مع المؤسسات المالية الكبرى لكن ما زال عليها الالتزام بالشروط والتشريعيات التنظيمية المفروضة عليها وهذا الأمر لا يعد عبئا عليها لكنه ضرورة لا بد منها لضمان استمرارية العمل وصحة القطاع".
وأضاف أن "قطاع التكنولوجيا المالية في الصين وحول العالم يشهد تطور نموذج عمل جديد تتبعه الشركات في القطاع يتمثل في الاتجاه بشكل أكبر نحو استثمار رأس المال المخاطر لتطوير أعمالهم وتطوير وتوسيع قاعدة عملائهم وهو نموذج لا تزال الشركات التقليدية تبتعد عنه"، مشيراً إلى أن الصين أسست منذ أكثر من 40 عاماً مناطق مالية حرة عديدة نظراً لدور هذه المناطق في تطوير تشريعات جديدة تجذب الشركات وتشجع على الابتكار.
جدير بالذكر أن رئيس هيئة المجتمع الصيني للتمويل والصيرفة ونائب رئيس مجلس إدارة منتدى بوا في آسيا الدكتور زوو زياو شاون، شارك مؤخراً في أعمال مهرجان أبوظبي للتكنولوجيا المالية "فينتك أبوظبي" 2019 وأكد أهمية المواءمة بين وتحقيق التوازن بين ابتكارات التكنولوجيا المالية واحتواء المخاطر المالية.

وام