facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبو الكيمياء لافوازييه؛ تُعدمه الدسائس والمكائد !!


أ. د. صلحي الشحاتيت
02-01-2020 01:03 AM

لطالما كان العلماء والمثقفون والفلاسفة والمبدعون، موضع نقمة من قبل السلطتين السياسية والدينية؛ حيث تقومان بالتضييق عليهم بشتى السبل، في الوقت الذي كان الإرهاب الفكري مسيطراً على المجتمعات الإنسانية في مختلف العصور.

وعند تفحصنا لتاريخ الفكر الإنساني نرى أنّ إرهاب الغرب الاستعماري قد طال البشر والحجر في كل مكان من العالم، فتم قتل الإنسان ومحاولة تدمير الحضارات المعادية لهم.

والسؤال هنا في ظل هذا الاستبداد: أين هي كرامة العلماء؟ هل في مواجهة هذا الظلم أم في المسايسة طلباً للسلامة؟

في تاريخنا الكثير من الصفحات التي دونت أساليب متعددة من الظلم، والتي تعكس همجية وعنفا إلى أبعد الحدود، فقد تعرض الكثير من العلماء والفلاسفة على مر التاريخ للإضطهاد والقهر، وصل بعضها إلى حد القتل، ولعل أشهرها إعدام العالم الكيميائي الشهير أنطوان لافوازييه، الذي كان يعد واحدًا من أهم علماء عصره بفضل إنجازاته الخالدة.

انتخب لافوازييه عام 1768 عضواً في أكاديمية العلوم الملكية، وكان يمتلك مختبرا كبيرا يحتوي على كامل المعدات، وكان يقضي معظم وقته في إجراء الابحاث العلمية، وبفضل هذه الأبحاث تمكن من حل الكثير من المشاكل، عدا عن أنه أجرى دراسات على الأكسجين، وساهم في تسميته بهذا الإسم، بالإضافة إلى اكتشاف دوره الأساسي في عملية الاحتراق، وساهم أيضاً في وضع العديد من أسس التحليل الكمي، كما قدم قائمة أولية جمعت العناصر الكيميائية معا، وأثبت أنّ الكبريت عنصر كيميائي، ودحض النظرية التي اعتبرته مركباً كيميائياً، عدا عن دوره الكبير في اندلاع الثورة الكيميائية التي صاغت العديد من النظريات، حتى لقب هذا العالم الفرنسي بأب الكيمياء الحديثة.

وبالإضافة الى سجله العلمي الحافل فقد كان عضواً في أحد برامج الملكية لجمع الضرائب، وأثناء عمله كمراقب عام في إحدى إدارات البلاد واجه العديد من المشاكل، فعندما قامت الثورة الفرنسية ارتابوا في أمره واتهموه بتهمة: «الغش في تجارة التبغ بقصد التربّح غير المشروع»، فحاكموه هو و 27 عضواً، والسائد أن محاكمات الثورة لا تكون دقيقة بقدر ما هي عاجلة، وتم إدانتهم جميعاً وتم اتخاذ القرار بإعدامهم شنقاً، وقبل اعدامه تم إجباره على الاستقالة من رئاسة مصلحة الضرائب، ومن الجمعيّة العلميّة الملكيّة، واتُهم أيضاً بتحويل مختبره إلى وكرٍ لمزاولة الأعمال غير المشروعة، حيث أجبر على إقفاله وختمه بالشمع الأحمر مع التحفّظ على جميع ما كتبه، طالب الكثيرون ومنهم زوجته، بتأجيل إعدام لافوازييه حتى ينهي بعض الأبحاث الكيميائيه الهامة، لكن الرد من قبل القاضي كان «لا حاجة لنا لا بعلماء ولا كيميائيين، فقرار المحكمة لا يؤجل» إلى أن اعدم في 8 أيار 1794، متجاهلين بذلك كل الخدمات التي قدمها للبلاد من أبحاث واكتشافات في مجال الكيمياء والجيولوجيا والاقتصاد.

والغريب في الأمر أنّ محكمة الثورة نفسها قامت بتبرئته بعد عامٍ ونصف، بل وأرسلت بطاقة إعتذار إلى عائلته جاء فيها: «إلى أرملة لافوازييه الذي أُدين عن طريق الخطأ مع التحيّة».

لخّص عالم الرياضيّات الفرنسي وصديق لافوازييه المقرّب جوزيف لويس لاغرانج ما حلّ بالعالم بعد إعدامه بعبارة واحده قائلاً: لقد استغرقتم دقيقةً واحدة لقطع رأس لافوازييه، لكنّا بتنا بحاجة إلى مائة عام لنأتي بمثله».

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :