facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عملية "البرق الازرق" قراءة في القرار الامريكي


د.مخلد البكر
03-01-2020 04:52 PM

لا يمكن للمتابع و المهتم في الشان السياسي الدولي والاقليمي ان يمر على قرار الادارة الامريكية بتصفية اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني وثاني اقوى رجل في النظام الايراني بعد المرشد الأعلى اقول لا يمكن المرور عليه مرور الكرام فعملية اخراج سليماني من المشهد الاقليمي بهذه الصورة سيلقي بظلاله على كامل ارجاء المنطقة سياسيا وامنيا.

وسليماني رجل طهران القوي وراس الحربة لفيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري الايراني في الشرق الاوسط والمنطقة العربية الذي كان يمسك بكل الخيوط على الساحات العراقية والسورية واللبنانية وحتى اليمنية والتي كانت تشير كل التوقعات انه الزعيم المنتظر والرئيس القادم لايران لما يتمتع به من شخصية قيادية وقوة في الشخصية وخبرات عسكرية واستخباراتية لا سيما خلال السنوات الاخيرة في اعقاب انفتاح الساحتين العراقية والسورية امام التدخلات الايرانية .


ان سليماني الذي كان يتمتع بشعبية واسعة داخل اروقة النظام الايراني نظرا للمهمات التي كان يقوم بها في الاونة الاخيرة والخدمات التي قدمها لبلاده خارج الحدود صنعت منه بطلا في نظر الكثيرين فهو الذي اشرف على كثير من العمليات الاستخباراتية وهو الذي قام بتشكيل المليشيات الموالية لطهران فكل ما يتعلق بالملفات الايرانية في المنطقة كانت تمر عبر هذا الرجل القوي من تدريب وتمويل و تاهيل ولا نبالغ اذا قلنا انه كان الحاكم الحقيقي والفعلي للعراق وسوريا فادواره تجاوزت العسكري والامني الى السياسي ايضا.



ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان لماذا الان و لماذا على الساحة العراقية؟
ان قيام الادارة الامريكية بتصفية رجل بحجم سليماني يعبر عن رسالة قوية توجهها الولايات المتحدة لايران ردا على حالات الاستفزاز المتكررة من قبل الجانب الايراني خلال الشهور الاخيرة .
فايران التي قامت على مدار الشهور الاخيرة بهجمات وتحرشات بناقلات النفط في الخليج لا بل واحتجاز بعضها كقيام الحرس الثوري الايراني باحتجاز ناقلة النفط البريطانية ومهاجمة اربعة سفن تجارية في مياه الخليج العربي وتعرض هذه السفن لعليات تخريب ايرانية اضافة الى الهجوم على ناقلتي نفط قرب المياه الاقليمية عمان واسقاط طائرة استطلاع امريكية من قبل الدفاعات الايرانية وغيرها من الاعمال التي تعرقل انسياب توريدات النفط والتجارة الدولية في الخليج العربي وانتهاء بالاتهامات التي تم توجيهها للنظام الايراني بالمسؤولية عن الهجوم على مرافق شركة ارامكو داخل الاراضي السعودية كل هذه الاعمال الاستفزازية المتكررة، بما تشكله هذه الاعمال من تهديد مباشر لمصالح الولايات المتحدة وصورتها كقوة عظمى مهيمنة في العالم.

اضافة لما سبق ذلك من ممارسات ايران في الساحة العربية والاقليمية في مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق وسقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين و اجتياح ثورات الربيع العربي للعواصم العربية .
كل هذه الممارسات رافقها تراشق في التصريحات الاعلامية بين السياسيين واصحاب القرار لدى الجانبين الامريكي والايراني وهنا يجب الا نغفل ان صانع القرار في واشنطن كان يعلم ان العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران تحقق اهدافها وتشكل ورقة ضاغطة على المجتمع النظام الايراني والمجتمع الايراني والتي ظهرت اثارها عبر خروج المواطنين الايرانيين للشوارع في طهران وباقي المدن الايرانية للتعبير عن سخطهم من الواقع الاقتصادي الذي يعيشونه ولولا استخدام ايران القوة المفرطة تجاه المحتجين لكانت النتائج وخيمة على نظام طهران .
وعود على بدء فان القرار الامريكي عبر ما اسمته بعملية "البرق الازرق" جاء بعد ان وصلت الامور الى حد محاولة اقتحام السفارة الامريكية في بغداد من قبل انصار حزب الله العراقي احد فصائل الحشد الشعبي .
والامريكيون يعلمون تماما ان قادة الحشد الشعبي في العراق ياتمرون باوامر طهران وان الصمت الامريكي لن يسمح للايرانيين بتجاوز الخطوط الحمراء .
ان هذا التحرك النوعي الامريكي بهذا الحجم و داخل الاراضي العراقية وبعيدا عن العمق الايراني يؤكد ان من بين الرسائل التي تريد توجيهها الولايات المتحدة الامريكية لطهران ان وجودها في العراق غير مرغوب به.
وان تنفيذ العملية بعيدا عن الاراضي الايرانية يمكن قراءته على انه لا توجد رغبة امريكية بافتعال حرب في المنطقة بل هي رسالة قوية وقاسية لطهران لتعيد ترتيب اوراقها وتعدل من سياساتها وخياراتها حتى لا تذهب بالمنطقة الى حرب يمكن اتخاذ القرار باشعالها لكن لا يمكن لاحد توقع نتائجها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :