منذ سنة وأكثر قليلاً تنقل لنا الفضائيات المصرية وغير المصرية صورة عن موجة أفكار منتشرة في الشارع المصري تبدو غريبة على المشاهد العربي, محورها أن العرب يستهدفون المصريين ويتطاولون عليهم, وقد بلغ الأمر أن أحد الكتاب هناك نشر مقالاً بعنوان "لماذا يكرهونا?" أي لماذا يكره العرب المصريين, وهو عنوان منقول حرفياً عن السؤال الشهير الذي طرحه الأمريكان بخصوص المسلمين والعرب, وقد حظيت النسخة المصرية من السؤال باهتمام كبير أيضاً. لقد بدأت هذه الموجة بالظهور بوضوح خلال العدوان على غزة ثم عند الكشف عن مجموعة حزب الله التي خططت لتهريب أسلحة الى القطاع ثم بلغت أوجها عند مباراة كرة القدم مع الجزائر وأخيراً مع أزمة قافلة شريان الحياة هذه الأيام.

وجه الغرابة في موجة الأفكار هذه أنه يكاد لا يوجد شعب عربي كالشعب المصري يحظى بحرص ومتابعة وتقييم وحب من قبل باقي العرب, فهم لا زالوا على المستوى الشعبي يعلقون نهضتهم وإعادة الاعتبار لوجودهم في هذا العالم بالحالة المصرية, ويفرح العرب مع كل إشارة ايجابية قادمة من هناك. وفي حالة الاشارات السلبية فإن العرب لا يتجرأون على التعميم ويصرون أنها استثناء, وهناك على العموم إحساس بالرعب من احتمال فقدان الثقة بمصر وشعبها لأن هذا يعني كارثة قومية كبرى, وحتى في فترة المقاطعة الرسمية العربية لمصر بعد توقيع كامب ديفيد التي استمرت حوالي ثمانية أعوام فإن العرب ظلوا يتابعون الحالة الشعبية المصرية بحرص وأمل شديدين.

الجديد الآن أن السلطات المصرية تحاول "تلبيس" الموقف الشعبي العربي منها للشعب المصري كله.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم