facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمين عمان وصناعة القهر


بسام بدارين
30-05-2007 03:00 AM

لا يوجد على الإطلاق خبراء حقيقيون في صناعة القهر خصوصا للفقراء والأقل حظا أكثر من {الأثرياء} .. وأسرع وصفة في المجتمع الأردني لإنتاج أطنان إضافية من القهر اليومي عند البسطاء هي تكليف من لا يشعر مع الناس ولا يؤمن إلا بمعادلات إدارية جامدة وقوالب مستوردة جدا بقضايا هؤلاء الناس. .. عند لحظة التحرش المهني الأول بأمين عمان الأخ عمر المعاني بعد نحو شهر من قفزه بالمظلة على أهالي العاصمة شعرت بالخجل بعد ان وردني إتصال هاتفي من مسئول مهم في القرار يعاتبني ويلومني لإن تورطت في المهمة الكلاسيكية لبعض الصحفيين حيث {الطخ} على المسئول قبل منحه أي فرصة سلوك غير عادل.

لحظتها شعرت بان صديقنا المسئول المهم على حق خصوصا وأن الدولة بكل مؤسساتها ورموزها وقفت خلف المعاني وساندته وأبعدت عنه بعض الحيتان والهوامير تحت عنوان{.. فلنمنح الرجل فرصة} على أساس ان منهجه سيحقق {العدالة} التي نشكو من غيابها أحيانا ونخطب ضد الحكومة بسببها.

وسرعان ما إنكشفت الطريقة التي تفكر فيها {الامانة الجديدة} حيث بدأت حملة{تطهير} داخلية لا تهمنا كثيرا طالت من يعتقد الأمين الجديد انهم مساندي وأنصار {أسلافه} وكأن هؤلاء الأسلاف من الكفرة والخارجين عن الملة.

عموما لم نهتم كثيرا بحملات التظهير فنحن كمواطنين نفرح أحيانا عندما يهتم القوم بنهش بعضهم بعضا, وتفاءلت بالأمين وسارعت للمشاركة في دعمه قدر الإمكان على اساس ان تقديراتي كانت خائبة وعلى أساس أن إختيارالرجل قد يكون وراءه {حكمة} لا أفهمها.

وبسرعة أيضا تأكدت من منهجية العمدة الحديث العهد في التفكير عندما قابلته لدقيقتين في إجتماعات كلنا الأردن وعرضت عليه مشكلة صغيرة تخص منطقة فيها ما لايقل عن 200 عائلة فالرجل قال لي بالحرف الواحد ان الأمانة في حلتها الجديدة لن تدخل سياق {الدجل} ولن تكون مسئولة عن إصلاح أخطاء عهدها السابق اما المواطنين الذين اصبحوا في هذه الحال {فرق حساب} فقد علق المعاني قائلا: هذه ليست مشكلتي..

وخشية التورط بإتهام الشخصنة إمتنعت عن المزيد من النقاش وطلب العمدة مني الإتصال به لاحقا عبر {الإيميل} على أساس ان الشبكة هي حلقة الإتصال المضمونة مع الرجل بإعتباره من جماعة {الديجتال} لكن التجربة أثبتت ان الرجل لا يقرأ إلا {الإيملات} المهمة للأشخاص المهمين وإذا قرأ للهامشيين يتعفف عن التعليق أو الرد لإن وقته {ثمين للغاية}.

عندها تملكتني فكرة ان هذا الرجل لا يريد ان يشعر بالناس وان لديه { برنامج } او وصفة معلبة لتنفيذها بصرف النظر عن أي إعتبارات اخرى فشعرت ان بلديتنا الحبيبة في طريقها لصناعة القهر بين الناس .

على سبيل المثال في إحدى مناطق عمان وكما أبلغني أحد رؤساء اللجان المحلية ترفض أجهزة الأمانة تزويد مسجد جديد بالخدمات بذريعة المعايير التي وضعتها إحدى اللجان لتقديم {وصل الخدمات} والمعايير نفسها {عددها احد عشر شرطا} تطيح بأحلام وآمال مئات الفقراء والمساكين الذين أتيحت لهم مؤخرا بعض الجدران للإرتماء خلفها وعلى لسان كل موظف في الأمانة تسمع عبارة{ المفتش لن يقبل ذلك} لإن الأمين تعهد ببساطة بان لا يتحمل مسئولية أخطاء الماضي اما الموطن فأمامه الحائط او سيل الزرقاء ليشرب منه إذا كان ضحية {لاخطاء الماضي}.

وفي حضرة رئيس الوزراء وفي مخيم الوحدات حصريا وبوجود المعاني إستمعنا جميعا لشكاوى ومشاكل تتركز بصورة مباشرة على الأمانة وإشتراطها التي لا تنتهي على الفقراء والمسحوقين مما يطبق معيار العدالة فالبلدية لا تستهدف فقط الحيتان كما توحي الكثير من النخب والتقاريرالصحفية لكن الفقراء أيضا من باعة البسطات وأصحاب الدكاكين لهم نصيب من خطط {إصلاح الصالح}.

.. القهر بإختصار يمكن مشاهدته مركزا في وجه {بائع مياه} في إحدى المناطق دخلت عليه {مفتشة} شابة تلوك العلكة بإسم البلدية وحررت له {إنذارا} ثم مخالفة لإن شافطة الهسهس والقارص موضوعة في غير مكانها, والقهر يمكن تلسمه في عيني صاحب دكانة فقير حرر له موظف البلدية قرارا {بالإغلاق} فقد لإن شركة كوكاكولا تتهرب من مسئوليتها في إنزال {آرمة المحل} الكبيرة علم بان صاحب الدكان لا يستطيع إنزالها بنفسه بسبب غرامات العقد مع كوكوكالا.

القهر مستقر في رأس إمرأة أرملة جلست بين قدمي رئيس اللجنة المحلية داخل مقر للأمانة وهي تتوسله مساعدتها في تركيب {عداد كهرباء} لشقتها الصغيرة لإن {سلفها} يقطع الكهرباء عن أطفالها.. والقهر إستقر في رأس رئيس اللجنة نفسه وهو يتوسل الأمين شخصيا بتمرير معاملة احد المساجد في احد الأحياء لإن الناس تريد ان {تصلي} لكن جواب الأمين كان{لا إستثناءات}.

وصناعة القهر لا تتوقف عند هذه الحدود فالناس لا يعرفون ما هي حكمة {إطعامهم} لشركة الكهرباء او الماء بسبب إصرار الأمين ومفتشه ولجانه على إيقاف {وصل الخدمات} مما يزيد من فاتورة الكهرباء كما قال الرئيس معروف البخيت نفسه في مخيم الوحدات.

وصناعة القهر يمكن تلسمها في إستفسار مواطن بسيط من احد الصحفيين قائلا بالحرف: إذا كان سمو الأمير علي – اطال ألله عمره- طلعت روحه من تصرفات الأمانة وإضطر وهو {أمير} لكتابة مقال نقدي فماذا نفعل نحن المواطنين؟.. أعتقد ان كبار المسئولين في هذا البلد يعرفون نتائج القهر للبسطاء وتداعياته في مملكة قامت أصلا على فكرة العدل والإنصاف بين الناس بقيادة {شرعية} هاشمية نحني لها جميعا القامات.

والصناعة نفسها تدفع بإتجاه بعض التساؤلات.. ما هي الحكمة من النشاط المفاجيء الذي دب في صفوف موظفي الأمانة وهم يمرون على المحلات والدكاكين الصغيرة {آمرين} الجميع بتغيير {آرمات ولوحات الإعلان} بحيث لا تزيد عن عشرين سنتمترا فقط لإن إحدى اللجان قررت {تجميل عمان} وتنظيم لوحاتها؟ والمفارقة ان صاحب كل محل عليه ان يزيل الأرمة القديمة ويضع الجديدة على حسابه الشخصي وفي حالة عدم التنفيذ ضمن المهلة المحددة تأتي فرق المداهمة وتزيل القديمة على حساب المواطن وتمهله ايام لتركيب واحدة جديدة.

ما نقوله بإختصار ان الحيتان عندما تستهدفهم الأمانة لديهم {اطواق نجاة} وبدائل وخسائرهم لا تذكر قياسا بأرباحهم اما المسحوقين فما تفعله وتقرره البلدية يتلاعب بقوت يومهم وبحياتهم وبالتالي نقولها والأجر على ألله .. صناعة القهر اليومي للمواطن المسحوق من قبل فرق الأمانة وتعليمات مكتب الأمين ومفتشه ولجانه تسحب من رصيد الدولة والحكومة والنظام عند الناس.

وأجزم ان معالي الأمين الجديد و الذي لم يعد جديدا لا يخطط لذلك ولا يسعى له والمطلوب بكل أمانة ومسئولية نظرة {أخرى} للفقراء والأقل حظا وإظهار ما يمكن من {الرحمة} فالرحمة هي رابط العلاقة بين فقراء هذا الوطن وبين الوطن نفسه ........ وألله من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :