facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الموجة الثانية من وباء كورونا


العميد المتقاعد عمر الخوري
04-04-2020 08:05 PM

بداية أسجل إعتزازي بالمجهود العام للدولة في مواجهة وباء فيروس كورونا وبتظافر الجهود من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات والذي كان لي شرف الخدمة به في مراحل تأسيسه الأولى. ولا بد من الثناء على تعامل الدولة إعلامياً مع الأزمة من خلال وزيري الإعلام والصحة والناطق بإسم لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات، هذا التعامل الذي جاء رصيناً، جاداً، متزناً، صريحاً، وباعثاً على التفاؤل في الوقت نفسه.

كل التقدير لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وبالطبع للطواقم الطبية التي تتعامل مع المرضى ولفرق التقصي الوبائي، هذه المجاميع التي تعمل في الخطوط الأمامية في معركة شرسة مع عدو لا يُرى ولكن أثره صحياً وإقتصاديا ملموسٌ وبشكل مؤلم. وكم كنا نأمل ان نرى تعاوناً اكبر من المواطنين وبما يخفف الاعباء عن هذه الأجهزة. واذا كنا نرى في النموذج الصيني نموذجأً ناجحا، فقد لفت انتباهي على القنوات اللبنانية شاب لبناني يدعى أدهم السيد كان يدرس الدكتوراه في ووهان مركز الوباء في الصين وآثر البقاء هناك أثناء الازمة وكان يبث الفيديوهات من هناك ويتواصل مع الاعلام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. في أحد الفيديوهات في بدايات الازمة صوّر شوارع ووهان، المدينة التي يقطنها 11 مليون مواطن، خالية تماما ولفت الى عدم وجود شرطي واحد في الشوارع، وفي فيديو آخر بعد انحسار الوباء بيّن بأنه لم يغادر غرفته لمدة 51 يوماً.

قياساً على تجارب الآخرين الايجابية منها والسلبية فإن الازمة قد تطول، ونأمل ان لا يعطي تناقص اعداد المصابين إحساساً زائفاً بالثقة مما قد يدفع بالبعض للتخلي عن التدابير الاحترازية ولعدم الالتزام بالتعليمات الرسمية المتمثلة بالتباعد الاجتماعي والتزام البيوت. يُظهر تاريخ الأوبئة أنها تأتي على شكل موجات والانحسار الاول قد لا يمثل نهاية الوباء. فمثلا في ما عرف بوباء الانفلونزا الاسبانية الذي تزامن مع نهايات الحرب العالمية الاولى والذي أصاب نحو 500 مليون انسان وأوقع نحو 50 مليون ضحية، فإن الوباء ظهر في شهر كانون ثاني من عام 1918ثم عاد وظهر في موجة ثانية أشد فتكا في شهر آب من نفس العام مؤديا الى ذروة في الوفيات في شهر تشرين أول الى ان انحسر في عام 1920. تاريخ هذا الوباء يبين ايضا ان الطفرات ادت الى ظهور سلالة اشد تأثيراً من الفيروس وخاصة في مناطق النزاعات المسلحة لأسباب غير واضحة تماما، ولا يخفى ان العالم به العديد من مناطق النزاع وخاصة وللأسف في منطقتنا العربية.

يتوقع البعض ان تشهد الدول الآسيوية التي سيطرت على الوباء موجة ثانية خلال شهر او شهرين او ربما في الخريف القادم. ستزيد حركة السفر والتجارة وعودة المغتربين الى بلادهم من احتمالات ظهور موجة ثانية كحالات وافدة (Imported Cases) بعدما نجحت هذه الدول بالسيطرة على الانتشار المحلي بالمخالطة (Local Transmission). ما يعزز هذه الاحتمالات هو قدرة الفيروس الكبيرة على الانتقال من شخص لآخر، وطول فترة الحضانة والتي لا زالت منظمة الصحة العالمية تعتبرها تمتد من 2-14 يوما، بالرغم من تقارير عن حالات وصلت فترة الحضانة فيها الى 24-27 يوما والتي لا يُظهر ناقلو الفيروس فيها اعراضا للمرض.

لضمان القضاء على هذا الوباء لا بد من التعاون الدولي العابر للحدود، ولا بد من استمرار الاجراءات الاحترازية التي تكسبنا بعض الوقت لحين وجود لقاح واق من المرض او علاج فعال للمصابين به. محليا، من الضروري ان يكون هناك تغيّر مستدام في بعض الممارسات والعادات التي تساعد في انتشار الامراض بشكل عام وفيروس كورونا بشكل خاص. قد يكون من المفيد لا بل من الضروري ان تتولى وزارة التربية والتعليم وبشكل مركزي، ولا سيما مع اعتماد التعلم عن بعد، العمل على غرس قيم جديدة تؤدي لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. هذا لا يقتصر بالطبع على مكافحة الوباء فحسب ولكن يجب ان يطال مكافحة آفة التدخين المستشرية وخاصة بين صغار السن والتي تحصد آلاف الارواح، والعمل ايضا للحد من حوادث السير الكثيرة والمؤسفة والتي تحصد الآلاف ايضا.

سطع الأردن في مقاربته للأزمة في مسارين صحي واقتصادي بتوجيهات ملكية، واعطى جلالته الاولوية لصحة الاردنيين معيدا تكريس مقولة أن الإنسان أغلى ما نملك. بالمقابل ركزت دول عظمى على الاقتصاد فحسب فخسرت الصحة وخسرت الاقتصاد. حمى الله الأردن قيادة وحكومة وشعبا وجنـّبـه كل مكروه.

omar.khoury@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :