facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نموذج جديد في نهج إدارة المياه والصرف الصحي تحت جائحة كورونا


د.منى يعقوب هندية
05-04-2020 01:59 PM

أفاد تقرير جديد صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية أن مليارات البشر حول العالم لا يزالون يعانون من قلة الفرص للحصول على خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. حوالي 2.2 مليار شخص حول العالم لا تصلهم خدمات مياه صالحة للشرب بشكل أمن؛ و4.2 مليار شخص لا تصلهم خدمات الصرف الصحي؛ و3 مليارات شخص يفتقرون الى المرافق الأساسية لغسل اليدين. «لجنة الأمم المتحدة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية» جددت التأكيد على أن الحق في المياه والحق في الصرف الصحي عنصران أساسيان في مستوى معيشي كاف، ويرتبطان ارتباطا وثيقا، من بين حقوق العهد الأخرى، بالحق في الصحة».

وكما أشارت منظمة الصحة العالمية من الضروري توفير المياه الامنة، والصرف الصحي، وظروف النظافة لحماية صحة الانسان اثناء تفشي فيروس كورونا. ويمكن تعزيز منع انتقال فيروس كورونا من شخص لاخر من خلال تعزيز الحق في الماء والصرف الصحي ودعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والفنيين الذين يقدمون هذه الخدمات لضمان جودة واستمرارية توفير المياه والصرف الصحي، والنظافة وإدارة النفايات في المجتمعات المحلية، والمنازل، والمدارس، والأسواق، والمراكز الصحية.

بدأ العديد من العلماء بالتأكيد على أن العالم سوف يعاد تشكيله بعد انتهاء الجائحة في كثير من النواحي. ونحتاج الى تحول نموذجي لمستقبلنا الصحي، من خلال الاهتمام بتوصيل خدمات المياه للجميع والاهتمام بالتوعية بأهمية النظافة. يقول المجلس التعاوني لإمدادات المياه والصرف الصحي (WSSCC) وهي منظمة مقرها الأمم المتحدة، أن جائحة فيروس كورونا المستجد هو «أزمة نظافة»، وهنالك صلة واضحة بين الوصول الى المياه وقدرة المجتمع على احتواء انتشار الفيروس.

في الوقت الذي يواجه فيه العالم وباء فيروس كورونا، يقول الخبراء أن احدى الطرق الرئيسية لتقليل احتمالات الإصابة بالمرض هو غسل يديك جيدا وبشكل متكرر. من الصعب ممارسة النظافة عندما يكون لديك كميات قليلة من المياه، والنظافة أمر بالغ الاهمية للصحة. يؤدي عدم غسل اليدين الى تفاقم العواقب غير الصحية المترتبة على نقص خدمات الصرف الصحي وكميات المياه الصالحة للشرب والتي تسبب في موت 800 طفل يوميا في انحاء العالم.

في الأردن 98% من السكان يتوفر لديهم مياه صالحة للشرب و68% تصلهم خدمات الصرف الصحي. لكن للأسف هنالك خطر يترصد أبناءنا حين عودتهم الى المدارس والجامعات؛ حيث لا يتوفر في المدارس والجامعات المراحيض والمغاسل الصالحة والصابون مما يعرض طلبتنا للخطر من انتشار الفيروس. ويجب ان يتم دراسة وتقييم صلاحية هذه الخدمات قبل التفكير بإعادة الطلبة لمقاعد الدراسة؛ ويجب رصد ميزانية لإعادة تأهيلها واستمرارية نظافتها. أيضا مراجعة وتقييم وضع البنية التحتية للرعاية الصحية خصوصا للمراكز الصحية والطبية البعيدة عن العاصمة بتوفير مراحيض نظيفة ومياه كافية وصابون وعدمه من شأنه أن يصعب تنفيذ التدابير الوقائية. في بعض الحالات، قد تكون هذه المرافق نفسها مكانا لانتشار المرض عند غياب المياه والصرف الصحي الملائمين.

الاخذ بالتدابير الاستباقية لضمان استمرار الحصول على كميات وافية من المياه الصالحة للشرب وغسل اليدين خلال جائحة فيروس كورونا المستجد. ويجب عدم قطع خدمة توصيل المياه واستعادة الخدمة للمواطنين الذين كانت خدمتهم مقطوعة في السابق، والامتناع عن فرض عقوبات على عدم دفع الفواتير؛ وذلك لتوفير الدعم الحاسم للصحة العامة. ان وقف خدمات المياه بسبب عدم الدفع في أي سياق لا يتوافق مع حقوق الانسان وقد يكون ضارا بشكل خاص في سياق أزمات الصحة العامة مثل وباء كورونا.

خطورة وجود هذا الفيروس في مياه الشرب ضئيلة. حيث ان معظم المتطلبات لمعالجة مياه الشرب في الاردن من ترشيح وفلاتر واستخدام المطهرات مثل الكلور كاف لقتل مسببات الامراض ومنها الفيروسات. ومن المتوقع أيضا ان تكون عمليات المعالجة والمطهرات في محطات معالجة مياه الصرف الصحي فعالة للتخلص من فيروس كورونا المستجد؛ على المشغلين التأكد من كفاءة محطات التنقية مياه الشرب والمياه العادمة واستخدام المطهرات بشكل فعال.

ويجب الاخذ بالتدابير الاستباقية لضمان استمرار المهندسين وجميع العاملين في محطات التنقية والصرف الصحي اخذ الاحتياطات والحصول على معدات الحماية الشخصية المطلوبة واتباع الممارسات للحماية الصحية لمنع التعرض لمياه الصرف الصحي والرذاذ الذي يمكن ان ينقل العدوى. على وزارة المياه ووزارة الصحة التأكد واجراء الدراسات والفحوصات على عدم وجود فيروس كورونا المستجد في مياه الشرب والمياه العادمة خاصة من الشبكات الصرف الصحي القادمة من المستشفيات والمناطق الموبوءة.

يواصل العلماء في معظم دول العالم دراسة كل ما يمكنه نقل فيروس كورونا إلى الإنسان؛ أيضاً يبحثون في تأثير البيئة المحيطة على حياة الفيروس. وأظهرت الدراسات انتقال عدوى فيروس كورونا عن طريق البراز، فعلينا الحذر والحرص على تنظيف مرحاض المنزل وتعقيمه بعد كل استخدام وتنظيف مقعده بشكل دائم؛ والتخلص من المناديل المعقمة في سلة المهملات وليس في المرحاض.

ان تحسين إدارة موارد المياه وتوفير الوصول الى مياه الشرب المأمونة وميسورة التكلفة والصرف الصحي للجميع أمر اساسي ليس فقط لبناء مجتمعات مسالمة ومزدهرة ولكن أيضا لضمان عالم صحي. واظهر وباء كورونا أنها تتعلق بالأمن الصحي العالمي وتتعلق بسياسات المياه وهي قضية «أمن عالمي» بعد الآن. لذلك يتطلب الأمر الآن انتقاد بعض المعايير الدولية الفاشلة ونحتاج الى نموذج جديد في نهج إدارة المياه والصرف الصحي العالمي خصوصا بما يتضمن أيضا توسيع وتنفيذ المشاريع في المناطق الريفية ومخيمات اللاجئين والمناطق المهمشة، وتأمين المواقع السياحية والأسواق بالمرافق الصحية وصيانة المتهالك منها.

خبيرة في قضايا المياه والبيئة



الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :