هناك طريقتان لحماية المجتمع من انتشار العدوى , اولها استخدام المطاعيم لزيادة مناعة افراد المجتمع, ولكن عندما يجتاحالمجتمع جائحة مثل فيروس كورونا ولا يوجد له مطعوم , ففي هذه الحالة بعض الدول تلجىء الى اعتماد سياسةمناعة القطيع (Herd Immunity ) ،وهي الشكل الاخر من اشكال الحماية للمجتمع ،عن طريق ترك المجال للفيروس او العدوى بالانتشار بحرية في المجتمع , حيث تنتقل العدوى الى اكبر عدد ممكن من الناس ،وبالتالي يصبح المجتمع ككل له مناعة ضد العدوى و بالتالي يتوقف انتشارها الى الاخرين . تعتمد هذه السياسة في وقف انتشار العدوى على مناعة المجتمع " القطيع" من ذوي الصحة الجيدة وخصوصا من الشباب. ولكن اعتماد سياسة مناعة القطيع في مقاومة الامراض المعدية ,لها سلبيات لانها تؤدي الى التضحية ببعض افراد المجتمع من كبار السن، او الاشخاص الذين يعانون من الامراض المزمنة او من اعتلالات صحية اخرى ,حيث انهم سيواجهون خطر الموت اذا ما انتقلت اليهم العدوى . ولهذا اعداد الموتى ،ستكون كبيرة وخصوصا من كبار السن ،وهذا ما يحدث في بعض البلدان التي لم تقوم باتخاذ اجراءات وقائية مسبقة ،خوفا على شل حركة اقتصادها , ناهيك ان انظمتها الصحية لم تعد تتحمل هذا العدد الهائل من المرضى وخصوصا من الحالات الحرجة.
الكثيرين من القراء الكرام الذي يعيشون في العالم الغربي , يعرفون ان كبار السن هي الفئة الاكثر تضررا من وباء فيروس كورونا , فهم يتركون في بيوتهم او في بيوت العجزة(Senior Homes ) ليلاقوا حتفهم المحتوم ،حيث يجتاح فيروس كورونا هذه البيوت وفي غضون ايام يفارقون الحياة دون وداع احبائهم ، واما الاغلبية العظمى من الناس اذا ثبت وجود عدوى لديها ،كل ما يقال لك ان تبقى في منزلك , ولا يعزل في المستشفى كما يحدث في الاردن.
ما اراد قوله دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز للمواطنيين , ان الاردن باختياره سياسة وصحة وسلامة المواطن في مكافحة هذا الوباءكانت تطبيقا لمقولة الانسان اغلى ما نملك ،ومن هذا المنطلق كل ما يراه المواطن من اجراءات حكومية تطبق على ارض الواقع هي للمحافظة على صحة وسلامة كل فرد من افراد المجتمع ،وخصوصا الفئات الضعيفة مثل كبار السن وهم اباؤنا وامهاتنا ،فنسبة الشفاء لدينا 64% لان المصابين يتلقون الرعاية الصحية اللازمة ،بينما في العالم نسبة الشفاء 24% لان سياسة القطيع هي المطبقة فعليا وان لم يعلن عنها.
نعم، الاردن بقيادته الهاشمية وفي ظل توجيهات الملك عبدالله الثاني المستمرة لحكومته ,وبكفاءة الاردنيين من مختلف الشرائح , تفوق على معظم دول العالم في مكافحة فيروس كورونا , فمن كان يتابع محطات التلفزة الغربية يلاحظ اننا في الاردن كنا على اقل تقدير متقدمين عليهم بحوالي ثلاثة اسابيع زمنية في اتخاذ الاجراءت وتطبيقها ، ولهذا اصبحنا نموذجا يحتذى به، ليس عند الاخرين فقط ، بل الاهم في عيون الشعب الاردني اينما وجدوا.

حمى الله الاردن وشعبها والانسانية من كل مكروه .