facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ومن مثل "أخو خضرا" حتى في رحيله


د.هشام المكانين العجارمة
22-04-2020 06:06 PM

عزيزة تلك الذكريات التي نعيشها أو نسمع عنها، إلّا أنها أكثر ألماً عندما نستذكر فيها رحيل الكبار كأمثال أبي سطام، ولأن الحديث عن "أخو خضرا" يستوجب السلام، فالسلام عليه يوم وُلد ويوم رحل ويوم يُبعث حيا.

حابس المولود في معان أخذ منها الفخر والرجولة، ومن سلط الكرامة العلم والمعرفة، ومن الكرك الكبرياء والشموخ، ومن المؤسسة العسكرية البسالة والفداء، حتى استنشق من رحيق الأردن شملاً وجنوبا وغرباً وشرقاً روح الشجاعة والانتماء.

حابس تبوأ مسؤوليات كبيرة وكرّس حياته جندياً مخلصاً شجاعاً في الدفاع عن ثرى الأردن الطهور حتى بات سنديانة عز وافرة الظلال يستظل تحتها كل مخلص غيور.

حابس كبير أمناء الحسين الراحل- الملك العظيم- وقائد الجيش ووزير الدفاع ووزير البلاط الملكي والحاكم العسكري وعين الوطن في مجلس الأعيان حمل المسؤولية عزّا والأمانة مسلكا، واعتزت به أوسمة عديدة وشارات مرصعة لمسيرة كفاح وعطاء وشجاعة، إذ لا زالت ذكراه حاضرة في اللطرون وباب الواد والقدس الشريف، وحاضرة لم تغب في أنفس الأصيلين الشرفاء، ومثل حابس حي لا يموت.

حابس العاشق، لم يكن عشقه إلّا للأردن وفلسطين ودافع عنهما حتى باتت تضحياته دروساً في الفداء والعروبة والإسلام.

حابس حكايات البسالة وحنين الرجال، عِطر المجالس وهيل الدلال، ورائحة الشيح والقيصوم وافي الكيل لا كال، حابس عقال الرجولة وهدب الطهارة، حابس ومن مثل حابس ومسيرته!.

حابس وضع قيادته الهاشمية والأردن العظيم وفلسطين الحبيبة في مهجته والروح، حتى سلّم الروح لباريها، روّى العروبة عشقاً أزلياً لا تمحيه السنون ولا الأيام.

حابس لم يكن حابساً للبسالة والرجولة، إذ أن أعماق عروقه مرتوية بحب الوطن والقيادة والعروبة، حابس لم يكن قائداً حملته الرتب العسكرية وإنما هو من حملها شجاعة وبسالة وانتماء، حابس أحد أولئك الكبار- إن لم يكن على رأسهم - الذين نذروا أنفسهم للذود عن الحمى.

حابس وسام متجدد لكل نفس عشقت ولا زالت تعشق الأردن العظيم، ففي كل بيت أردني أصيل حابس تيمنا به وبمسيرته، حابس لم يمت، فكل الشرفاء في وطني حابس، وأحسبهم جميعاً شرفاء.

حابس في أحرف اسمه ألقاب الأرض وأوسمتها، حابس في حاء اسمه حمية وأصالة، وفي ألف اسمه أردن شامخ بقيادته وشعبه، وفي باء اسمه بسالة وشجاعة، وفي سين اسمه سمو وعلو ورفعة. وأحسب حابس لم يحبس خصاله عن الأردنيين جميعاً حتى بعد رحيله، إذ زرع فيهم كيف يكون عشق الأوطان، وكيف يكون الفداء للرجال عنوان. كيف لا! وهو الأردني الكركي صاحب مقولته الشهيرة "الموت ولا الدنية".

حابس معلم الرجولة لكل من يفتقر إليها، وهو القائل:" وش علمك بالمراجل يا ردي الحيل،، وش علمك بالمراجل والمشي في الليل،، حنّا كبار البلد حنا كراسيها،، حنّا رماح القنا لا تعكزت فيها".

حابس مغناة أهل القدس (حابس حابسهم بالوادي.. حابس وجنوده وتادِ)، حابس مغناة العسكر (سرية قايدها حابس،، تقش الأخضر واليابس).

حابس مناقبه كبيرة وسيرته حافلة في البذل والعطاء والتضحية، وستبقى سيرته علامة فارقة في تاريخ الدولة الأردنية، ونحسب أنفسنا وأنجاله سائرون على دربه في ظل قيادتنا الأردنية العظيمة مليكاً وولي عهد أمين.

ولأن الحديث عن مسيرة حابس مُفرح مُبكي فعذراً حابس ففي حضرة رحيلكم وذكراها تتلعثم شفاهي وتتوقف كلماتي وحروفي مُعلنة انسحابي،، برجاء قبول رحيلي واغترابي.

حابس سلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تُبعث حياً





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :