ميلادُ فارس هاشمي وإشراقة تاريخ .. للشاعر سليمان المشّيني
30-01-2010 02:18 PM
أَشْرَقَ الميلادُ في بُرْدَةِ بِشْرِ ... بالغَ الرَوعةِ في نُوْرٍ وَنَوْرِ
عيْدُ ميلادِ المَليكِ المُفْتَدَى ... قَدْ تَغَنّى فيهِ يَشْدو كُلُّ ثَغْرِ
خَطَرَتْ أَفْعالُهُ في عيدِهِ ... كَحِسانٍ سِرْنَ في أثْوابِ سِحْرِ
عَزْمُهُ يَجْتاحُ في الرَّوْعِ اللظى ... كَمَضاءِ السَّيْفِ في قَطْعٍ وَبَتْرِ
دُمْتَ عَبْدَ اللهِ يا تاجَ السَّنا ... يا سَليلَ الصِّيْدِ يا عُنْوانَ فَخْرِ
أيُّها الرُّمْحُ الذي لا يَنْثَني ... يَتَحَدّى أَلْفَ مِقْدامٍ مِكَرِّ
أَيُّها الوارِثُ أسْمى ثورةٍ ... بِمَباديْها تُضاهي هامَ زُهْرِ
وَحدةُ العُرْبِ ذُرى غايَتِها ... وَخلاصُ الضَّادِ مِنْ قَيْدٍ وَأَسْرِ
أيُّها الفارِسُ إِنْ ضَجَّ الوَغَى ... في غَمامٍ مِنْ دُجاهُ مُكْفَهِرِّ
في مُثارِ النَّقْعِ والخَيْلُ تُرَى ... في سِباقٍ والرَّدى نَحْراً لِنَحْرِ
تَصْنَعُ الجُلَّى بِبَأْسٍ كالأولى ... وَطَّدوا العِزَّ بإيْمانٍ وَصَبْرِ
شِدْتَ في دُنْيا البِنا مَلْحَمَةً ... غَنّى فيها يتباهى فَيْضُ شِعْرِ
طَبَّقَ الآفاقَ ما أَعْلَيْتَهُ ... لَمْ تُقِمْ يَوْماً موازينَ لِوَعْرِ
تَتَحَدّى زَمَنَ السُّرْعَةِ في ... عَزْمِكَ الجبّار جَيّاشاً كَبَحْرِ
كَيْ تُحيلَ المَهْمَهَ القَفْرَ إلى ... واحَةٍ تَخْتالُ في أبْرادِ زَهْرِ
وَرُبَى الأُردنِّ كَيْ تُلْبِسَها ... أَيَّ تيجانٍ من الرّوعةِ خُضْرِ
وبيوتَ العِلْمِ كي تَدْعَمَها ... تصنعُ اليقظةَ والأنوارُ تَسْري
والصّناعاتِ لتسمو عالياً ... تتراءى أبداً يَنبوعَ خَيْرِ
قَدْ تَخَفَّيْتَ لِتَسْتَطْلِعَ ما ... يتحدّى الشَّعْبَ مِنْ ضيْقٍ وفَقْرِ
وَتَمُدَّ الرِّفْدَ والعَوْنَ لَهُ ... بِعِلاجٍ وعَطاءٍ مُسْتَمِرِّ
وَرَفَعْتَ الصَّوْتَ في دافوسَ كَيْ ... تُعْلي رايَ الحَقِّ في أَرْوَعِ فِكْرِ
في بَيانٍ ساحِرٍ سامٍ بِهِ ... حَصْحَصَ الحقُّ فَأَصْغى كلُّ حُرِّ
يَدُكَ الشّمّاءُ تبني .. وَيَدٌ ... تحملُ الرُّمْحَ وَتَحْمي كُلَّ شِبْرِ
ذِروةَ العَلْياءِ يا أردُنَّنا ... يا نَجِيَّ النَّجْمِ في أَسْمى مَقَرِّ
كَمْ مِنَ السُّؤْدُدِ سَطَّرْتَ وَكَمْ ... لكَ في التّاريخِ مِنْ جُلَّى وَنَصْرِ
قَسَماً ما صُغْتَهُ مِنْ مَوْقِفٍ ... وَطَنيْ يَسْمو على عَدٍّ وَحَصْرِ
كُنْتَ في وَجْهِ الأعادي صخرَةً ... تَتَحَدّى كُلَّ عُدْوانٍ وَغَدْرِ
وَبَنوكَ الأُسْدُ في إِقْدامِهِمْ ... قَدَّموا للمجدِ مَهْراً أَيَّ مَهْرِ
أَلْفُ مَرْحَى لكَ يا أرْضَ الإِبا ... والمعاليْ يا حِمى عَزْمٍ وَصَبْرِ
أَلْفُ مَرْحَى لكَ يا دُنْيا السَّنا ... والحَضاراتِ وإِشْعاعٍ وَفِكْرِ
خابَ مَنْ يَطْمَعُ في أُرْدُنِّنا ... طاشَ سَهْمُ المُبْتَغي نِيَّةَ شَرِّ
فَنُسورُ الجَوِّ تَجْتاحُ الدُّجَى ... وأَياديْنا على صَمْصامِ عَمْروِ
والأُباةُ الصِّيْدُ مِنْ أَبْطالِنا ... تَقْلِبُ الأرضَ بِهِ بطْناً لِظَهْرِ
صاحِبَ العيْدِ سلاماً خالِداً ... طابَ عَرْفاً بِأَزاهيْرَ وَعِطْرِ
عيْدُ ميلادِكَ يا قائِدَنا ... فَرَحٌ في كُلِّ وِجدانٍ وَصَدْرِ
عيْدُكَ المَيْمونُ أَعْراسُ المُنَى ... طاوَلَ الجَوْزاءَ في رِفْعَةِ قَدْرِ
عِشْتَ للأُرْدُنِّ تُعْليْ شَأْنَهُ ... تَبْتَني النّهْضَةَ في وَثْبَةِ نَسْرِ
شعر سليمان المشّيني