facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك عبدالله وطبول الحرب مع إسرائيل


زايد الكركي
16-05-2020 09:06 PM

بعد أن عاشت المنطقة العربية بل والعالم ككل مرحلة هدوء سياسي وتوقف تام لكافة أشكال الصراعات التي كانت السمة الأبرز للمنطقة وذلك بسبب ما فرضته أزمة كورونا التي مزّقت العالم وقلبت الكثير من الموازين فأصبحنا نرى دول صغيرة وبموارد شحيحة تتصدر المشهد طبياً بينما دول كانت تُعد مرجع طبّي وبحثي مهم تتقهقر أمام هذا الفايروس ثقيل الظل, بعد هذه الاستراحة السياسية القسرية والتي لربما حاولت بعض الدول استغلالها في تمرير مخططات وأطماع لطاما كانت حلماً لها, وهنا فإن اسرائيل بأهدافها الواسعة المدى لن تُفوِّت الفرصة في استغلال انشغال العالم بمحاربة الفايروس وتنفيذ بعض الخطط التوسعية على الرغم من فشلها الطبي وغرقها في أزمة كورونا.

الملك عبدالله لم ينتظر طويلاً ليقطع الطريق على الإدارة الإسرائيلية في طموحها لضمِّ غور الأردن المدعوم أمريكياً وهو الوعد الإنتخابي الأبرز الذي قامت عليه حملة نتنياهو الإنتخابية الأخيرة والذي يُشكل حتماً مسألة حياة أو موت بالنسبة للملك والدولة الأردنية خصوصاً مع المحاولات الإسرائيلية الكثيرة لسحب البساط من تحت الأردن الوصي الشرعي على المقدسات في القدس الشريف.

لهجة الملك عبدالله كانت تهديدية واضحة المعالم حيث قدّم الملك في حديثه المفاوضات والحوار على كل شيء لكنه لوّحَ أيضا بأن الخيارات الأردنية كثيرة ومتنوعة وتتغير بتغير حدة الأجراءات الأمريكية الإسرائيلية ومن بينها معاهدة السلام التي لطالما كانت مفيدة لإسرائيل أكثر من الأردن وهي المعاهدة المرفوضة شعبياً في الأردن والتي شكّلت خط دفاع وحماية للدولة اليهودية على مدار ربع قرن من الزمن وصار هناك شعور عام لدى النخبة الأردنية أن هذه الصفقة لم تعد تُشكل حاجة للأردن وأن إلغائها صار ضرورة .

الملك عبدالله زاد من جرعة التهديد هذه المرة وفي ذلك دلالة واضحة أن هناك ما يُحاك في الخفاء من الجانب الإسرائيلي وهنا نرى الملك يلوّح بالصدام العسكري وهو الأمر المستبعد باعتقادي لعدم جاهزية الأردن لهكذا صدام ولعدم رغبة الصهاينة في فتح جبهة قد تكون الأصعب في تاريخها في المنطقة وبسبب ما يمكن تسميته بالإنتحار العسكري خصوصاً مع فوضى التطرف التي ألمحَ لها الملك أيضاً في حواره وكأن في ذلك رسالة مفادها أن الجبهة الأردنية مكلفة لإسرائيل مذكراً اياهم بأهمية بقاء السلطة الفلسطينية كجهة مفاوضة سياسية تُخفف من حدة المواجهة المسلحة مع الأطراف الفلسطينية الأُخرى والتي لطالما أرهقت إسرائيل.

إذا رسائل كثيرة بعث بها الملك عبدالله لإسرائيل وعلى الأدارة الاسرائيلية إلتقاطها لأنها جدية جداً وربما ستكون نتائج تجاهلها وخيمة على الوجود الإسرائيلي في المنطقة, فهل نرى صراعاً أردنياً إسرائيلياً قد يقلب موازين الشرق الأوسط ككل, أم أن الدبلوماسية الأردنية المعتادة ستُعيد المياه لمجاريها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :