facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدكتور الزعبي يكتب ملحمة من حوران الى حيفا


المحامي عبدالرؤوف التل
06-06-2020 06:45 PM

دكتور زياد ... أين كنت مختفيا كل هذه المدة مخفياً القلم، مشهراً سكين الجراح لتجليس العمود الفقري للناس، وتخفيف الآلام لمن يصابون بفقرات عمودهم الفقري، لكن عندما حركت القلم على الورق وكتبت ملحمة من حوران الى حيفا، أبدعت غاية الابداع في نبش التاريخ الحديث في القرن العشرين للحياة الاجتماعية، لضفتي نهر الأردن الخالد فلسطين في الغرب من النهر والأردن من شرق النهر، حيث كان الفارق الحضاري كبيراً وكبير جداً بين فلسطين المتطورة في كل المجالات، والفقر الحضاري غرب النهر في كل المجالات.
​لمن كتبت ملحمة من حوران الى حيفا، إذا كان سكين الجراح يخفف الألم لفقرات العمود الفقري، فان قلم الكاتب يصنع الوعي ويبعث الامل، ويحرك الهمم باتجاه العمل الصحيح يخلق النهضة، ويسحق التخلف، وبعث الروح لامة الإسلام والعرب ولغة القرآن لغتها والقرآن الكريم يحرك الفكر والعقل.
​بدأ الدكتور زياد الزعبي في كتابة روايته الملحمة، في الحديث عن القرية الأردنية شمال الأردن، كيف كان يعيش الفلاحين بفقر وحاجة وعوز وجهل، واستغلال من قبل تجار المدينة الذين يجوبون القرى نهاية الموسم الزراعي، ليأخذوا سداداً للدين معظم ما تنتجه الأرض من قمح وشعير وعدس وحمص وكرسنة ولا يبقى لهم الا القليل من انتاج زراعتهم مونة للأسرة للعام القادم.
​اما العلم فهو ما يدرسه شيخ المسجد من حفظ للقرآن والحديث الشريف والحساب، وربما وجد في كل مجموعة من القرى مدرسة، يدرس بها عدد من أبناء القرى حتى الصف الرابع.
​وفي احدى هذه المدارس درس محمد اليوسف، كان طالباً مجداً مجتهداً يحب العلم، ويملك روح المغامرة، ولأنه مجتهد كان الأول في الصف الرابع وهو اخر صف في مدرسة القرية في ذلك الوقت، وتقرر ان ينتقل الى مدرسة المدينة ليكمل تعليمه لكن كلمة من حراث والده حرمه من الذهاب للمدينة ليكمل تعليمه في مدرسة المدينة على نفقة حكومة سمو امير البلاد الذي يريد نشر العلم في امارة شرق الأردن.
​ولان محمد اليوسف حرم من اكمال تعليمه في المدينة بسبب فلسفة الحراث، تحركت في نفسه روح المغامرة ولان الحياة أكثر حضارة وتمدن غرب النهر في فلسطين، قرر ان يسعى في مناكبها رغم صغر سنه ويعبر النهر باتجاه حيفا، مدينة البحر والتجارة والعلم والمعرفة، المدينة التي عرف ابناءها بطيب الخلق واصالة العربي، التي تمد العون لمن يحتاجه.
​عبر النهر نحو بلدة سخم حيث وجود فرع من عشيرته شرق النهر، غرب النهر فهو ابن عشيرة كبيرة تمتد في مدن وقرى بلاد الشام.
​وكتب قريبه في سمخ كتاباً الى صديقه " أبو خليل" التاجر في حيفا يوصيه خيراً به، ويساعده في إيجاد عمل له في حيفا.
استقبله أبو خليل أحسن استقبال وشد على يده وبدأ يعلمه كيف يكسب القرش، حيث بدأ كسلال ينقل المشتريات للأخر مقابل الأجرة، وثم أصبح صاحب عرباية تبيع الخضرة والفواكه في احياء حيفا واحب فيه أبو خليل روح العمل والمثابرة والإخلاص والخلق الطيب، ثم عمل في محل أبو خليل، ولأنه امين وفتح شاركه أبو خليل في متجره، وزاد وعيه بأهمية التجارة التي اباحها الله عز وجل، وحرم الربا، وصار أبو خليل وزوجته الطيراوية يعتبرونه كابن لهم لا سيما انهما لم ينجبا خلفة، وكانت ثقتهم به عالية وهو اهل للثقة.
​وعرف ان في حيفا يهوداً، وان في كل فلسطين يهوداً، ويأتي الاستعمار البريطاني بهم بالبواخر بكثرة بهدف إقامة وطن قوي لهم في فلسطين الأرض العربية، الغنية برجالها ونساءها وارضها المعطاء وبحرها الأزرق الذي جعل منها مدينة منفتحة على كل العالم.
​ولان الخطر الصهيوني لا يهدد القطر الفلسطيني وحده، بل كل العالم العربي، فقد جاء الشيخ عزالدين القسام الذي يقول بان القوة والسلاح به تقدر ان نحارب العدو ونكسر شوكته، وخاض معاركه في فلسطين معركة وراء معركة حتى كتبت له الشهادة في أحراش يعبد.
​ وجاء الى حيفا محمد الحنيطي من أبو علندا شرق الأردن من اجل الجهاد وتحرير فلسطين واستشهد على ارضها الطاهرة واصر اهله من عشيرة الحنيطية ان يدفن في بلدة أبو علندا، وكان اثناء مشاركة أبناء شرق الأردن وهم يهنون ال الحنيطي باستشهاد محمد، وكانوا يرددون ما قاله كلوب الانجليزي قائد الجيش للشهيد عمر، انت اردني وشو الك في فلسطين وكان جواب الشهيد احنا عرب فلسطين هي الأردن، والأردن هي فلسطين وهذه قناعة ابناء شرق الأردن ان الشعب الأردني الذي غرب النهر والشعب شرق النهر، شعب واحد وأبناء حضارة الإسلام ويستمر محمد اليوسف في تجارته من اجل تأمين الحياة واستمرارها، ويستمر حاملاً مسدسه مجاهداً مع اهله في فلسطين من اجل تحرير وطرد اليهود منها، لكن قوى الشر ارادت ان تناصر اهل البغي على أصحاب الأرض والحق.
​ان رواية الدكتور زياد الزعبي ملحمة من حوران الى حيفا فيها ابداع رائع وفيها ان الفرد اذا عزم على شيء يستطيع التغلب على الصعوبات والتحديات وكذلك الشعوب اذا ملكت ارادتها تستطيع ان تفلق الصخر وتحقق المعجزات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :