facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خليفة هارون الرشيد في لندن


أمل محي الدين الكردي
18-06-2020 09:31 AM

* الملك الذي ساعد العراق لنيل الاستقلال

إن فيصل نعمة السماء على الارض ومعجزة الشرق ورمز آمال العرب واسمه دخل في بيوت كثيرة تكريماً له وهو الذي عاش لأجل العرب ومات لأجلهم هذا ما جعل الصحفيين الغربيين يهتموا بالكتابة عنه وكأنه لغز الشرق وقد كتب عنه الكثير منها المترجم ومنها المنشور ومنها لا نعلم عنه ولنقرأمعاً ما كتبت عنه جريدة الديلي تلغراف .
قد يكون فيصل بن الحسين بن عون الهاشمي ملك العراق الذي يحل ضيفاً على الملك جورج اغرب الملوك الذين ظهروا في الشرق من عهد هارون الرشيد ونسجت حولهم القصص والحكايات .وهو ثالث انجال الحسين بن علي شريف مكة وملك الحجاز بعد ذلك وله من العمر تسع واربعون عاماً وقد رأى من المخاطر والاهوال اكثر بكثير مما رآه كثيرون من الملوك المعاصرين .ولما كان لا يزال فتى يانعاً أرسله والده ليقيم بين البدو ويتدرب على يديهم على المعيشة البدوية في الصحراء ويقتبس تقاليد البداوة وهذا يعلل ما نراه في علاقاته بشعبه واصدقائه وانها قائمة على القواعد المرعية بين القبائل – آي الحرية المطلقة في المعاشرة مشفوعة بمجال الاكرام للرؤساء .وبعد ما اعلن النظام الدستوري في تركيا ذهب الملك فيصل الى الاستانة مبعوثاً نائباً عن جدة وكان لا يزال مقيماً فيها عندما شبت الحرب العظمى والتحق بجمال باشا في سوريا واشترك اشتراكاً جدياً في تنظيم الجمعية السرية التي كانت تسعى لاستقلال العرب ثم استأذن في الانضمام الى والده في الحجاز .ولما شق الامير حسين عصا الطاعة على الاتراك تولى فيصل الفرقة الشمالية من الجيش العربي واشترك في كثير من الغارات المفعمة بالجرأة والاقدام على الخطوط التركية من خلفها مما ساعد كثيراً على الزحف القوات البريطانية وذلك بحبس الجيش في شبه جزيرة العرب ومنعه من التحرك منها وهو الذي استولى على العقبة ومعان والطفيلة ودرعا وسلمت اليه دمشق لما انهزم الجيش التركي في سوريا ورحلوا عنها ومن وضع الامور في مواضعها انه لما حان الوقت صار رئيساً للدولة الجديدة التي أنشئت حينئذ ووقع سوء التفاهم مما اضطر بعد ذلك بسنين الى التنازل عن العرش ومما يشهد له احلى شهادة والنزاهة والتجرد وانه لما وصل حبفا ارسل تلغراف الى والده في مكة يطلب مالاً يمكنه من السفر الى اوروبا للدفاع عن قضيته .ولما تقررت بعد ذلك حالة العراق السياسية ووضعيته وافقت الحكومة البريطانية على ذهاب الامير فيصل الى بغداد ليسعى في نيل اصوات الناخبين العراقيين وقد افلح في ذلك وفي صيف 1921م وبعدما ما اخمدت الثورة نودي بفيصل ملكاً على العراق . وهو مثال العربي في بنيته وصحته متوسط القامة نحيف رشيق لوحت الشمس بشرته ولا يزال شعره اسود وقد خطها شيب قليلاً وله عينان عسيليتان وجبهة عالية وهو مثال في الرقة واللطف شديد الظرف يسحر الالباب بلباقته وحسن اسلوبه وشديد الجاذبية ومواهبه تدعو الى الاعجاب وولائه للاصدقائه والذين آزوره في الشدائد غريزة من غرائزه المحبوبة ومن به تطيب له النفس وتقر العين ولكن هذه الولاء جر عليه المتاعب احياناً ونما بطبيعة حقيقية بالصحراء محباً للفروسية فهو فارس محنك ورامي سديد الرماية من الطراز الاول ويحسن لعبة التنس ويلعب الشطرنج بمهارة وقد وهب ببصيرة ثاقبة واخلاقاً قوية أكسبته نفوذاً عظيماً بين الطبقات الحكيمة ومما يبرهن اسطع برهان على نفوذه المتزايد ة تمكنه من استمالة الاحزاب المتباية الهادفة والتعاون في الحكومة الوطنية وهي الحكومة التي لا تزال مضطلعة بمهام الامور بعد قضاء اشهر على تجربتها وامتحانها .وهو عامل بجد في عمله ونشيط وكثيراً ما اسقط رجال حاشيته بمهاراته واللحاق به وهو ماضي على شؤون شعبه وكان يخرج في دمشق مثل ما كان يفعل هارون الرشيد متنكراً بلباس البدوليبقى بنفسه على سير الامور وقد جرى على هذه العادة في بغداد فكان كثيراً ما يزور المصالح الحكومية ومكاتبها على حين غرة .وليس للمال قيمة كبيرة في عينيه فهو ينفق بسخاء يزيد على ما تسمح به موارده الخصوصية لمساعدة الاخرين واعانة الخلق وربما لا يعلمون رعاياه حق العلم الذي يضحي براحته المادية ومصالحة الشخصية لأجل شعبه وان كان العراق تمتع بالاستقلال وعوية جامعة الامم وعلى تقدم اقتصادي ما كان الا بهذا الهاشمي الملك الشرقي المتابع الذي يحل ضيفاً بيننا مكرماً وحليفاً مبجلاً .
على أثر زيارة فقيد العرب العظيم فيصل الاول لانكلترا زيارته الرسمية سارعت جريدة الديلي تلغراف مقالة لمراسلها المستر مرتن وقد تم ترجمتها الى العربية لايصالها اليكم والتي نشرت في عام 1933 م رحم الله فيصل واسكنه فسيح جناته .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :