facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاعلام الذي نريد .. !


المحامي عبدالرؤوف التل
21-06-2020 02:17 PM

واهم كل الوهم من يظن أن الاعلام بوسائله المختلفة القديمة والحديثة منفصلاً عن واقع الناس، منفصلاً عن حاجة الجماهير الضرورية، منفصلاً عن المشاكل السياسية والثقافية والاجتماعية، منفصلاً عن المشاكل والحروب والفتن التي تعصف بالدول وتبيد الكثير من البشر حولنا، ويغذيها إعلام لا يعترف بالحقيقة بل يمارس سياسة تجريف الوعي ونشر الباطل والأكاذيب.

الاعلام في حقيقة الامر ناقل للواقع بكل ما فيه من قبح وجمال، وليس من دور الاعلام ولا من مهمته إضفاء الجمال والخير والصدق على ما يحدث في واقع الحياة، بل إن من واجبه ودوره ذكر الحقيقة كما حدثت في الواقع حتى يتمكن صاحب القرار من اتخاذ قراره المناسب ووضع الحلول للمشاكل والتحديات.

إن جوهر الاعلام يتمثل في حرية تدفق المعلومات والسماح لهذه المعلومات في أن ترى النور ويطلع عليها ويعرفها كل انسان على حقيقتها كما حدثت في أماكن وقوعها، وبعد ذلك يكون من حق الكاتب أن يدلى برأيه حول المعلومات ومدى صدقها أو كذبها.

إن وسائل الاعلام الحديثة تطورت كثيراً عما كانت عليه قبل خمسة عقود بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة التي شهدها العالم، والتي ساعدت على انتشار وسائل الاعلام على نطاق واسع وتعدد وسائلها واصبح كل فرد في العالم يستطيع أن يصنع لنفسه وسيلة إعلام خاصة به وأصبح الفضاء الواسع مليئاً بالأقمار الصناعية التي ترسل الصوت والصورة لكل بقاع العالم لحظة حدوثها، وهذه ثورة غير مسبوقة في تاريخ العالم، والاعلام بوسائله المختلفة استفاد من هذه الثورة التكنولوجية، وصار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وانستغرام وقوقل كل إنسان قادر على استعمالها واستقبالها.

لكن ما يؤسف له ويحزن في نفس الحر من ألم يمزق القلب أن بعض الافراد والمؤسسات والشركات وربما الأحزاب والحكومات تبث بهذه الوسائل الحديثة كثيراً من الكذب والشائعات والافتراءات التي لا أساس لها من الصحة من ذلك توجيه الاتهامات لهذا الشخص او ذلك، بسوء الأمانة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية او الرشوة والاختلاس مع الأصل في الانسان براءة الذمة حتى يتم إدانته، أما ان يتم اغتيال الشخصية وتلويث السمعة فهو عمل غير مقبول، لأنه يثير الفتن بين الناس ويصنع العداوات والضغائن التي لا تحمد عقابها وتترك أثار سلبية في المجتمع.

لذلك فإن ذكر الحقيقة هو الذي يجب أن يقال، وأن توجد وسائل ومنصات تواصل اجتماعي تركز على الاخلاق الحميدة التي تجمل الحياة، وأن الهدف من الاعلام هو ذكر الحقائق المجردة لا نشر الأكاذيب والشائعات التي تلوث الحياة وتنغصها.

الاعلام الذي نريد هو الذي يشجع على النقد السياسي والاقتصادي وعلى الآفات الاجتماعية، النقد الهادف الذي يشجع التنمية ويخلق الوعي لدى الفرد والجماعة، وأن نجاح أي مؤسسة أو شركة أو دائرة حكومية هو نجاح لكل مواطنـ والنقد المقصود به التركيز على الخطأ للابتعاد عنه، وتشجيع الصواب وتثمينه لأن العمل الناجح يصب في مصلحة التقدم والنهوض بالتنمية، والعمل الناجح لا يمكن أن يقوم به إلا صاحب الخلق الرفيع.

أما الذين يبثون الشائعات والأكاذيب يسيئون لأنفسهم والمجتمع ولا يسهمون في خدمة التقدم والتنمية.

الاعلام الذي نريد هو الاعلام الناجح الذي يكشف الحقيقة ويبينها للناس كما هي دون تزويق لها، حتى لا نصنع دعاية للحقيقة الواضحة التي تكشف عن نفسها والتي لا يستطيع أحد طمسها وتغطيتها.

الاعلام الذي نريد، هو الذي يساعد في تكوين رأي عام واعي وناضج ودافع للمواطن أن يقوم بواجبه المكلف به على أكمل وجه بصدق وأمانة ويركز على نجاح المؤسسات العامة والخاصة لأن نجاح هذه المؤسسات يعود بالفائدة عليه وعلى المجتمع.

نريد إعلاماً جسوراً شجاعاً يشير الى الخطأ ومن ارتكبه ويعمل على تصويبه، لأننا بمثل هذا الاعلام نحارب الفساد والفاسدين، ونكشف الزيف والخداع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :