facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى تبقى مواسمنا الخضراء آمنه


د . ردينة بطارسة
14-02-2010 03:07 PM

بداية اسمحوا لي أعزائي القراء أن أدعوكم جميعا للأنضمام لي رافعين أكف الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى, على ما أنعم به علينا من خيرات لهذا الموسم , والذي يعتبر من أفضل المواسم المائية والزراعية التي مرت علينا خلال سنوات العقد المنصرم , حيث أوضح الخبراء في قطاع المياه أن نسبة ما تم جمعه من مياه الأمطار في السدود لهّّذا الموسم , قد فاقت نسبة 45% من السعة الأجمالية لها,من هنا نلاحظ أن جبالنا وسهولنا قد بدأت تزهو بردائها أخضر موشى بالأزهار والنباتات البرية الرائعة.
وهنا دعونا نتوقف عند مرحلة الأخضرار الجميلة هذه , حيث تنمو جميع أنواع المحاصيل والنباتات الخضراء ,خاصة تلك المحببة الينا منذ القدم, والتي غالبا ما نستمتع بتناولها مباشرة من الأرض عند التنزه والتجوال , أو تلك التي نستهلكها بصورتها الطازجة على موائدنا اليومية, فمن منا لا يستهويه طبق من السلطة أوالتبولة ,التي تشكل فيها هذه المحاصيل, مثل البقدونس والجرجير والكزبرة والخس وغيرها المكون الرئيس , والتي تمتاز بأنها غنية جدا بالألياف والفيتامينات, مثل فيتامين أ لف وجيم وغيرها , وهنا تحديدا يتربص في المتعة خطر كامن, بحيث تصبح الفائدة المرجوة من تناول هذه المحاصيل تتمشى جنب الى جنب مع الحذر والأنتباه حتى لا ينتهي بنا الأمر ,بالتقاط المرض لا سمح الله , والذي غالبا ما يحصل نتيجة تناول نباتات طازجة , ملوثة!! ,وللتلوث هنا خاصية مميزة فالمقصود ,لا يعني وجود الأتربة والغبار أو مواد كيماوية عليها microbial فقط , ولكن الحديث هنا عن التلوث الميكروبي ) pollution) والذي يعتبر الأخطر والأهم والأكثر تأثيرا على الأنسان .
هذا ويمكننا الاطلال في عجالة, على بعض أنواع الميكروبات, التي يمكن انتقالها الى البشر, عن طريق تناول نباتات خضراء ملوثة , ومن أهمها وأخطرها , بكتيريا السالمونيلا السامة والتي غالبا ما تأتي عن طريق استخدام مياة عادمة غير معالجة في ري هذه المزروعات, والتي قد تحوي, مخلفات حيوانية وبشرية لأفراد مصابين أو حاملين للسالمونيلا , ويتراوح المرض في خطورته وشدة الأعراض من شخص الى آخر ,فقد تتسبب السالمونيلا, بتلبك في الجهاز الهضمي ,واسهال ,وارتفاع بسيط في الحرارة تمتد الى أيام قليلة فقط , من ثم يتعافى المصاب , دون الحاجة الى الذهاب للطبيب , ولكنها في حالات أخرى قد تسبب الوفاة لا سمح الله, في حال كان الشخص المصاب , من فئة المجموعات ذات المناعة القليلة مثل الحوامل والكبار بالسن والأطفال دون الثانية عشر .
ومن الملوثات الميكروبيه الخطيرة أيضا طفيل الكريبتوسبوريديم الذي يمتاز بقاومته العالية , للكلور المستخدم في تعقيم المياة , و من منا لا يذكر الكارثة المرضية التي سببها الطفيل في منشية بني حسن, قبل حوالي ثلاث سنوات ,والذي خلف وراءه ,في تلك الحادثة مئات حالات التسمم بعد تلوث مياه الشرب فيه ,هذا وينتقل الطفيل في حال , سقاية المحاصيل الخضراء بمياة ري ملوثة ببراز الحيوانات المصابة , أو في حال تمت زراعتها أو تناولها من المناطق الواقعة داخل مزارع الحيوانات , وبالتالي تصل الى الى جسم الأنسان .

ومن الملوثات الخطيرة جدا أيضا على حياة البشر , ما يسمى بداء المشوكات أو الأكياس المائية (Echinococcosis , Hydatic cysts ).
وهو من الأمراض المشتركة بين الأنسان والحيوان ,ويعرف بأنه مرض طفيلي يصيب الحيوانات الكبيرة ويظهر في الأنسان على صورة الطور اليرقي أو الكيسي للدودة الشريطية المشوكة , والذي ينتقل من خلال التلوث ببراز الكلاب المصابة , هذا وتتراوح فترة حضانة المرض من عدة شهور الى عدة سنوات ,بحيث تظهر هذه الأكياس المائية على سطح الكبد والطحال أو قد تصل الىالجهاز العصبي المركزي ,متسببة بأعراض مرضية تختلف باختلاف موقعها , ويمتاز المرض بأنه ينتقل عن طريق التلوث ببيوض الأكياس من الكلاب للآنسان فقط, ولا ينتقل من عائل وسيط الى آخر , من هنا تبرز أهمية الحذر والأنتباه في حال تناولنا محاصيل غير مغسولة أو غير موثوقة المصدر ,مثل تلك التي تباع على قارعة الطريق , هذا ويتم تشخيص المرض عن طريق صور الأشعة ويعالج بالجراحة بالعمل على إستئصال هذه الأكياس .
بالأضافة الى ما سبق هناك أنواع أخرى من الملوثات المكروبية, التي قد تنتقل بالمحاصيل الخضراء الملوثة, مثل الأمييبا, والجارديا وغيرها , مما يحتم علينا مراعاة الحذر والأنتباه عند تناولها , خاصة وأننا مقبلون على موسم الرحلات المدرسية والعائلية خلال فصل الربيع القادم .
في الختام أقول, أننا هنا في الأردن, نمتاز بوجود أجهزه رقابية نشطة, وعلى رأسها المؤسسة العامة للغذاء والدواء , تعمل كوادرها كخلية نحل , دون كلل أو ملل , وعلى مدار الساعة ,من أجل توفير الطعام الآمن للمواطن , حيث يوجد في المؤسسة برنامج رصد لهذه الملوثات ينفذ بالتعاون مع جهات داعمة أخرى, تقوم بموجه مختبرات المؤسسة, بأاجراء الفحوصات الدورية لهذه المحاصيل واتخاذ الأجرءات الأحترازية لمنع تلوثها , وتطبيق العقوبات على المخالفين.

متمنية السلامة للجميع دائما وهنيئا لنا بمواسم الخير الآمنه, في أردن أبو الحسين .





  • 1 حسين الحموري 14-02-2010 | 05:59 PM

    مقال مفيد كما كل مقالات الدكتوره ردينة

  • 2 محمد 14-02-2010 | 06:21 PM

    رائعه يا دكتوره ردينه مقاللتك مفيده ومهمه جدا

  • 3 د.م ريا ض 15-02-2010 | 12:38 PM

    مقالتك ممتازة وأرجو لك التوفيق علي الدوام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :