عمون - كتب المحرر السياسي - لم تنجح اي وسيلة اعلام عربية او غير عربية عن تقديم اي مادة خبرية صرفت انتباه الجمهور العربي عن متابعة تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح من قبل الموساد الاسرائيلي ، ولم تبرز اية قصة خبرية طوال الفترة الماضية استطاعت ان تمنع الانبهار الذي سيطر على الناس لحرفية ومهنية شرطة دبي وقائدها ضاحي خلفان .. في هذا الوقت الذي بدأت تتكشف فيه خيوط الجريمة التي نفذت وخطط لها بليل ..يخرج فجأة شريط جديد ل همام البلوي بشهرين تقريبا لتبثه قناة الجزيرة الفضائية نقلا عن موقع السحاب الالكتروني التابع لتنظيم القاعدة يتهجم على الاردن ويتهمه بسلسلة اغتيالات ما انزل الله بها من سلطان .وتبدأ القناة الفضائية بالتعامل مع الشريط كمادة خبرية متكاملة العناصر وتفرد لها مساحات واسعة من بثها تجري فيها اتصالات مع "خبراء امنيين " و"متخصصين في شؤون الجماعات الاسلامية " ليبحثوا في اتهامات وجهها احد افراد تنظيم استهدف الاردنيين ويعلن استهدافه للدولة الاردنية كل يوم .

وتأخذ القصة بالتطور وتتناقلها وسائل اعلام عالمية ويقع الضرر فعلا رغم النفي الرسمي وتلصق القناة مرة اخرى تهما جديدة بالدولة الاردنية دون وجه حق ...

وهنا لا بد من التأكيد على مسألة فنية مهمة جدا ..حيث تستطيع اي وسيلة اعلام ان تنشر اي مادة فلمية مدبلجة تتضمن اساءات وتهم وادعاءات ضد دولة عربية شقيقة تحت شعار الحرية الصحفية ..مصدرها موقع "الغيوم الالكتروني" - وهو موقع افتراضي - التابع لتنظيم اكس واي زد - وهو تنظيم افتراضي ايضا - .. ما الذي سيحدث ؟ طبعا سنضع مصداقية وسمعة ومكانة الدولة العربية على المحك وعرضة للنهش والعلك الفارغ والقيل والقال مع ان وسيلة الاعلام تؤكد على حق هذه الدولة بالرد والدفاع عن موقفها بحرية كاملة ..اي عبث هذا و عن اي اعلام حر نتحدث ؟!

ورغم هذه الاساءات المتكررة والتهم التحريضية لم يصدر عن الحكومة الاردنية اي موقف متشنج وظلت ردود الفعل في اطار الحفاظ على علاقات طيبة مع الشقيقة قطر وتعاملت مع هذه التغطيات بمرونة رغم ادراكها الكامل لاثرها وابعادها السلبية والانطباعات التي تتركها في عقول الناس البسطاء في مختلف الدول العربية ..

الاردن لم يكن ليلعب اي دور في افغانستان لولا انه استهدف من تنظيم القاعدة ولم يساهم على الاطلاق في اغتيال وتصفية قيادات مثل عبدالله العزام وعماد مغنية وهذا بالضبط ما ورد على لسان الناطق الرسمي للحكومة ولكن هل هذا يكفي بعد الهجمة الاعلامية التي تعرض لها الاردن و شاركت بها وسائل اعلام عربية كبرى ؟

اليوم خرج شريط للبلوي المقبور منذ شهرين وغدا يخرج شريط اخر لشخص اخر يتهم الاردن من بين 23 دول عربية بالمشاركة في اغتيال مثلا " جون كنيدي،مارتن لوثر كنج،انور السادات،...." ..

يبدو جلياً ان انجازات ومهنية الاجهزة الامنية الاردنية اغاظت وما تزال الكثير من اولئك الذين ملأ العجز والكبر والحسد قلوبهم فالاشرطة واستخدامها بطرق سلبية هي سلاحهم الوهمي دونما ان يعرفوا ان للبيت رب يحميه وللوطن قائد نفتديه وللمخابرات مكانة وشأن في قلوب الاردنيين لا تمحيه سوداوية قلوب البعض.

معركة الاشرطة مجهولة المصدر يجب ان تنتهي و يجب ان تنتهي معها عمليات التلاعب بعقول الناس ومشاعرهم وتتوقف عمليات التوظيف السياسي للاعلام واستخدامه كاداة للضغط على الدول واستفزازها ..وفي حالة الاردن ثبت ان ذلك لن يقود الى اي نتيجة مع الاحتفاظ بامكانية لجوء الحكومة لخيار الرد بذات القوة والاثر .