facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقطت أو تكاد أن تسقط


عدنان حميدان
04-03-2010 12:11 PM

مع آخر أخبار جرائم وجنايات يندى لها الجبين في احدى المناطق التابعة للعاصمة عمان – الأب الذي قتل زوجته وطفليه – و الأخرى في جرش – العجوز السبعينية العزباء التي تعيش وحدها!! حيث ضربها أخوها أولا وتركها تعاني وخرج بكل سلبية ممكنة و مشاعر مجردة من الأخوة أو احترام الكبير !! لتسير الظروف وتأتي الأقدار أن يمر بطريق بابها المفتوح - بعد اعتداء أخيها وخروجه – مجرم من الدرجة الحقيرة دخل بيتها واعتدى عليها جنسيا !! وقتلها ثم أخذ الخمسين دينارا التي بحوزتها وخرج بكل دم بارد – .

هذه الأخبار حسب ما جاء في صحفنا المحلية وما شابهها من قصص تتكرر يقشعر البدن لها ، ويحار المرء فيها ، و يفكر مليا وهو يرى بعض البيوت وقد تحولت إلى منازل آيلة للسقوط، إن لم تكن سقطت فعلا، ولا تجمعهم أي عاطفة أو مودة؟؟ وهو يقرأ عن بيوت وعائلات لا تجمعها في كثير من الأحيان سوى مصلحة البقاء في وضع اجتماعي مقبول، بيد أنهم يعيشون في الواقع في جو من العزلة والانفصال الشعوري؟؟


تخيلوا معي كيف يؤثر هذا الأمر الذي يحدث كل يوم على أطفالنا وعلى مستقبل أجيالنا القادمة بل وعلى نفسياتنا جميعا و على أدائنا المهني ، وما الذي ننتجه لمجتمعنا وأمتنا من تلك البيوت؟؟؟ وحيث أننا متخصصون في قلة الدراسات أستعين هنا بدراسة غربية أجراها باحثون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية شملت حوالي مائتي أسرة و تضم أطفالاً ما بين الصف الأول والرابع الابتدائي؛ لتقييم مدى تأثير تصرف الوالدين وعلاقاتهم الأسرية على نمو الطفل، فوجدوا أن ضغوط العمل والمشكلات الأسرية وما ينجم عنها من أزمات نفسية للأطفال، يمكن أن تعرقل وسائل التواصل النفسي بين الأبوين وأطفالهم على رأيهم. وهؤلاء الأطفال الذين ينشؤون في هذا المناخ يصبحوا جاهزين للانحراف حين يجدون الفرصة مناسبة. وفي دراسة أخرى لاحظوا أن نسبة 50% من عينة الدراسة غير راضية عن وضع الأسرة، و50% أفادت بأن ثمة شجاراً دائماً بين الأب والأم، وأن 32% لا يهتم بهم أحد في المنزل، ولا يقف حجم المأساة عند ذلك الحد.

وعندما ننظر إلى حال الأسرة كما كتب مرة طلال الناصر.. نجد أنه تقلص فأصبحت الأسرة صغيرة تضم الزوج والزوجة وابنهما أو ابنتهما، وتقدّم لهم خدماتهم الفندقية (خادمة ذات سبع صنايع.. ولكن النتيجة ضائعة..) وبالتالي نجد، وبفعل هذا الوضع الاجتماعي، الجد والجدة أو الأب والأم وحيدين في منزلهما، وزيارتهم أصبحت مجرد (برستيج) وتغييرا للجو (شمة هوا) وليست براً واستشعارا لأهمية الوالدين والمحافظة عليهما.. عندما ننظر بشكل علمي نجد أن الدراسات العلمية تثبت أنه كلما كان المنزل يضم الجد والجدة أو الأم أو الأب أو أحدهما، فإن عامل الاستقرار التربوي والعاطفي يكون أكثر، ويساعد على نجاح الحياة الزوجية بين الزوجين، ويجعل التكيف أكثر بينهما، وبالتالي نجد أن الأب والأم يشعرون بأهميتهم، وأن أبناءهم يبرون بهم وهم أمام أعينهم. فهي ليست فائدة اجتماعية ونفسية واحدة فقط، بل ذات فوائد عديدة، ولكن الغزو الثقافي، والتحديث، والمسابقة على توفير الكماليات من الاحتياجات قبل الأساسيات، وإعجابنا بأفكار غربية ليست وليدة مجتمعنا، بل هي وافدة إلينا بكل ما تعنيه كلمة وافدة!! كل ذلك يعمل على تقبل أفكار تعمل على تفكك الأسرة... وتعمل على الانحلال الخلقي.. وتضعف من الوازع الديني... إلى درجة أنها تصل بنا إلى نبذ الوالدين وإهمالهما.

أهل الاختصاص من علماء اجتماع وأطباء نفسيين، يتحدثون بصراحة، وبناء على دراسات علمية محكمة، وقراءات تحليلية لواقع كثير من الأسر والمجتمعات، أنه إذا استمر وضع بعض الأسر هكذا، يمكن أن تنتج لدينا مشكلات عديدة من أبرزها:خروج جيل حاقد على المجتمع ؛لفقدان الرعاية منه، وإنتاج مجتمع فاقد للهوية، ولديه ذوبان كلي في الآخر، وزيادة في نوع وكم الجرائم، مع عدم الشعور بالمسؤولية، فيما تستمر أخلاقيات المجتمع بالانحطاط -لا قدر الله- وتتدهور سمعة الأمة وهيبتها.

فيا ترى، هل تعيد مؤسساتنا التربوية والإصلاحية قراءتها لهذه الواقع، وتعالجه بصراحة، دون كلام منمق، ومبالغات لا معنى لها في الحديث عن مجتمعنا، وأنه بخير، وأمورنا بأحسن حال، وهذه حالات لا تذكر، وكأننا نقول (عنزة ولو طارت)

عدنان حميدان - لندن





  • 1 dido 04-03-2010 | 02:01 PM

    عن جد كلامك رائع وفي الصميم وانا اؤيدك في كل كلمه
    فعلا مجتمعاتنا العربيه جميعها تواجه نفس المشكله!!
    كل هذا والله نتيجه البعد عن الدين ولهاثنا وراء المدنيه والحضارا

  • 2 dido 04-03-2010 | 02:03 PM

    عن جد كلامك رائع وفي الصميم وانا اؤيدك في كل كلمه
    فعلا مجتمعاتنا العربيه جميعها تواجه نفس المشكله!!
    كل هذا والله نتيجه البعد عن الدين ولهاثنا وراء المدنيه والحضارا

  • 3 دانة 04-03-2010 | 02:29 PM

    الشكر الجزيل لك على هذا المقال...
    فاننا بحاجه الى لفت انظار الافراد وتوعيتهم الى الحال المتدهوره التي نؤول اليها في ايامنا هذه فان الوضع مخيف ومقلق..وعندما نعود الى جذور هذه المشاكل ..يكون اسبابها الجهل بتربية الابناء وقلة التثقيف والوعي الاجتماعي..والبعد كل البعد عن المحبه والاخوه والموده والرحمه داخل أسرنا..
    فشكر كل الشكر لك على هذا المقال الذي سيكون متنفس للافراد للنقاش عن الوضع الراهن في بلادنا الحبيبة
    وارجوا من الجميع اخذ العبره والموعظه وتصحيح ما يمكن تصيحيه داخل أسرنا...وارجوا ان لا يكون قد فات الاوان...

  • 4 hana 04-03-2010 | 03:12 PM

    السلام عليكم
    فعلا ما تحدثت عنه من انفصال في بيوتنا وغربة وسط الاهل وتجرد الاشخاص من الرحمة والمودة
    بس بالنسبة للجو العائلي جميل ان نجتمع معا في بيت واحد الجد والجده والاب والام والابناء لكن عندما يسكنون عند احد الابناء تجد ان ابناؤهم الاخرين تجاهلوهم والقوا بالمسؤوليه على اخاهم
    انا بصراحه ارى ان يسكونون في بيت قريب ومجاور افضل من السكن في البيت الواحد

  • 5 amat.llah 04-03-2010 | 04:22 PM

    السلام عليكم

    أستاذ عدنان، جزاك الله خيرا على المقال الموضح للصورة التي و صل إليها مجتمعنا العربي من جشاعة و ظلام،، و لكن نقول لا حول و لا قوة إلا بالله
    و لا زال النور في الدنيا.
    أسأل الله أن نلقكم مجددا في برنامج صوتك واصل من جديد على خير
    فالكل ينتظر عودة الأستاذ عدنان و الطاقم الكريم إلى الشباب و البنات اللي زي الورد.
    السلام عليكم

  • 6 أم حسن 04-03-2010 | 05:21 PM

    بارك الله فيك أخي أبو يمان .. كلامك كتير حلو وافتقدناه.. هذا للأسف حال كثير من الأسر العربية .. تأثرت كثيراً بهذه المرأة ذات السبعين ربيعاً .. وأسفاه على شبابنا ..
    لا تحرمنا من هذه المقالات الرائعة

  • 7 هاني العوران 04-03-2010 | 05:40 PM

    اخ عدنان شكرا لمتابعتك

  • 8 ام خير اليدن 04-03-2010 | 06:18 PM

    السلام عليكم
    رائع ما كتبت ورائع ما قرات

  • 9 زيد الزعبي 04-03-2010 | 06:23 PM

    كلامك رائع جدا يا سيدي والله يبارك فيك

  • 10 الشيخ أمجد المستريحي 05-03-2010 | 11:30 AM

    الأخ عدنان حميدان طروحاته جميلة

  • 11 عايده 05-03-2010 | 03:50 PM

    هذا الحال من المحال

  • 12 06-03-2010 | 06:26 AM

  • 13 آمال عبد الهادي 07-03-2010 | 01:16 AM

    الكلام في الصميم يا أستاذ عدنان


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :