لو لم أكن أردنية لوددت أن أكون.. هذا ما أردده يومياً وأنا أتنفس عبق الأمن والأمان داخل ثرى هذا الوطن الحنون... وأردده دوماً كلما كنت آتيه من سفر وأعلن طاقم الطائرة دخولنا الأجواء الأردنية، فأشعر حينها بأن كل قيدٍ كبل فؤادي قد انفك... وبأن روحي قد أصبحت حرة، ولم تعد أسيرة... فهنا بلدي بلد الأردنيين الأوفياء الذين جبلوا كأراضيها السمراء الطيبة على الحب والوفاء.

من شمال الى جنوب بلدنا العزيز يطوف القلب يومياً في تسبيحة حمداً وشكراً لله عز وجل على ما منحنا إياه من جمال ونعم... فهذي حوران بسحر مكانها وعذوبة أهلها تشعرك حتى بصمتها بأن فيها فيضاً من بوح الكلام الذي يأخذك عبر الزمن لإستنطاق قصص مكانية وزمنية كانت قد أثرت هذه الأرض، لتشعر أنك في حضرة التاريخ العبق الذي يطل على بحيرة طبريا فتأخذك الرياح والسماء من هناك الى مشارف بوابات القدس لتظهر لك المسافة من بين تلك السهول كأنها خرافة!! وهذا جنوبنا الطيب منبع كل الأشواق، الذي يشبه سيمفونية عذبة تُعزف على أوتارٍ من العشق الخالص، الذي تشدو به ربابة المكان الذي لا ينفك عن استنطاق روائع الشعر وحكايات الزمان التي نسجها شعراء الصحراء، فباتت أيقونة مقدسة من الأسرار الجنوبية التي تتطاير في فضاءاتنا... فلجنوبنا جمال لا ينافسه أي مكان مهما تنوعت ألوانه وتضاريسه.

مبهورة انا وغيري الكثير من الأردنيين بروعة هذا البلد الطيب وبثراء المشهد الثقافي الموجود لدينا... فمن يتجول في أرجاء الحالة المتميزة للحراك الثقافي في بلدنا يدرك أننا في عصر الثقافة الذهبي بلا شك، فالصفحات والملاحق الثقافية ترصد وبشكل مكثف حالة من التوهج الثقافي الإنساني الذي يتجاوز الفردية... لينثره في أرجاء الوطن بؤراً متوهجة من الفعاليات الثقافية والفنية.

ومع كل هذا التنوع الحضاري والمكاني والثقافي الراقي، تبقى فئة منا لم تدرك بعد متعة طعم العيش بالأردن بكل تفاصيله الطيبة... فالبعض منا يعيش داخل حدود هذا البلد متناسياً أو متجاهلاً للأسف كل هذه النعم الجميلة التي حبانا أياها الله جلت قدرته... الفرق شاسع وكبير بين أن نعيش داخل الأردن... وأن نعيش الأردن بكل تفاصيله الحياتية اليومية الصغيرة باستمتاع وتقدير لهذه النعم ولهذه الأرض المعطاءة!!.

عيش الأردن بكل تفاصيله الجميلة شعار نعليه لتردده قلوبنا قبل حناجرنا... عيش الأردن هو أكثر من شعار بل أيقونة عشق أزلية نفتخر نحن الأردنيون بإرتدائها على صدورنا محبة وولاءً منا لوطننا الغالي.



Diana-nimri@hotmail.com

الرأي