facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى الطاهر العدوان والصحب الكرام


16-03-2010 05:00 AM

قد ينقشع الضباب فجأة من أمامك فتجد نفسك وقد اصطدمت بجدار ما ، هكذا هي الحياة ، وهذا هو الإنسان خلق في أحسن تقويم ، فقام بخرق تقويم المبادىء الإنسانية التي بنيت على القيم الرفيعة ، فلا نستغرب أن يعُوجّ عود نبت من شجرة باسقة ،، وحينها قد يرى شخص ما أن تقويم اعوجاج ذلك الغصن مهمة واجبة ، وحينها قد يضطر الى إيذاء الأغصان الكبيرة المثمرة .

أستاذنا الطاهر العدوان الأكرم :

في خضم تراشق غير محمود ، اضطررت إلى الكتابة عن " دمل غير حميد " برز فجأة في صحيفة ، ولست آسفا على كثير مما ورد في المقالين الذين قطعت إجازة طوعية ، لا بهدف الدفاع عن " عمون " بل لصفع المتسبب بانحدار الخطاب الصحفي والكتابة في الزاوية اليومية ، لأن أحد طرق علاج ثورة جنون المرء المغرور ، صفعه بالحقيقة ، علّه يرتدع ليتذكر شيئاً ما قد يحرص على المحافظة عليه ، وحينها أوردت ما نصه :

{... خصوصاً عندما يعرف الجميع أن الصحف الالكترونية المحترمة، باتت خطراً على صحافة ورقية تراجعت القهقرى، في ظل تراجع مهنيتها، وتقاعسها في الدفاع عن الحريات، وفشلها في عكس الرؤية الوطنية، وتعاظم أخطائها }

ما قُوِس أعلاه كانت جملة تضمنت حقيقة قد لا تكون قريبة الحدوث ، ولكنها نواة لحقيقة متوقعة ، وهي تراجع دور الورق أمام " الإلكتروني " و على الرغم من أنني لم أعمم الرأي ولم أضف أل التعريف على كلمة صحافة و ورقية ، والتي أقول أنها تراجعت ، فأنني أؤكد على أن الصحيفة المعنية وخلال الأسبوع الماضي توجت تراجع مواقفها بفضل سياسة التحرير الجديدة التي غلب عليها الموقف المتخندق والأبوية المتسلطة ، وإن كانت العاصمة هي ساحة الحفل ، فلنا في المحافظات وخارج البلاد مؤشر جيد لمدى التراجع .

وعليه فإنني لا أقصد البتة صحيفة مثل " العرب اليوم " لم أنس فضلها في حمل والتعبير عن وجهة النظر الأردنية والشعبية خاصة دون انحياز رسمي والدفاع عن قيمة الإنسان الأردني برصانة وصدقية ، طيلة سنوات خلت ، كما لن أنسى إنني على صفحاتها كتبت مقالاتي في بداية الألفية وعلى الصفحة الأولى ، بعد أربعة عشر عاما على كتابة أول مقال لي في صحيفة الرأي وأنا لا أزال أحبو على بلاط الكتابة ، وسأكون ظالما غير صادق إن أنكرت دور الصحافة الورقية عامة كعامل مؤثر في تأسيس قواعد الفهم العام والمعرفة والحقيقة وحرية الرأي في هذا الزمان ، فقبل إشراق شمس اليوم التالي تسبقها ضياء الصحف الورقية على مدى قرن مضى كل يوم .

أما بعد ما تناهى الى سمعي من عتب كبير من شخصكم الكريم على رأيي في الجملة أعلاه ، وما رأيي إلا فكرة و رؤية قد يختلف معها الكثير من أهل الرأي والمشورة ، فإنني أعتذر لكم وللأستاذ محمد التل تحديدا والذي رأى ذلك ، ولكل من ظن أنه قد طالته سهام رأيي الذي أرجو الله أن يرشدني الى صوابه ، وأعلم يا " كبير العرب اليوم " أنني لا أتملقك ولا مصلحة لي في الاعتذار ، إلا أنها شيمة لا أريد لها أن تندثر في زمن تعنتت به رؤوس الكثيرين من أقوامنا وحولك رجال عرب اليوم ، في يوم "استمرّك واستصّهن " البعض من أهل القلم والقول .

وان كان لي المثل في الحكمة فسأتمثل بقول " سقراط " الحكيم : قلة الدين وقلة الأدب وقلة الندم عند الخطأ ، وقلة قبول العتاب ، أمراض لا دواء لها ! ، فأرجو أن لا نمرض بأي منها.

وبناء على ما سبق ، فإنني مدين بالاعتذار أيضا ، للزملاء من كتاب الصحف الذين ظلمتهم في تعميمي غير الحميد ، في فقرة وردت في مقال لاحق ، جمعت ولم تخصص : { فآه على لقمة الخبز التي لم يعد كتّابنا وصحافتنا و"بعض" رجالنا يستطيعون الحصول عليها، إلا بعد التذلّل إلى صاحب المال في هذا الوطن الذي كان "الراصد" فيه رجلاً حرّاً شريفاً عفيفاً له ألف أسم واسم ، يرِد حوضَ المنيّة جائعاً عزيزاً، ولا يخشى الموتَ جوعاً } ، والأصل أن هناك البعض من الكتاب وهم استثناء .

لا أدري كيف أخرج من هذه الدائرة المغلقة ، ولكن كما قال " غيلان بن جرير " : عقول الناس على قدر زمانهم !

فالحرب تسقط فيها كل معايير الحياد ، و يسقط فيها أبرياء ، وتتعطل خلالها القوانين والضوابط ، وتلك كانت حربنا من أجل الكلمة الحرّة والنزاهة والعفّة ، و حماية انجازاتنا التي نفاخر بها ، وضرب يد المتسولين على أبواب السلطة ، كي لا يمدوا أيديهم وألسنتهم فوق كرامتنا .

أستاذنا الفاضل :

أسهبت وأطلت ، ولكن أرجو أن تكون الصورة اتضحت بعض الشيء ، و هدأت النفوس ، لأعود وأؤكد على أننا في ذات الخندق جميعنا ، من أجل كرامة المواطن ومصلحة الوطن ، ولله أضرع أن يكلأكم والزملاء بحفظه وأن تبقى صحافتنا مشعلا لا تنطفىء جذوته ليهدي سفن الراكبين بحر الحق و الحقيقة والمصداقية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :