يخوض القائمون على القوائم الانتخابية صراعات من نوع آخر لم تكن في حسبانهم أبدا، وباتوا يكتشفون بأن حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر.

العديد من أعضاء القوائم وخاصة ما يسمى بالحشوات باتوا يحفظون الدرس جيدا، فهاهم يمارسون أنواعا أخرى من إحراج المرشحين الجادين بالوصول إلى المجلس النيابي، ففي لحظة ما يعلن أحدهم انسحابه من القائمة لهدف ما لا يبتعد أبدا عن ممارسة نوع من الإبتزاز المالي.

حيث يقوم هذا المرشح الحشوة بما يشبه الحرد، وكل ذلك مقابل الحصول على مبلغ مالي مقابل البقاء في القائمة، والمعاناة اليوم تحدث عن نفسها عند الكثير من أصحاب القوائم.

هي مشكلة بحد ذاتها تواجه المرشحين، والكثير منهم يلهث لاستكمال قائمته، وهذه الحالة تنطبق على مختلف دوائر المملكة، عدا عن الصراع والتنافس في القائمة الواحدة.

خلال الأيام القادمة وقبل المباشرة بعملية تسجيل المرشحين سوف نشهد زيادة في عمليات الإبتزاز للمترشحين مقابل البقاء في القائمة، وهذه من أهم سلبيات القانون الإنتخابي الحالي.

على الهيئة المستقلة للإنتخابات أن تتنبه لهذا الأمر جيدا، صحيح أن ذلك قد يكون من الصعوبة بمكان، ولكن يمكن ملاحظة ذلك والعمل على محاصرته وتطويقه.

انتخابات هذه الدورة ستكون مختلفة قطعا، وسنشهد تطورات واحداث في غاية الغرابة أبطالها هم الحشوات الذين ينظرون إلى هذه الأيام على أنها فترة مشمشية ليس إلا.

نتمنى أن تسير الأمور على خير وهدى ونجتاز هذا الاستحقاق الدستوري الهام بما يحفظ استقرارنا وأمننا والطمأنينة التي نعتز بها.