facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا يساوي؟


طاهر العدوان
21-03-2010 01:55 AM

بعد ان قدم مذيع احدى الفضائيات العربية تغطية موسعة لاجتماع اللجنة الرباعية في موسكو, وشرح تفاصيل بيانها الصادر في العاصمة الروسية واصفا اياه بانه شديد اللهجة تجاه اسرائيل, انتقل بعد ذلك الى القدس المحتلة لاجراء مقابلة مع احد وزراء نتنياهو وقد ظهرت من خلفه اسوار القدس وقبة المسجد الاقصى, الوزير اياه قال بلهجة عربية ركيكة: هذه القدس, اورشليم القدس بتاعنا, ستبقى جزءا من اسرائيل, ولن نعود ابدا الى حدود ما قبل الخامس من حزيران عام .1967

هذا الكلام الذي قاله الوزير الصهيوني كان مثل من يسكب الماء على رؤوس الذين اطربهم بيان اللجنة الرباعية (شديد اللهجة)!! كما انه يلخص الحال الذي وصلت اليه عملية السلام بعد 19 عاما من المفاوضات واللجان والمؤتمرات والوعود والرؤى.. انه حال اسوأ بالف مرة مما كان قبل ان تكون هناك مفاوضات وبيانات وخارطة طريق ومبعوثون امريكيون واوروبيون وامميون.

يبدو ان العالم, او ما يسمى بالمجتمع الدولي, بدأ يفهم نفسية العالم العربي اضافة الى إلمامه بكل التفاصيل المزرية لاوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لا تستطيع انتاج مواقف قوية مؤثرة على اي من ملفات قضايا المنطقة من فلسطين الى العراق الى دارفور. ولهذا فان هذا المجتمع الدولي يواصل محاباته لسياسات اسرائيل واحتلالاتها وحروبها وغزواتها وحصاراتها, فيما يكتفي بين حين وآخر, باصدار البيانات او التصريحات المنتقدة لاسرائيل والتي لا تساوي شيئا في حسابات السياسة وحل الازمات.

من هذه الزاوية, فان بيان موسكو, الخاص باللجنة الرباعية, لا يساوي ثمن الورق المكتوب عليه, رغم ان الموقعين, من الناحية الشكلية, هم اهم قوة سياسية وعسكرية على الارض »الولايات المتحدة, اوروبا, روسيا, الامم المتحدة«, فكل ما ورد من مطالبات ودعوات لاسرائيل في البيان لن ينفذ, لان نتنياهو يعرف انه مجرد كلام لن يُترجم ابدا الى قرارات في مجلس الامن, او مواقف من الدول الكبرى, تتضمن العمل على محاصرة اسرائيل اقتصاديا وماليا وسياسيا, لاجبارها على الخضوع لقرارات الشرعية الدولية واحترام حقوق الانسان, مثل ما فعل المجلس مع العراق السابق, ومع ايران الحالية.

يذكرني بيان اللجنة الرباعية ببيانات مؤتمرات القمة العربية التي تحُشد لها الاضواء, وتُقرأ في اجواء مهيبة تحت اضواء عدسات التلفزة العربية والعالمية ثم تطوى مع الاثير وكأنها »زوبعة في فنجان«.

واذا كانت بيانات القمة تنتهي مع اطفاء الانوار في قاعات الاجتماع فان بيان اللجنة الرباعية سيتحول الى مجرد خبر في نهاية الاسبوع, لانه مع بداية هذا الاسبوع سيكون نتنياهو في واشنطن, ليس من اجل احتواء غضب الادارة (المزعوم) عليه بعد اهانته للولايات المتحدة والبيت الابيض عندما اعلن قراراته الاستيطانية الواسعة وبايدن يجلس الى جواره, فهذا الغضب سرعان ما تحول الى تصريحات استرضاء تدفقت كالسيل من فم اوباما وهيلاري.

نتنياهو في واشنطن سيسعى الى تتويج انتصاراته على ادارة الرئيس الامريكي المتعثرة بعرض خدماته عليها لانقاذها من مواجهات وهجمات انصار الصهيونية في الكونغرس, وهم بالمناسبة اغلبية. اما بيان الرباعية فستتلقفه قمة ليبيا العربية لتسجله كأحد (انتصاراتها) ويا دار ما دخلك شر.0

taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :