facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو استراتيجية إبداعية إبتكارية للبطالة والفقر


د. صالح السعد
06-10-2020 03:14 PM

تشير الدراسات العالمية الاستطلاعية الحديثة إلى أن الخطط والاستراتيجيات التقليدية التي توضع لمعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها في الدول النامية، أصبحت ليست مجدية فحسب، بل أنها تؤدي إلى بعثرة الموارد وتشتيت الجهود، وزعزعة ثقة المواطنين الذين انتظروا الفرج كثيراً وما زالوا لا يلمسون نتائجها إلا بالقدر اليسير، علاوة عن أنها أصبحت تعيق المسيرة نحو تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، لأنها تفتقر إلى أفكار وطروحات تقنية عصرية بناءة تواكب مستجدات العصر وتطوراته، ولا تراعي الرؤية الحاضرة والنظرة الاستشرافية المستقبلية لما ينتظر في الأفق على المستوى البعيد، خصوصاً ونحن نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي الذي تغلغل في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية والصناعية والزراعية والعسكرية والأمنية، وأصبح يشكل الريادة في إنجازاتها وممارساتها وتحقيق عناصر تقدمها، إذ نجد مثلاً، أن الطائرات المسيرة ذاتية القيادة أصبحت تستخدم في جميع مناحي الحياة المذكورة بدءاً من تسخيرها في مجالات الزراعة وانتهاءًا بالحروب، وها نحن نجد المنتجات الزراعية تغطي أسطح الأبراج والمنازل في سنغافورة وبلدان أخرى بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الغذائي الذاتي بفعل التقنيات المتطورة وليس بفعل الأفكار التقليدية المحكومة بضيق الأفق وسوء إدارة الموارد واجترار التكرار الممل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع مما تعاني منه غالبية الدول النامية.

الغريب في الأمر أن القائمين على خطط التنمية المستدامة في الدول النامية مازالوا غير قادرين على القفز فوق حواجز الماضي واختراقها نحو المستقبل القريب على أقل تقدير، وقد يعود ذلك إلى خلو جعبتهم من فكر جديد وطرح جديد ورؤية حاضرة أو نظرة مستقبلية، وعندما تفشل ممارساتهم ومحاولاتهم وتجاربهم المبنية على أفكار تقليدية وإجراءات لا تتجاوز دائرة الروتين، وغير مواكبة للعصر أو مستشرفة للمستقبل، وما زالت تعمل بعقلية الماضي، يحاولون الخروج إلى بدائل وأعذار تزيد الطين بلة، وآنذاك تصل الأمور إلى ما قاله النبي يعقوب " ويا أسفى على يوسف"، وحيث لا ينفع الندم.

ومن هذا المنطلق، وبكل تواضع، فنحن أصبحنا بأمس الحاجة إلى استراتيجية وطنية إبداعية ابتكارية لمواجهة الفقر والبطالة، تخرجنا من هذا الواقع، وتحقق عندنا تنمية مستدامة فعلية مبرمجة زمنياً وهيكلياً لسنوات طويلة، وبحاجة ماسة في الوقت نفسه إلى فكر استراتيجي استشرافي عملي إجرائي لتنفيذها، بعيداً عن المحاولات والتجارب التقليدية غير المدروسة والتي سرعان ما تنعكس سلباً على الأداء، ومضيعة للوقت الذي لا نملك فسحة كبيرة من الترف للتعامل معه.

وطبعاً، يفترض في عملنا في إطار هذا التوجه لتحقيق النجاح، أن نبتعد عن وضع العصي في الدواليب، من خلال الحديث عن الإمكانيات المالية المحدودة، وازدياد أعداد الخريجين، وثقافة العيب، والعمالة الوافدة وغيرها، ولكن يجب الأخذ بالحسبان بأن جميع التحديات والطروحات المذكورة وجدت في بلدان كثيرة، وتمكنت من تجاوزها بيسر وسهولة، من خلال استراتيجيات وطنية إبداعية ابتكارية في هذا المجال، وبدأت بتنفيذها بخطط مرحلية مؤطرة زمنياً، وبعقلانية وحكمة خرجت من هذه الأزمات، وتجاوزت تلك التحديات، والتي بنظرنا ليست مستحيلة.

وأختم بقوله تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :