مرت على وزارة الاوقاف سنين عجاف عانت فيها الكثير من تهميش للائمة والوعاظ والخطباء ما عانت وها هي اليوم تستعيد عافيتها بوزيرها الحالي معالي الدكتور محمد الخلايلة رجل العلم والفكر حيث بدأ بوضع بصماته التي تؤسس لمنهج علمي ووعظي متكامل يبدا بتأهيل ائمتها ووعاظها بتفعيل مجلس الوعظ والارشاد ووضع خطط لذلك تهدف الى تقويتهم من الناحية الاكاديمية وترسيخ منهج الوسطية باعادة اعتماد العلوم الشرعية المتمثلة بالمدارس الفقهية المعتمدة المتزنة والمبنية على ادلة معتبرة وصحيحة في الشريعة والتي تعتبر صمام الامان من الانفلات في التكفير والتبديع للاخرين ووضع حد للفوضى في اصدار الاحكام الشرعية ومرورا بتطوير الملكة لدى الائمة والوعاظ والخطباء بتدريبهم على العلوم المساندة لوظيفة الامام والواعظ لانه كما هو معلوم ان وظيفة الامام ليست وظيفة يكتفى فيها بعلوم الشريعة العامة بل لابد من التركيز على العلوم التكميلية لشخصية الامام كعلوم مواقيت الصلاة وثبوت الاهلة ودورات في الاصلاح الاسري لان الامام في الغالب يستدعى للتدخل بين الاسر للاصلاح فلا بد من ان يكون ذلك مبني على اسس علمية دعوية واضحة في الاصلاح الاسري وكذا دورات في حقوق الانسان وبيان دور الإسلام في ترسيخها من خلال الائمة في دروسهم وخطبهم وايضا تفعيل التشاركية بعقد دورات مع دائرة الافتاء لطرح المسائل التي يكثر السؤال عنها وأخرى مع دائرة قاضي القضاة لمعالجة المشاكل الاسرية والتخفيف من حالات الطلاق من خلال توعية الناس في المساجد نحو هذه المشاكل وتنبيههم عليها وهذا العمل الجليل الذي يخطط له معالي الوزير اليوم يضع العربة امام الحصان لتفعيل دور الائمة والوعاظ من خلال رسالة المسجد السامية والفاعلة في المجتمع والتاكيد على دور رسالة المسجد في المساهمة والنهوض بالمجتمع وتوعية المواطنين لان المنبر يعتبر المنصة الاعلامية الاكثر تاثيرا في هذه المجالات الاجتماعية والاسرية ولذا نرجو من الله تعالى ان يعين معالي وزير الاوقاف لتحقيق هذه الرؤية المتكاملة و هذا النهج الدعوي الوسطي العلمي لينهض الائمة بمسؤولياتهم اتجاه دينهم ووطنهم ويظهروا رسالة الاسلام السمحة المبنية على التفاعلية الايجابية في بناء المجتمع بعيدا عن التجريح والتشخيص والسلبية .

كما انه لا يخفى ان عندنا في وزارة الاوقاف كفاءات كبيرة من الائمة والوعاظ الذين ستكون لهم مساهمة واضحة وحقيقية في تحقيق هذا النهج وتبنيه بكل جدية وصدق وامانة .

كاتب وباحث في الشؤون الدينية