facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التنشئة الأسرية والسلوك المنحرف


19-10-2020 12:50 PM

منذ فجر البشرية والأسرة تتبوأ مكانة مهمة وجوهرية في تنشئة أفرادها ، وهناك حقيقة راسخة بأن تنشئة الأسرة الأولى لاتستطيع أي جماعة أن تحل محلها ، لأنها علاقة عضوية بيولوجية نفسية أكثر منها علاقة اجتماعية ، فكل مايتم زرعه في الأبناء من عادات وسلوكيات وأفكار ومعتقدات تبقى مترسبة في شخصياتهم ، ويتعذر لأي جماعة مجتمعية أخرى إزالتها أو إلغائها ، لأنها طبعت على صفحاتهم الأولى ، وتبقى ثابتة في اللاشعور ، وقد يصعب على الفرد التخلص منها حتى في كبره وتعايشه مع مجتمعات أخرى كالمدرسة والعمل والأصدقاء ، كونها ترسخ في الشعور وتبقى محفورة في الذاكرة .


إن التنشئة الأسرية السليمة تقوم على عمودين أساسيين هما الوالدان ، وغياب الدور الوظيفي لأحدهما أو كليهما في تنشئة الأبناء ينشأ عنه تنشئة ناقصة وربما منحرفة ، لأن التنشئة الطبيعية هي مسؤولية الوالدين وليس غيرهم ، أما الاعتماد على غيرهم أو إهمال تربيتهم والعناية بهم ، فيسبب تراجعاً في وظيفة الأسرة ، ونقصاً كبيراً في مسؤولياتها تجاه المجتمع بتنصلها من واجبها ووظيفتها الأصلية ، وبالتالي تصبح الأسرة جزءاً كبيراً من المشكلة ، والأصل فيها أن تكون جزءاً من الحل الذي ينشده المجتمع ، وتفرضه أحكام الشريعة الإسلامية السمحة ، ويفرضه القانون الوضعي التشريعي ، وتنشده القيم والأعراف الإجتماعية .


تشير بعض الدراسات الإجتماعية إلى إرتفاع غير مسبوق بنسب ومعدلات قضايا الإنحراف والجريمة التي تعزى أسبابها إلى غياب الدور الوظيفي أو البنائي للأسرة ، وهذا يؤكد غياب التنشئة الإجتماعية السليمة عند بعض الأسر ، وتجاهلها مواجهة أسباب الإنحراف ، تاركةً معالجة النتائج على كاهل الأجهزة الأمنية التي تسهر جاهدةً للعمل على محاولة تصحيح الممارسات الأسرية السلبية في تنشئة أولادها .

ونتساءل هنا ، ماذنب المدرسة إذا أرسلت لها الأسرة طفل متنمر ؟ وما ذنب الجامعة إذا استقبلت مشروع منحرف ؟ ، وبالتالي نخترع له للأسف عنوان " العنف الجامعي "

وما ذنب المجتمع إذا دخل عليه مشروع مجرم أو متطرف ؟ ونطلق عليه للأسف أيضاً " العنف المجتمعي " ، وجميعهم من هذه التسميات براء .

وختاماً ، وفي ضوء هذه المعطيات ، أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى " إستراتيجية وطنية للتنشئة الإجتماعية الأسرية " ، نبدأ

بتنفيذها عاجلاً وليس آجلاً ، في سبيل معالجة أسباب الإنحراف والجريمة في مهدها ، لأن معالجة النتائج لاتحقق الأهداف التي نسعى إليها ، رغم الجهود الجبارة للأجهزة الأمنية لاحتوائها ومواجهتها وحماية المجتمع من تداعياتها . مع الأخذ بعين الإعتبار أن الجريمة موجودة في كل المجتمعات وبكافة خصائصها وأنماطها ودوافعها ، ومعدل الجريمة في المجتمع الأردني من أقل النسب العالمية ، إلا أن نمط إحدى الجرائم وطريقة إرتكابها تجد النبذ والنكران من جميع فئات المجتمع كونها غريبة عن قيمه وأعرافه ، ودخيلة على عاداته وتقاليده .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :