أزف إليكم البشرى بأننا صرنا بالرمثا (نوويين) أي نمتلك مفاعل نووي، ولا ادري كيف ستمر هذه القضية على منظمة الطاقة النووية وأمريكا وفرنسا وربما جارتنا العزيزة إسرائيل. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يسمحون لمدينة مثل الرمثا لا يزيد عدد سكانها عن الثمانيين ألفا بان تمتلك مفاعل نووي.

قد يقول القائل انه تم تهريبه فالمدينة كانت – أقول كانت ولم تعد – كانت مشهورة بالتهريب، فقد كنا نسمع عبارات مثل ( انتوا الرماثنة قادرين على تهريب دبابة).

المشكلة وخوف سكان الرمثا ليس بتهريب المفاعل ولا بأمريكا ولا بالطاقة النووية العالمية التي تطارد ايران ليل نهار لمنعها ولن تستطيع ولا بفرض حصار اقتصادي على المدينة الوادعة. المشكلة في ان هذا المفاعل الصغير الذي تبلغ قدرة انتاجه 5 ميغاواط ويعتبر مركز للتعليم والتدريب ومرافق لانتاج نظائر طبية مشعة من خلال المفاعل النووي تستخدم للاغراض الطبية والصناعية والزراعية كما يؤكد الدكتور خالد طوقان والدكتور وجيه عويس المشكلة في انه لو نفس تنفيسه صغيره هل تصل هذه التنفيسة للرمثا القريبة جدا من المفاعل والتي سينام بحضنها ويقلق أهلها ويحول أحلام أطفالها إلى كوابيس.

مدينة الرمثا محظوظة جدا فقد دخلت ثمانينات القرن الماضي بمحطة تنقية دمرت سهولها الشمالية وكان قبلها مكب الاكيدر بروائحه وذبابه ثم جاءت مدينة الحسن بمحطاتها ومياهها الزرقاء لتروي سهول المدينة وأشجار زيتونها خلسة عن أصحابها وقبل ان تختم بالمفاعل النووي أهدتها حكومة سابقة محطة الشلالة التي تربعت في أجمل رقعة بالمنطقة... الشلالة ذات الطبيعة الخلابة والينابيع العذبة وأثارها التي تربطها بالماضي السحيق ولوثت تينها وزيتونها.

فهل تدخل مدينة الرمثا كتاب جينس للارقام بوصفها اكثر مدينة فيها ملوثات؟

basamsalman@yahoo.com