facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منشورات الثورة العربية الكبرى للشريف حسين بن علي


أمل محي الدين الكردي
25-11-2020 08:03 PM

في عام 1916م صدر للشريف حسين بن علي طيب الله ثراه ثلاثة منشورات وفي عام 1917 م صدر المنشور الرابع .وكان الهدف من هذه المنشورات التوضيح فيها للمسلمين والعرب الاسباب الوطنية والسياسية والدينية لأعلان الثورة على الأتحاديين .وجاء على لسان الشريف حسين علي في المنشور الاول : بدايةً بين ان أمراء مكة هم اول من اعترف بالدولة العلية من حكام مسلمين طاب الله ثراهم بعروة الايمان بكتاب الله ورسوله وبين إن الاتحاديين استولوا على السلطة في الدولة العثمانية وسلبوا الخليفة جميع السلطات وابتعدوا عن التقيد بالتعاليم الإسلامية، وأنهم ساروا على سياسة عنصرية واضطهدوا العرب ولغتهم وعلقوا أحرارهم على أعواد المشانق وساروا على سياسة ترمي إلى قتل الروح العربية، وأنهم أضاعوا بسياستهم الخرقاء عدة أقطار عثمانية، وأن دخولهم الحرب سيؤدي إلى إضاعة البقية الباقية - لذلك وجب على العرب العمل لإنقاذ أنفسهم وإنشاء كيان مستقل لهم.

أما في المنشور الثاني 20 أيلول 1916م،كرر الشريف حسين بن علي الحجج والمبررات التي تضمنها المنشور الأول، ولكنه شدد على القول «إن العرب ليسوا ضد الأتراك، وأن عداءهم يقتصر على الاتحاديين الذين ألحقوا الضرر بالعنصريين.

وقال في منشوره الثاني أننا نترك للعالم بأسره في هذا والجواب وليس عندنا أقل ريبة في انهم يعذروننا في نهوضنا الذي جاء في وقته قبل أن تحيط المهالك بالبقية الباقية من هذا الملك فتأخذنا على غرة بل أننا لا نتردد في مشروعية نهوضنا ووجوبه علينا ولو كنا نعلم بأن بقاءنا مرتبطين بهذه الدولة التي اصبحت العوبة في أيدي المتغلبين مما ينفعها ويحفظ لها املاكها لما تحركنا بشيء مما قمنا به ولصبرنا وتحملنا كل ما يحملوننا اياه.وقال :نعم اننا نقول هذا ونترك الحكم الى انصاف العالم اجمع.

وفي المنشور الثالث 29 تشرين الثاني 1916م، يخاطب الشريف قومه العرب، ويعلن «أنه لم يقم بالثورة إلا لدفع الأذى والظلم عنهم جميعا قياماً بواجب القومية والوطنية». ولأول مرة يشير إلى طبيعة العلاقة مع حلفاء العرب بالقول «إنها تقوم على الصداقة وعلى المنافع المتبادلة.

أما المنشور الرابع في 7 آذار 1917م، فيخاطب المسلمين عموماً وعلى الأخص الأتراك والهنود، ويعدد مخالفات الاتحاديين لتعاليم الدين الإسلامي، ويقول «إنه ما يزال يدعو للخليفة في صلوات أيام الجمعة».

وتم توزيع المنشور الأول في الجزيرة العربية ومصر والسودان والحبشة والأقطار العربية والإسلامية الخاضعة لفرنسا في إفريقيا، ووقع الشريف المنشورين الأول والثاني تحت لقب «شريف مكة وأميرها»، أما الثالث، فقد وقعه تحت لقب ملك البلاد العربية.

فأننا نوكد هنا من خلال قرأتنا لهذه المنشورات والفكر للشريف حسين بن علي طيب الله ثراه أن بأن الثورة العربية لم تكن ثورة قومية بقدر ما كانت عربية إسلامية، وأن الثورة لم تكن في الوقت نفسه موجهة ضد الدولة العثمانية دولة الإسلام الكبرى في ذلك الوقت، إنما كانت موجهة ضد استبداد حزب الاتحاد والترقي الحاكم الذي كان هو أول من عبث بسلامة الدولة وأخرجها عن نطاقها الإسلامي.

والحقيقة التي لا تقبل الشك على الإطلاق أن الثورة العربية هي ثورة إسلامية بالدرجة الأولى، سعت إلى إعادة بعث دولة الخلافة الإسلامية بشرعيتها الدينية والتاريخية والسياسية وفق ما يقره الفقه الإسلامي وواقع الممارسة الإسلامية العملية. كما تأكد ذلك في عهد الدولة الراشدية والأموية والعباسية. وقد أكد على ذلك الشريف حسين بقوله: "نحن نقاتل من أجل مهمتين شريفتين هما حفظ الدين وحرية الأمة". وهذا ما تأكد أيضاً من خلال منشور الشريف حسين الذي أعلنه يوم 25 / شعبان / 1334 – 26 / حزيران / 1916، يوضح فيه أسباب إعلان الثورة ومرتكزاتها حيث احسبنا برهان على ما تكنه صدورهم (أي الاتحاديين) نحو الدين والعرب رميهم البيت العتيق الذي أضافته العزة الأحدية لذاتها السبحانية في قوله تعالى: (وطهر بيتي للطائفين)… بقنبلتين من قنابل مدافعهم… وما زالوا كل يوم، حتى تعذر على العباد القرب من البيت. وفي هذا من الاستخفاف والازدراء للبيت وعظمته وحرمته…". وقد بيّن الشريف في المنشور أن الهدف من الثورة هو: "نصرة دين الإسلام، والسعي لإعلاء شأن المسلمين… على أساس أحكام الشرع الشريف الذي لا يكون لنا مرجع سواه… في سائر الأحكام". ومما يؤكد أيضاً بشكل قاطع أن هدف الثورة تمثل بإعادة الشرعية لدولة الخلافة ما حدث بعد أن قام الاتحاديين بخلع السلطان محمد وحيد الدين عام 1923، وإعلان المجلس الوطني التركي قراراً بإلغاء الخلافة وتحويل الدولة العثمانية من دولة إسلامية إلى دولة تركية علمانية، عندها قامت وفود مثلت معظم بلاد العرب في 4/ آذار/1924 بمبايعة الشريف حسين بمنصب الخلافة، لتعود بذلك إلى إطارها الشرعي وفق أحكام الشرع الإسلامي الشريف. وبهذه المناسبة أصدر الشريف حسين الذي أصبح يحمل لقب خليفة المسلمين وأمير المؤمنين بياناً جاء فيه: "إن إقدام حكومة أنقرة على إلغاء منصب الخلافة الإسلامية هو الذي جعل أهل الرأي… من علماء الدين… في الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى وما جاورهما من البلدان والأمصار يفاجئوننا ويلزموننا ببيعتهم حرصاً على إقامة شعائر الدين وصيانة الشرع المبين". وهذا ما يؤكد بشكل قاطع لا لبس فيه أن الثورة العربية الكبرى لم تكون ثورة قومية هدفها إسقاط الدولة العثمانية الإسلامية وإبراز العنصرية العربية، إنما كانت ثورة عربية إسلامية هدفها الأساسي إعادة الشرعية لدولة الخلافة، بعد أن فشلت كل الجهود بإصلاح أوضاع الدولة العثمانية التي يتحمل الاتحاديين وحدهم المسؤولية في انهيارها وإخراجها عن إطارها الإسلامي.

إن إيمان الشريف حسين الكبير بحقوق العرب ومساعيه مع الدولة العثمانية لصيانة هذه الحقوق أكسبه أحياناً الكثير من أعداء السلطة من الوزراء والولاءوخبرته السياسية وما يتمتع من مميزات من الخبرة والقيادة السياسية والعسكرية التي اكتسبها من خلال تلمذته على يد علماء الحرم المكي وتقلده المناصب العديدة منها الدينية والعسكرية والسياسية داخل الدولة شكل الى صقل شخصيته القيادية وكان افضل من يكون للقيادة المشروع النهضوي العربي الاسلامي.

أن هذه الرؤية والفكر للقيادات الهاشمية منذ البدء، وهذا ما جسد لنا الثورة العربية الكبرى وقد قدمها الهاشميين لأبناء الأمة وفقاً لما تفرضه الامانة التاريخية والاسلامية رحم الله الشريف حسين بن علي وطيب الله ثراه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :