facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا مجال لأطفال فلسطين .. للاحتفال بأعياد ميلادهم


م. باهر يعيش
11-12-2020 12:22 AM

جاء في الأخبار وعلى وجه ورق الصحف؛ أنّ طفلاً فلسطينياً اسمه على كسمه وسمة وجهه (أبو عليا).. أيمن؛ "كانت أمّه تجهّز له حفلاً بسيطاً على ميدة (مائدة) بيتهم من خشب السندان الفلسطيني هناك على قمم جبالها. كان ذلك في منزله، ليطفأ شمعاته الثلاث عشرة التي مضت. جرى الاحتفال!! لكن.. بيوم مولد الطّفل.. وبعيد استشهاده.

تلقى بدلاً من الهدايا من أبويه وأخواته وإخوانه طلقات من رصاص جبان. الرصاص في مخزن بندقية الوطني المكافح الشّجاع.. شجاع مثل حاملها، والطلقات من رصاص بيد الجبان الخسيس الذي يقتل غدراً طفلاً، فتاة، امرأة، شيخاً، هتف..."يحيا الوطن ولا لمصادرة أرض آبائه وأجداده".. رصاص جبنان.. كحامله.

عند شحن الذخائر من متولّي أمور الاحتلال.. إلى جنود المحتل الجبناء؛ يختارون لهم الرصاص والقنابل العمياء البلا ضمير، وكلّ من بلا ضمير جبان جبان. الطفل الشهيد باسمه على كسمه وسمات وجهه (أبو عليا) البطل؛ خرج من فجرية يوم شهادته مع الأبطال الخارجين ليحتجّوا سلماً بالهتاف.. فليحيا الوطن، وبوضع أجسادهم متراساً لمنع السارقين المغتصبين من سرقة الأرض. هي الأرض التي زرعت فيها أمّه البقدونس والنعناع، والتي زرع فيها الجدود التين والزيتون.. بأوراق من عربية فصحى ترفض الخضوع والخنوع، الأرض التي تخبز في طابونها جدته رغيف من طحين قمح بيدرهم هناك، الذي يصلّي تحت حراسة الجبل المطل على بحرهم الأبيض سيد البحور وشيخها.

جنودهم الجبناء لا يتقابلون مع الأبطال الفلسطينيين على حومة الوغى.. هم يتبلون السائرين الأطفال والختيارية يحسبون أن في ذلك نوطًا للشجاعة على صدورهم.. هكذا هي عقيدتهم العسكرية التي أرضعتها لهم أمهاتهم. هم يتسترون بالظلام بالعتم ليلاً، لاعتقال الطفل الأب الجد الأخت الأم. هم يقابلون الحجر بالمدفع.

الطفل الصغير ابن الثالثة عشرة الشهيد (أبو عليا) والذي ارتقى إلى العليا.. العلياء الأسبوع الماضي، لم ينم في حضن أمّه ليلة ما قبل استشهاده. بقي يقظاً ويده على أكرة بوّابة دارهم في القرية، في انتظار أن يسمع صفارة زميله جاره الطّفل نور؛ ليتجمعا سوية يسيران على طريق القرية بين الشّجر وصولاً إلى حيث يمكث الجنود يحمون المستوطنين القادمين من بحر الظلمات، ليستوطنوا بديلاً عن عائلته في بيته في مندرته.

في فلسطين، الصوت يقابل من قبل جنودهم المغاوير الجبناء بالرصاص. هم يرتعبون من الكلمة والحرف التي تتحوّل لرصاص في صدورهم. في فلسطين الأطفال ليسوا كبقية الأطفال؟ في فلسطين الطّفل يتعلّم ألف باء غير!! غير الألف باء التي يتعلّمها الكثيرون خارجها، ألف باء الوطنية، النضال، الكفاح، حُبّ الدّار، الأرض، الشّجر، والجدّ، والجدّة. في فلسطين.. أطفالها ينبتون رجالاً في المهد وقبل الأوان، والطفلة فيها في مقام فتاة من ورد وصخر.

في فلسطين لا وقت لأطفالها للاحتفال بأعياد ميلادهم كباقي أطفال الدّنيا. في فلسطين يحتفل الأطفال بأعياد شهادتهم.. توقد لهم الشموع، بل توقد لهم النجوم لتضيء السماوات.. كل السماوات.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :