facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وليمة وسط البلد الاثرية: قراءة في ضوء التجربة الايطالية


آلاء البطاينة
15-12-2020 12:42 AM

اثناء قيام امانة عمان بتنفيذ مشروع عبارة صندوقية في وسط المدينة، لتصريف مياه الامطار، التي لطالما الحقت اضرارا فادحة بالممتلكات، ظهرت المفاجأة باكتشاف بقايا لحمام روماني محفوظ جيدا.

والمدهش بالامر انه حتى المصادر التاريخية لم تسرد اي معلومات سابقة عن وجود حمامات رومانية بالمكان، وانما اشارت وبشكل عام لوجود مدينة رومانية.

إنها مفاجأة من نوع استثنائي أن يتم كشف هذه البقايا الاثرية على اعماق لا يمكن وصول الحفريات الاثرية اليها..فشكرا امانة عمان على الحفر لهذا العمق.

المفاجأة يبدو أنها كبيرة لدرجة ظهور تباين واضح في وجهات النظر بين المعنيين حول ما يجب فعله مع هذا الاكتشاف؛ بين من يدعو لمواصلة العمل بالمشروع الخدمي المذكور، وكأن شيئا لم يحدث، وإن الحديث لا يتعلق باكتشافات آثارية مهمة، وبين من يدعو للتوقف عن العمل بالمشروع، والتركيز بدلاً منه على الحفاظ على المكتشفات الاثرية،

أعتقد أنه يمكن الاقتداء بالتجربة الايطالية وكيفية تعاملها مع الاثار المكتشفة اثناء مشروع مترو الانفاق في وسط روما. حيث جرى إيقاف مشروع المترو لسنين طوال، وأُعطيت الاولوية للآثار المكتشفة، ليصار الى العمل جنبا الى جنب، لنرى بالنهاية انشاء متحف تحت الارض ــ بذات مكان الاكتشاف - للاحتفاظ وعرض التماثيل واللقى الاثرية.

هذا ما نتمنى ان يحدث فيما يتعلق بمعضلة الاكتشاف الحالي بقلب عاصمتنا، والتي كان من الممكن تجنبها لو كان هناك تخطيط واستكشاف علميين للمكان قبل البدء بتنفيذ المشروع المذكور، سيما وإنه يجري في قلب مدينة غنية بالاثار الظاهرة والباطنة.

ومعروف بإن المسح الجيوفيزيائي المسبق للمكان مثلا كان يمكنه أن يساعد في الكشف عن تلك المدينة الخافية عن الانظار قبل التنفيذ، او حتى الأن قبل اتخاذ القرار النهائي حول ما يجب عمله.

نحن أمام اكتشاف يمكن وصفه بالاعجازي، لن يتكرر، ويفرض علينا التمسك به.

وكلنا امل باللجنة الاستشارية التي شكلتها وزارة السياحة ودائرة الاثار العامة لإدارة هذا الملف بشكل فعال، وتقليل المخاطر الى حدها الادنى.

وعلى كل الوجوه يجب تأخير المشروع الذي قد يُحمل امانة عمان ودائرة الاثار تكاليف اضافية ليست بالحسبان. ولكن هذا الاكتشاف يستحق ذلك؛ لنتخيل معا مدينة رومانية متكاملة في قلب عمان الامر الذي سيضيف دخلا سياحيا للاردن.

وربما أهم الدروس المستفادة، على ضوء هذا الاكتشاف الآثري، هو الكُلف المترتبة على عدم وجود تخطيط آثاري مسبق يُرافق أي مشروع انشائي، كهذه العبارة الصندوقية الضخمة، وبخاصة إذا كان الحديث يتعلق بمكان كوسط مدينة عمان معروف بتاريخيته وغناه الاثري.

ونامل أن الفرصة لم تفت علينا بعد، وأن يتم ادارة الموقف بحكمة، تراعي تحقيق اهداف المشروع الخدمي، وفي الوقت ذاته ايجاد حل تصميمي جديد له، يسمح بالاحتفاظ بالبقايا الاثرية المكتشفة، وكشف المزيد منها، بما يشكل قيمة مضافة للاقتصاد والسياحة والترفيه والابحاث والعلم..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :