facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العنف الاجتماعي .. من المسؤول ؟


ماجد ديباجة
13-04-2010 08:51 PM

للاسف .... مرة اخرى وبكل حرقة ومرارة ... تتجلى صور العنف الاجتماعي هذه المرة في الجامعات ، وقد نجانب الصواب اذا اقتصرنا تحليلنا على جامعة بعينها او شريحة اجتماعية واحدة او منظقة معينة ، فالحقيقة المرة التي تتراءى لنا ان العنف اصبح ظاهرة ، بعد ان كان بعض حوادث متفرقة هنا وهناك ، واصبحت منارات العلم والمعرفة ، مرتع غني لممارسة هذه الظاهرة التي تكاد تسلخ الجامعات عن وظيفتها الحقيقية المقدسة .

ولم يعد من الطبيعي ان نقف صامتين امام هذه الظاهرة التي لا يمكن تجاهلها او تجنب النقاش فيها لانها من اصعب واخطر الاوضاع الاجتماعية التي تواجه مجتمعنا الاردني المسالم بطبيعته .

في الحادثة الاخيرة التي اذهلت الشعب الاردني ووضعته على محك التفكّر والتدبّر ، ذهب شاب في مقتبل العمر وزهوة الشباب ، ضحية ارهاصات اجتماعية غير مألوفة تكاد توسم ملامح المجتمع الاردني في الآونة الاخيرة ا .

اننا اذ ننقل عزاءنا وحزننا الشديد الى عائلة وعشيرة الشاب المغدور ، حيث اننا خسرنا شمعة من شموع الوطن كانت تتهيأ لتضيء دربا من دروب العطاء ، فاننا لنرجو الله ان تكون اخر الملمات التي تصيب المجتمع الاردني ، لان ما يحدث من اعمال عنف يتعدى كونه طوشة او فزعة او خلاف بين طرفين ، بقدر ما هو انعكاس للواقع المؤلم الذي اصبح المجتمع يعانيه من تدهور وتراجع في المآثر والنظم الاجتماعية التي تنظم قيم مجتمعنا الاردني الطيب .

ان مجموعة المبادي والقيم التي تنظم العلاقات مابين شرائح المجتمعات وطبقاتها تبنى من خلال ركائز ورافعات فكرية وفلسفية مدروسة ومتراكمة على مدى سنوات طويلة ، تنتظم خلالها كالعقد الذي يطوق جيد المجتمعات ، والذي يحوي ادبيات وافكار ساهمت في تكوينها عادات وتقاليد وتعاليم دينية عريقة متجذرة في العقل الجمعي الكلي ، بحيث تتشارك فيه مختلف شرائح وطبقات المجتمع ، تلك الافكار والقيم التي تكاد تنهار شيئا فشيئا امام اعيننا ، دون ان نعيرها اي انتباه ، بحيث تكاد تلك التراكمات الفكرية والقيميّة تتسرب من بين ايدينا كما يتسرب الماء من الغربال . وان عدم الالتفات الى ما يجري من تسرب لمثل هذه القيم والافكار من بين ايدينا بشكل متسارع نكاد لا نلحظه ، ستفضي بنا الى ما لا يحمد عقباه..

اننا امام استحقاق اخلاقي ومبدئي عميق يتطلب منا الوقوق طويلا ، والتحديق بكل التفاصيل التي تخللت احداث العنف الاجتماعي ، وقد نوهنا سابقا الى ضرورة تصدي علماءنا وباحثينا ومفكرينا الى ضرورة تحليل اسباب هذه الاحداث قبل ان تصبح طاهرة وتمحيص كهنها ، كي نستطيع ان نستدل الطريق نحو حلول ناجعة وحازمة لما يجري ، بحيث لن ينفع مع مثل هذه الحالات الحلول قصيرة الامد والافكار المجتزءه .

لذلك فانه لا بد من مراجعة شاملة للمعطيات التربوية والتعليمية في المجتمع ، تلك التي تعتبر سندا وداعما للقيم التربوية الاجتماعية والعائلية ، فضلا عن تفعيل مختلف الشرائح الاجتماعية في العملية السياسية والفكرية في السياق العام للمجتمع والدولة ، لان من شأن ذلك ان يرفع من سوية المسلكيات العامة التي تهتم بالشأن العام وتقدمه على الحسابات المناطقية والعشائرية والعائلية ، كما انه لا بد من دراسة عميقة للاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تنظم الحياة اليومية للمجتمع والافراد . بحيث نقطع الطريق عن الارهاصات والاحتقانات النفسية والشخصية التي يعاني منها كثيرون من افراد المجتمع .

ان التوجه نحو اجتراح الحلول يعني المكاشفة والشفافية في تشخيص الواقع وعدم التعتيم او تغييب اي من المعطيات المسببة والمؤثرة على هذا الصعيد ، كما انه لا بد من وضع كل تلك المعطيات امام صانعي القرار ، ومتصدري العمل العام ، ليقوموا بدورهم بكل امانة وحرص يعيد مجتمعنا الى طبعه الطيب والاصيل .
والله من وراء القصد





  • 1 محمد خلف المصري/الرمثا 14-04-2010 | 06:18 PM

    نعم فلا بد من مراجعة شاملة لمكونات التنشئة الاجتماعية سواء من الدولة في دعم المؤسسات بكليتها سواء التعليمية او التربوية او الاندية او الجمعيات او المراكز الشبابية...الخ من خلال تكثيف حلقات التوعية والمحاضرات واللقاءات والمؤتمرات والتركيز على تأصيل وتجذير القيم الطيبة وزرعها في نفوس ابناء المجتمع الاردني ولا ننسى دور الاسرة المتعاظم في بناء الافراد ..لا اريد ان اطيل لكنني اتمنى ان لايكون اهتمامنا اهتماما وقتيا بسبب حادثة وقعت ...والف تحية للاخ ماجد ديباجة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :