يلاحظ النشاط المكثف للدبلوماسية الأردنية التي كان أحدثها اللقاء مع وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية والتعاون الدولي والتي يتم التطرق خلالها إلى التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية والجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية والسبل الكفيلة لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة والعالم.

الدبلوماسية الأردنية المشهود لها بالهدوء والاتزان تنشط باستمرار في التشاور والتنسيق وتطوير العلاقات مع الدول في إطار العمل متعدد الأطراف والتوصل إلى الاتفاق المبني على احترام خصوصية الدول وعلى الحرص التام لتحقيق الرخاء والاستقرار للشعوب.

تتصدر العديد من القضايا ذات الأهمية في نشاط الدبلوماسية الأردنية من خلال: القضية الفلسطينية، الملف السوري، أمن مصر المائي، حل الأزمة الليبية، أمن واستقرار العراق، والعديد من القضايا والتطورات الإقليمية الراهنة.

حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وهو خيار استراتيجي يدافع عن الأردن بكافة الوسائل والاشكال الدبلوماسية المتاحة بقوة وثبات ووضوح ويلقى هذا الموقف احتراما وتقديرا وتفهما لدى العديد من الدول والدعوة للعودة إلى مفاوضات حقيقية على أساس القانون الدولي ومبادرة السلام العربية للتوصل إلى حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفي الوقت نفسه التحذير من الخطوات الإسرائيلية اللاشرعية مثل الاستيطان وضم الأراضي وهدم المنازل التي تقوض حل الدولتين وكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل.

أعلن الأردن وقوفه إلى جانب مصر وأمنه المائي كجزء من الامن العربي القومي وضرورة التوصل لاتفاق حول آليات تعبئة سد النهضة وفق القانون الدولي لحفظ حقوق مصر الشقيقة وجميع الأطراف.

دعم الأردن الجهود المستهدفة إلى التوصل لاتفاق سياسي ليبي - ليبي يحفظ أمن ليبيا وجوارها ويعيد استقرارها وينهي التدخلات الخارجية في شؤونها ويخدم مصالح شعبها وإعادة البناء بشكل مناسب.

يقف الأردن إلى جانب دعم ومؤازرة الجهود الرامية لتثبيت الاستقرار في العراق واحترام سيادته الوطنية وأمنه الداخلي والتنمية الاقتصادية والتي تنعكس بشكل إيجابي ومثمر على الدول المجاورة للعراق وتدعم التعاون العربي المشترك.

اما فيما يخص الأزمة السورية فقد ركزت الدبلوماسية الأردنية على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وبما يحفظ أمن سوريا ووحدتها ويخلصها من الإرهاب، بل وحذرت من الانعكاسات الخطيرة لاستمرار الأزمة وطالبت في أكثر من مناسبة بأهمية توفير الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين.

يسجل للدبلوماسية الاعتدال والتوازن والروية والعقلانية على المستوى العربي والدولي ويسجل لها ذلك على مدى سنوات تأسيس الدولة الأردنية والتي تدخل المئوية الثانية باقتدار وثبات وسيكون للدبلوماسية والسياسة وقفة مستقلة.

(الرأي)