facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حديث الضرورة قبل احتفالية مئوية التكوين: 3-4

14-01-2021 04:36 PM

كل عام والوطن وقيادته بألف خير، ومبارك لحكومتنا ثقة نواب الشعب.

ولعل حديث الضرورة يقتضي الارتداد إلى المشهد الداخلي برغم أهمية كل علامات الاستفهام التى تتراقص حولنا، جواراً وإقليماً وعلى المستوى العالمي، وتأثرنا – في عالمٍ مترابط المصالح – بمآل ونتائج بعض المبهم في الشأن الخارجي.

كيف سنبدأ مئويتنا الثانية هل نكتفي باحتفالات اعتزازٍ (نستحقها) على مدار العام، مع دعاءٍ بلا (قطران)؟ هل نقد الذات معيب؟ ألا يتطلب منا تغيير الحال إلى الأفضل أن نشمّر عن سواعدنا، وقبل ذلك أن نضيء معالم الطريق بعد ان نرسمها وفق أسسٍ لا بأس أن يكون بعضها آتٍ من خارج الصندوق، وحتى لو كان من عالم الأحلام؟، فأجدادنا يعلمون أن الكثير من الاحلام تحققت على ارض الوطن خلال المئوية الاولى لنشأة الاردن.

لقد لفت انتباهي اعتراف رئيس حكومتنا بحجم وعمق أزمة الثقة المتراكمة بين الحكومات والشعب، وهذا يمثل واقعية تحتاجها الحكومة لوضع خططها للبدء في الاستعادة التدريجية لثقة المواطن. لان الطموحات الكبيرة في ظل ظروف صعبة تبقى ضرباً من الخيال، ما لم يبدأ التكاتف الحقيقي بين كل مكونات الدولة لتحقيق نهضة فعلية يرغبها كل من يعيش على تراب هذا الوطن العزيز.

النهضة المأمولة تحتاج اصلاحات جلّها ورد في الأوراق النقاشية التي جاءت من جانب جلالة الملك حفظه الله، ويمكن البناء عليها، وقد كان محقاً أحد الأصدقاء عندما أشار إلى أن تطبيق مضامين الأوراق النقاشية هي (مسؤولية الحكومات)، وفِي تقديري أن تنامي الثقة بين الحكومة والشعب يبدأ مع التطبيق الفعلي والأمين لما ورد في الاوراق النقاشية، ويترسخ بعد ذلك عندما تبدأ الحكومات باستشراف وسائل جديدة وغير مسبوقة لمعالجة أزمات مزمنة ترتبط بكل تفرعات المشكلة الاقتصادية، وعلى رأسها البطالة.

تشرفت قبل عامين أن كنت من بين مجموعة دُعيت إلى لقاء مع جلالة الملك رعاه الله في قصر الحسينية، وكنت أحاول قراءة الكلمات في عيني وقسمات وجه جلالته عندما تحدث لسانه عن التصميم في أن الاردنيين سيكونوا في وضع أفضل في السنوات القادمة، فقرأت الإرادة الصلبة أن الأفضل قادم بإذن الله. قسمات الإيمان بذلك والإرادة الصلبة، تجعلني اثق أن (ثغرة) الكورونا، لن تبطئ مسيرتنا، وانما ستسرّع في خطواتنا المدروسة نحو الغد الأفضل.

لا بأس من (الحديث) ففي البداية كانت الكلمة، ومستلزمات المرحلة القادمة تتطلب ان يكون العمل أكثر مثابرةً وتطبيقاً وتصديقاً للحديث. وعلى طاولة المئوية الجديدة إضافة إلى المشاكل التى تستدعي حلاً سريعاً – كأزمة الثقة والوضع الاقتصادي – ما يتطلب وضع الأسس لتحقيق نقلة نوعية في مخرجات التعليم، والالتفات الجاد للبحث العلمي. وفِي عالمنا تجارب نجاح عديدة في تحقيق قفزات النمو والتطور، لا نفتقر الى تنمية ملكية عناصر تحقيق متطلباتها، لدينا الايمان والإرادة والعزيمة، ونكمل المعادلة بالثقة وتطوير حالتنا الذهنية وقدراتنا العلمية وترك الغث وتنمية السمين من تراكمات عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا.

أشرت في مقالة بالفاتح من ايار الماضي إلى أن أول درسٍ تعلمناه في الاقتصاد: أن الاردن بلدٌ زراعي. وأثلج صدري أن جلالة الملك قرأ بذكاء أن مما أملته علينا أزمة كورونا، أن لا بد من التوجيه الدائم بأهمية تحقيق الأمن الغذائي، فمع جيشنا المصطفوي يكتمل الركنان بعون الله وإرادته، فنُطْعَمُ من جوع ونأمن من خوف.

ان اهتمامنا بالزراعة لا يتوقف على امننا الغذائي، فبعض جوارنا كان دائماً يحتاج منتجنا، ويبقى ان نحقق نقلة في تحسين منتجنا وصادراتنا الزراعية: نوعاً وتدريجاً وتعليباً لينجح في المنافسة في أسواق العالم، ومن جانب آخر، فالاهتمام بالزراعة يجب أن لا ينسينا أن تطوير قطاعنا الصناعي هو حاجة ملحة أيضاً ، فإن افقدتنا بعض الظروف أسواقاً عربية نمت صناعتنا لأجلها، فالمستقبل سيظل مفتوحاً للمنافس الأذكى، والأقدر على تقديم الأفضل.

وإذا كان بعض حديث الضرورة انشاءً ولغة منمقة، فلا بد لي أن أكمله بسرد حلم يقظة نسجه خيالي، دونما رتوش او استعمالٍ لموازين علم الاقتصاد، فقد رايت أن الاردن ينوي بناء مدينتين زراعيتين في شرق المملكة شمالاً وجنوباً، ومدينة صناعية اقصى شرق العاصمة، ورأيت هذه المدن تدار بنظام الشركات، بدءاً من ارضها وبنيتها التحتية وحتى تصدير انتاجها، ورصدت الشركاء في حلم اليقظة فكانت: الحكومة الاردنية في الارض تقدمها والبنية التحتية تنشؤها، وبما يمثل ٤٠٪؜ من رأسمال الشركة، ٢٠٪؜ مساهمة نقدية مباشرة من دولٍ خليجية صديقة، و٢٠٪؜ من دولة اوروبية أو أكثر على صورة مكننة متطورة زراعية او صناعية وبرامج معرفية ومساهمة مالية مباشرة، ويمكن ان تقدم برامج تدريبية مجانية مستمرة و٢٠٪؜ ملكية لعدد لا يقل عن مئتي الف من المواطنين العاملين القاطنين في كلّ واحدة من هذه المدن، وأخيراً ٢٠٪؜ تفتح فيها المساهمة للبنوك ومؤسسة الضمان ومؤسسات المجتمع المدني من نقابات معنية وغرف صناعية.

واكتمل حلم اليقظة بمركز ابحاثٍ زراعية متطور جنوب البحر الميت، وقرية سيليكون قريباً من مدينة معان. تستقطب شباباً يافعين رأيت بعضهم مبدعين يحتاجون من أُولي الأمر اكتشافهم، حتى لا نصدّر طاقاتنا البشرية المبدعة (وقد سبق ورايت منهم في الولايات المتحدة الامريكية) بل نوطنهم على أرضهم، وحتى لا نصدّر رمالنا خاماً، مع أن جودتها تضاهي ما لدى وادي السيلكون في كاليفورنيا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :