عمون - من إبراهيم السواعير - في حديثه عن تنوّع وفلسفة الخطّة التنفيذية لاحتفاليّة الأردن بمناسبة مرور 100 عام على التأسيس، أكّد وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي أنّ "مئوية الدولة" تسير وفق إرادة سياسيّة لأن تكون برنامج عمل وطني ثقافي ومجتمعي متكامل على مدار العام، كبرامج وأجندة؛ فبالإضافة إلى الاحتفالات ذات البُعد الشعبي كحقّ للأردنيين في افتخارهم بإنجازات دولتهم، هناك مشاريع وبرامج تهدف إلى إنتاج معرفة والإسهام في خلق حالة ثقافيّة وطنيّة مستدامة، تبرز الالتفاف الوطني حول الدولة الأردنية وقيادتها الهاشميّة، كمسيرة مستمرة.

وأكّد الطويسي نائب رئيس اللجنة العليا للاحتفاليّة، على البعد المستقبلي، كجزء من فلسفة الاحفاليّة، في كيفيّة تفكير الأردنيين بدولتهم في المئوية الثانية، مركّزاً على فئة الشباب نحو الاشتباك الثقافي الوطني وتقديم مبادرات وأفكار جديدة.

ورأى الطويسي في البرنامج الحواري "هذا المساء"، الذي يقدّمه الدكتور مهند مبيضين على شاشة التلفزيون الأردني، أنّ الاحتفالية التي تعتمد تكامليّة الجهد الوطني لمؤسسات الدولة من خلال لجنة عليا يرأسها رئيس الوزراء، تمثّل لحظة تاريخيّة لهذا الإنجاز، وهو ما يتطلّب أعمالاً ثقافيّةً وفنيّةً لا تنقضي بانقضاء المناسبة، لافتاً إلى صرح تذكاري تقوم عليه أمانة عمان كذاكرة وطنيّة في منطقة ماركا، إضافةً إلى سلسلة من الذكريات الوطنية المرتبطة بالمكان.

وقال، في سياق الحديث عن الخطاب الأردني في نشأته العروبيّة، إنّ روافع ثقافيّة مهمّة تنبني عليها خطّة الاحتفاليّة، في المشاريع والبرامج المعنيّة بالجانب الثقافي وإصدارات الكتب التي تركّز على مسيرة الدولة في 100 عام ضمن مجموعة من سلاسل النشر التي تعنى بتاريخ الأَعلام والمؤسسات والقطاعات الحيويّة كجزء من التوثيق لمئتي مؤسسة على سبيل المثال كانت شاهدة على المراحل الأولى من تأسيس الدولة.

ولفت الطويسي إلى وجود فجوة في التوثيق، يمكن تعبيدها في هذه الاحتفاليّة، معلناً أنّ عن منصّة إلكترونيّة تُطلق قريباً لجمع وثائق وطنيّة من المواطنين في المجالات التاريخيّة والسجلات القديمة ذات الدلالة، مشيراً إلى فريق من الباحثين والمحررين يقومون على هذا الجانب بالتعاون مع دائرة المكتبة الوطنيّة في تقدير قيمة هذه الوثائق وأهميّتها في التاريخ الاجتماعي الذي نضيء عليه من خلالها، مضيفاً إلى ذلك أهميّة الروايات الشفويّة التي جمعتها الوزارة بما يعادل 1200 ساعة يمكن العمل عليها وإتاحتها للمواطنين، فيما يتعلق بالثقافة والطقوس والعادات والتقاليد المرتبطة بالمجتمع الأردني، خصوصاً في ظلّ غياب كثير من الرواة والإخباريين وحفظة التراث في فترات قديمة.

ونبّه الدكتور الطويسي إلى القيمة الكبيرة لدى رواة التراث، من واقع كونهم "كنوزاً بشريّة" وحزءاً من التاريخ، كما تسميهم منظمة عالمية بحجم اليونسكو.

وقال في محور تكامل الجهود مع وزارة الثقافة إنّ خطّة المئويّة مفتوحة على كلّ مؤسسات المجتمع، فهي ليست حكراً على الحكومة بل تهتمّ بتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعيّة في المؤسسات المدنيّة والأهليّة في أفكار جديدة قابلة لتأطيرها ضمن رؤية الاحتفاليّة وفلسفتها.

وأكّد أهميّة مشاركات الجامعات الأردنيّة، لافتاً إلى عشرة مؤتمرات علميّة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة لبناء قاعدة معرفيّة وبحثيّة حول الدولة الأردنيّة في مئة عام في مجالات متنوّعة.

ورأى الطويسي أنّه من الضروري أن تكون لدينا موسوعة أردنيّة، أسوةً بموسوعات وطنيّة عالميّة، ولذلك فمن أهداف المئوية موسوعة ربما تمتد في إنجازها إلى ما بعد سنة الاحتفاليّة وتستوفي شروطها البحثيّة والعلميّة.

وأعرب عن تفاؤله بإقبال القطاع العام والأهلي والخاص على المشاركة وحالة الاندماج في مفردات خطة المئويّة منذ الإعلان عن شعار تصميم المئويّة، بمشاعر مفعمة بالفخر والاعتزاز وإدراك قوة الدولة الأردنيّة وعظمتها وصمودها ومنعتها عبر تاريخها المشرّف وهويّتها الناجزة واستيعابها لكلّ التحولات والتحديات الجديدة، معرّفاً ببرامج فنيّة وأدبيّة وجوائز ومسابقات في احتفاليّة المئوية.