facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شعارات مستهلكة .. الدولة الواحدة!


طاهر العدوان
25-04-2010 03:56 AM

تحدث الرئىس الفلسطيني محمود عباس امس عبر شاشات التلفزة عن رؤيته للواقع الفلسطيني, وكشف بوضوح وشفافية خطه الاستراتيجي, وسأتوقف عند نقطتين في حديثه.

الاولى - نبذه المقاومة المسلحة بمواجهة الاحتلال, وتمسكه بالمقاومة السلمية, معتبراً ان هذا خيار للشعب الفلسطيني فيما المقاومة المسلحة خيار الاخرين. ولان الرئىس هو احد اعضاء القيادة التاريخية التي فجرت الكفاح المسلح قبل 45 عاماً, فان موقفه الجديد قد يكون من باب النقد الذاتي لمسيرة حركة فتح. وقد يكون مبعثه الشعور بالعجز التام في ممارسة حق المقاومة في هذه الظروف الفلسطينية والعربية والدولية. واترك الحسم في هذه المسألة لغيري فليس هذا ما اريد طرحه في هذه المقالة.

ارتبطت فكرة المقاومة السلمية بالزعيم الهندي الكبير المهاتما غاندي, اثناء مرحلة نضال شعبه ضد قوات الاحتلال البريطاني, ولان هذه المقاومة نجحت وحققت استقلال الهند, فلقد اصبحت درساً فريداً للشعوب. لكن هل امام هذه المقاومة فرص نجاح في الضفة الغربية المحتلة?

يواجه الرئيس الفلسطيني وسلطته احتلالاً مختلفاً, فبريطانيا في الهند ليست كالحركة الصهيونية في فلسطين, هناك كان استعمار من أجل الاستغلال والهيمنة ونهب الثروات, لكنه من النوع الذي لم يستطع الصمود امام مقاطعة الشعب الهندي للبضائع والصناعات الانجليزية, فرحل الاحتلال مع استنفاد الغرض من استمراره.

في فلسطين احتلال لم يأت ليرحل, ولا جاءت قوته البشرية الى البلد لتتعايش مع السكان الاصليين. انما جاء وهو يحمل ادعاءات بصكوك المِلْكِيّة لكل شبر من الارض الفلسطينية, انه يقوم على اساس نفي الشعب الفلسطيني وتهجيره وملاحقته وقتله وسجنه الى اخر ما في القصة التي لم تنته من فصول.

لا اعرف كيف ستؤدي المقاومة السلمية للسلطة في رام الله الى الحفاظ على حي الشيخ جراح كحي فلسطيني في قلب القدس المحتلة. ولا ادري كيف ستكون هناك دولة فلسطينية اذا ما تواصلت وتيرة المخططات الاسرائيلية في السنوات العشر المقبلة?

النقطة الثانية: وهي تهديد الرئىس الفلسطيني المبطن للاسرائيليين, بانكم ان لم تقبلوا بحل الدولتين, فان المقبل الذي سيطرحه هو حل الدولة الواحدة. والواقع ان هذا الكلام يُردد في الساحة الفلسطينية, على خلفية افلاس وفشل العملية السلمية, كما انه يُردد في الاوساط العربية التي تشعر بالعجز امام المأزق الذي وضعت اسرائيل الجميع فيه من امريكيين واوروبيين وعرب.

لقد كان هذا الطرح يخيف اسرائيل, قبل حرب عام ,1967 عندما كان الحديث يقتصر على عودة اللاجئين الى تل ابيب وحيفا وبئر السبع, كان يعني آنذاك ان الضفة والقدس والقطاع هي خارج الاحتلال, وان المطروح هو تقاسم الوجود داخل اسرائيل في حدود .1948

مثل هذا الطرح, اي الدولة الواحدة, اصبح مستهلكاً ولا يصلح ابداً. بل من الخطورة بمكان ادارة نضال الشعب الفلسطيني نحوه, لانه سيقود الجميع الى المتاهة من جديد, فيبدأ العالم بتناول القضية الفلسطينية على انها قضية عنصرية وحقوق انسان, وليس كقضية تحرير وطني, وذلك في اطار خلل مرعب في ميزان القوى على الارض, عسكرياً وديمغرافياً واقتصادياً لصالح »دولة يهودية« ذات أغلبية تعيش فيها »طائفة قومية عربية«.

وكنت اجلس بين عدد من الاردنيين قبل أشهر, ونحن نستمع الى دبلوماسي اجنبي يحذرنا »كأردنيين« من التخلي عن شعار الدولتين على ارض فلسطين, قائلاً ان طرح شعار حل (الدولة الواحدة) في فلسطين, يتماشى مع اهداف اليمين الاسرائيلي, الذي يفهم حل الدولتين, بانه واحدة يهودية على كل ارض فلسطين, واخرى عربية هي (الاردن).0

taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :