facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بايدن وسياسته في المنطقة


خالد دلال
10-02-2021 11:30 PM

كثيرة تلك القراءات والتحليلات مؤخرا، في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، حول السياسة الخارجية المتوقعة للرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، تجاه الشرق الأوسط، وتحديدا المنطقة العربية، بين متفائل بتغير إيجابي وبين متحفظ على ذلك. إلا أن الفهم الحقيقي لكل ذلك لا بد أن يأخذ في الحسبان عددا من العوامل، أبرزها محددات فلسفة بايدن وفريقه لما يجب أن تكون عليه السياسة الأميركية، ودور الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، وتحديدا بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، في ذلك.

بإدارة البيت الأبيض الجديدة ستقع بين التأثر بسياسة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الذي عمل بايدن نائبا له لثماني سنوات، والقائمة على الحوار في الغالب سبيلا للعلاقات الدولية وسياسة الاحتواء للخلافات والصراعات في المنطقة والعالم، وبين معارضة بايدن وطاقمه لمعظم ما قام به الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب. لكن من المتوقع، أن تنتهج إدارة بايدن سياسة توازن فيها بين النهجين، الأوبامي والترامبي، في مواقفهما وإنجازاتهما في المنطقة العربية، حماية للمصالح الأميركية في نهاية المطاف، مع استمرار الدعم الاستثنائي لإسرائيل، إضافة للاحتفاظ بمسارها الديمقراطي وعدم التزحزح عنه في قضايا محددة، خصوصا ما يتعلق بحقوق الإنسان.

وكل ما تقدم سيرتبط بدرجة كبيرة بالتحالفات الدولية التي سيسعى الديمقراطي المخضرم، لتعزيزها، بعيدا عن عقلية المقاربة الأحادية التي انتهجها ترامب، خصوصا مع حلفاء الولايات المتحدة، البريطانيين والأوروبيين تحديدا، وذلك بعد فتور شاب العلاقات مع حلفاء الغرب إبان حقبة الإدارة الأميركية السابقة، مع التنويه بالصورة الأكبر لهذه التحالفات، والمتمثلة في التصدي للمحاولات الصينية لإيجاد نفوذ اقتصادي وتكنولوجي لها في الساحة العربية، والطموحات الروسية للعب دور أكبر سياسيا وحتى عسكريا في مناطق محددة من العالم العربي.

وهذا يقودنا إلى السؤال المعكوس، والذي يتمحور حول ما ستكون عليه مواقف الدول العربية من الإدارة الأميركية القادمة. وهنا فإن الملفات ستتراوح بداية من عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، والتي على الدول العربية الاستفادة من التعاطف الأميركي الديمقراطي، والتفهم البريطاني الأوروبي، وحتى الدولي بمجمله، لإحيائها استنادا إلى حل الدولتين وليس صفقة القرن المجحفة، وسيلعب قطار التطبيع عربيا مع إسرائيل، والذي أطلقه ترامب، دورا مهما في ذلك. هذا إضافة إلى إعادة وضع الملف النووي الإيراني في حضن المجتمع الدولي بشروط أكثر صرامة، وصولا لاحتواء الخطر الإيراني، ما يضع طهران في مواجهة عواصم صنع القرار العالمي برمته، وليس الأميركي فقط، إذا لم تلتزم بالمطالب الدولية، وهذا بحد ذاته سيضمن أمن دول الخليج العربي، انطلاقا من سياسة الردع الدولية لإيران.

وكل ذلك يستدعي بالضرورة قراءة ما يجول في أذهان قيادتي طهران وأنقرة أيديولوجيا، واللتين لن يهدأ بالهما إلا بضمان حماية مصالحهما في المنطقة العربية. وستعمل كل منهما جاهدة على التقارب، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، مع الإدارة الأميركية، ما يتطلب عربيا أيضا الاستباقية وشرح المخاوف والسيناريوهات لتأخذها إدارة البيت الأبيض الجديدة في حساباتها عند التعامل مع إيران وتركيا. ويمكن هنا الاستفادة من مواقف بعض عواصم الاتحاد الأوروبي الرئيسة، والتي يرى المحللون فيها تماشيا مع المواقف العربية فيما يتعلق بالنظرة إلى سياسات إيران وتركيا تجاه المنطقة العربية، ومنها فرنسا مثلا.

المنشود هو أن تدرك الدول العربية، في المحصلة، خريطة التحالفات الدولية في عهد بايدن وإسقاطات ذلك إقليميا، ومن ثم التحرك بوحدة مواقف أكبر إذا ما أرادت فعلا التأثير إيجابا حماية لمصالحها. أما إذا ما بقيت الأمور تراوح مكانها، فالتاريخ سيمضي، ونحن نشاهد دون التأثير حقيقة في المشهد. فهل من توافق عربي، حقيقي لا شكلي، يلملم شتات الأمة بمواقف واضحة يراها الأصدقاء والخصوم على حد سواء؟ فالبقاء، كما يقول تشارلز داروين، مع فارق التشبيه، “ليس للأقوى ولا للأذكى، بل للأكثر استجابة للتغيير”.

بايدن، صاحب الثمانية والسبعين عاما، هو أكبر الرؤساء عمرا في التاريخ الأميركي، ولعله، بحكمته ودبلوماسيته وتوازنه، الأقدر على إحداث فرق إيجابي في السياسة الأميركية عربيا، خصوصا وأن الرئيس الأميركي الجديد، وعلى الصعيد الاتصالي، من الشخصيات السياسية القادرة على التكيف مع الطروحات المنطقية والأخذ بها. وعليه، لنرى كيف سنتدبر أمرنا عربيا.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :