facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أين يتجه الشرق الأوسط بين تحديات إيران وتهديدات إسرائيل؟


الفرد عصفور
01-03-2021 12:23 PM

تواترت الأنباء هذا الأسبوع عن اتصالات إيرانية أميركية عبر أوروبا شملت تراجعا أميركا عن العقوبات التي أعاد ترامب فرضها وقد أزالها بايدن وهذا مؤشر إيجابي على إمكانية عودة الحياة إلى الاتفاق النووي مع إيران. ومع تزايد المؤشرات على قرب إعادة إحياء الاتفاق يبرز الموقف الإسرائيلي الرافض لبقاء الاتفاق كما هو مع دعوات مستمرة لتغيير شروطه. ولم تكن إسرائيل راضية عن الاتفاق منذ البداية وكان تحريضها ضده أحد الأسباب التي دعت الرئيس السابق دونالد ترامب لانسحاب واشنطن منه.

ترفض إسرائيل الاتفاق لاعتقادها انه يتيح لإيران إنتاج السلاح النووي عاجلا أو آجلا وتؤكد أنها لا تستطيع التعايش مع إيران نووية وترى فيها تهديدا مباشرا. وتعلل إسرائيل موقفها الرافض للاتفاق بتصرفات إيران الأخيرة بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم وقرار البرلمان الإيراني بوقف التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ترى إسرائيل حسب تصريحات قادتها أن موقف الرئيس الأميركي سيظل ضعيفا ما لم يكن مقرونا بتهديد جدي باستخدام القوة. لكن هل يعني عدم التهديد الأميركي أن يكون لإسرائيل حرية القرار باستخدام القوة ضد إيران؟ أحد الوزراء الإسرائيليين يرى أن أميركا لن تضرب إيران لكن إسرائيل قد تفعل لأنه لن يكون أمامها أي خيار آخر لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. أما وزير الدفاع الإسرائيلي فقد جدد القول إن إسرائيل ستضطر للعمل وحدها إذا ما عادت الولايات المتحدة للاتفاق النووي ورفعت العقوبات عن إيران وتفسير هذا أن إسرائيل قد تهاجم المنشآت النووية الإيرانية مهما كانت النتائج. ولكن ما مدى جدية التهديد الإسرائيلي؟

تسربت في الشهر الماضي معلومات بأن الجيش الإسرائيلي يقوم بوضع الخطط بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ونسب لرئيس الأركان الإسرائيلي قوله إن قواته تواصل تدريباتها الخاصة بالتعامل مع المشروع النووي الإيراني.

غير أن الضربة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية تواجه صعوبات ومعيقات يجب التغلب عليها قبل إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ العملية. طول المسافة بين قواعد الطائرات المهاجمة ومواقع الأهداف يجعل الطائرات بحاجة إلى التزود بالوقود في الجو. وهذه العملية قد تعرضها للانكشاف. كما أن مرور الطائرة فوق أجواء أكثر من دولة في المنطقة سيكشف العملية. ولان المنشآت النووية كثيرة وموزعة على مناطق متباعدة فإن أي هجوم سيكون معقدا وفرص نجاحه ضئيلة.

المنشآت النووية الإيرانية اليوم ليست المفاعل النووي العراقي الذي ضرب عام 1981 أو المفاعل السوري الذي ضرب عام 2007. وهناك شبكة دفاع جوي حصينة جدا تحيط بهذه المنشآت منها شبكة الصواريخ الروسية إس إس300.

أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية لن تكون سهلة. وحتى في حال تنفيذها وتدمير بعض المنشآت فالأهم من التدمير هو ما سيتبع التدمير من ردود فعل إيرانية وإقليمية وعالمية. وأي عملية عسكرية إسرائيلية لا يمكن أن تكون محدودة في ذاتها بل قد تتوسع وتخرج عن السيطرة وتجر المنطقة كلها إلى كارثة دموية. ليست المشكلة في الضربة نفسها ولكن ماذا عن اليوم التالي؟

الضربة ستؤدي إلى منافع قصيرة المدى لكن تكلفتها ستكون باهظة على الجميع. الضربة قد تؤخر المشروع النووي الإيراني لكنها لن تقضي عليه. فالمزايا السلبية والمضار الناجمة عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية أكبر بكثير من منافعها.

سيؤدي أي هجوم إسرائيلي ضد إيران إلى إشاعة الفوضى في الشرق الأوسط. وقد تنتقم إيران بضرب المصالح الأميركية وتستخدم أنصارها من حزب الله وحماس في إشعال الجبهات مع إسرائيل. وقد يتم إغلاق مضيق هرمز وتصل أسعار النفط إلى مستويات خيالية. وقد تستخدم إيران صواريخها بعيدة المدى لقصف أهداف إسرائيلية وقد تكون مزودة برؤوس كيماوية وسيكون الرد الإسرائيلي غير مسبوق وقد يكون نوويا.

مع كل ما يرشح من معلومات وتسريبات بشأن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران فإنها قد لا تتم وكل هذا التصعيد الإسرائيلي هدفه الضغط على الرئيس الأميركي لحمله على التشدد تجاه إيران.

ولكن قد يستعاض عن العملية العسكرية بعمليات أو ضربات سبرانية انتقائية تدمر المنشآت الإيرانية من الداخل. وقد سبق أن اختبرت إسرائيل إمكانياتها السبرانية ضد إيران في عام 2010 عندما أحدث فايروس باسم ستكسنت خرابا في أنظمة الكمبيوتر الإيرانية وأدت إلى تدمير أو إتلاف مئات أجهزة الطرد المركزي. وفي عام 2012، اعترفت إيران بأن هجوما إلكترونيا آخر أصاب أجهزة الكمبيوتر وتضررت وزارة النفط الإيرانية وتم مسح محتويات أقراصها الصلبة. وفي صيف عام 2020 تعرضت بعض المنشآت الإيرانية الحساسة لانفجارات مجهولة وحرائق لم تعرف أسبابها وتحدثت مصادر عن أصابع إسرائيلية تحكمت بذلك عن بعد عبر الفضاء السبراني.

كما صعدت الولايات المتحدة استخدامها السبراني ضد إيران رداً على قيام إيران بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار وتخريب ناقلات النفط. ففي يونيو 2019 استهدفت القيادة الإلكترونية الأمريكية أنظمة كمبيوتر تتحكم في إطلاق الصواريخ الإيرانية وتلك التي تستخدمها مجموعة استخبارات إيرانية.

يرى الخبير الأردني في الأمن السبراني رائد سمور أن إسرائيل هي الدولة الأولى في العالم في مجال التقدم السبراني إلى جانب الصين وأميركا وروسيا ولذلك فان قدراتها بحسب الخبير سمور تمكنها أن تصل إلى المنشآت النووية الإيرانية وتخريبها. ويرى سمور أن الحرب السبرانية الآن هي احدى وجوه الحرب العالمية الثالثة التي تستعر بين القوى المختلفة وهي فاعلة ومؤثرة وتعطي نتائج رهيبة.

لدى إسرائيل إمكانية استخدام قدراتها السبرانية بكفاءة عالية ضد إيران. وقد سألت الخبير سمور إن كانت العملية تتطلب زرع شرائح الكترونية معينة في تلك المنشآت فقال إنها لا تحتاج إلى ذلك بل تحتاج إلى وجود نافذة للوصول إلى تلك المنشآت عن طريق عملاء وجواسيس. ومن استطاع أن يصل إلى علماء الذرة الإيرانيين لاغتيالهم يمكنه أن يصل إلى تلك المنشآت ليفتح فيها ثغرة تتيح لإسرائيل الوصول إليها عبر أجهزة تجسسها الإلكترونية لتنفيذ الهجوم الذي تريده.

ويشير خبير الأمن السبراني رائد سمور في الحديث معه إلى احتمال وجود خلايا الكترونية نائمة في الأجهزة الإيرانية نفسها تتيح الاتصال الإلكتروني بها لكي تقوم بالتعطيل المطلوب.

لقد تغيرت أشكال الصراع وأدواته واستخدام المجال السبراني في الحرب قد يأتي بنتائج مؤثرة قد لا تكون حاسمة أو جذرية لكنها قد تفتح الباب لمزيد من الصراعات بكافة أشكالها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :