facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقابلة ولي العهد .. دلالات وأبعاد ورسائل


د. عبد الله سمارة الزعبي
06-03-2021 01:36 PM

بين ثنايا كلمات المقابلة التي أجراها الزميل أنس المجالي مع سمو ولي العهد والتي بثت عبر شاشة التلفزيون الأردني مساء أمس الجمعة، ثمة مجموعة من الدلالات والأبعاد والرسائل اللغوية والدينية والعاطفية والداخلية التي لا يُمكن اغفال الحديث عنها..

وفي هذه التعليقات المقتضبة، سنسلط الضوء على شيء منها على عجل:

أولا: الدلالة اللغوية

بدا واضحًا تمكن سموه اللغوي المرتجل، والذي كان يتردد بين اللغة الفصيحة غالبًا، واللهجة الدارجة أحيانًا..

كان ذلك يتم بأريحية تامة، وانسيابية تعبيرية يفتقدها معظم المسؤولين، وأغلب ذوي المناصب، وحتى بعض أعمدة السلطة الدينية، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على تضلع الرجل فيما تحدث عنه، وحيازته لمفاتح البيان..

وكيف لا يكون ذلك، وقد تفتّح من بين ثنايا حديثه شيء من النثر الأدبي الجميل، والاقتدار البلاغي المميز، كالجمع بين الشيء ونقيضه بقوله "حازم..." و "عطوف..."، والأسلوب البياني الفريد، وحسن التملص الظاهر، والاستشهاد ببعض الأمثال الشعبية، والنصوص الدينية، كلٌّ في محله المتسق مع السياق، دون اقحام فج، أو ادراجٍ ركيك، وكأنما ألقيت الكلمات على لسانه، وانسابت الحروف من بين شفتيه..

ثانيًا: البعد الديني

لم يكن خافيًا على ناقدٍ، متذوقٍ لجماليات التعبير، وأساليب البيان، تأثر حديث سمو الأمير بالنصوص الدينية، فقد أورد سموه في مقابلته التي لم تجاوز الخمس عشرة دقيقة، ثلاث استشهادات من آي الذكر الحكيم، تقسمت على على أثلاث المقابلة على النحو التالي: {فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين} {إن مع العسر يسرًا} {فتبينوا}..

كما ختم حديثه بالاستدلال بما رواه الترمذي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يد الله مع الجماعة)..

فضلًا عن الدعاء والتضرع للمولى -عز وجل- في غير موضع..


ثالثًا: رسائل داخلية ناقدة ومُطَمْئنة

وجه سموه رسائل حازمة، وواضحة المعاني، تحمل نقدًا غير مسبوق، عند حديثه عن تكاسل بعض المسؤولين وتلكؤهم في التعاطي مع بعض القضايا الوطنية الاقتصادية الملحة، وذلك عبر تأكيده حصول أخطاء "يجب مراجعتها" وعدم وجود "هدف واضح ومأسسة العمل وجرأة في اتخاذ القرار في نهج الدولة في التعامل مع الملفات الاقتصادية" و "تغير سياسة المؤسسات بتغيّر المسؤول عنها"..

ثم وجه رسالة تعبر عن رؤيته بوضوح: "الشيء الأهم، هو أن نلمس نتائج على أرض الواقع، وأن يكون الاعتبار الوحيد أمام أي مسؤول هو المواطن. وبــصـراحــــــــة، لا يوجد لدينا الـوقــــت والـصـبـــــر لأي اعتبارات ثانية"..

في ذات الوقت، حرص سموه على توجيه رسائل مطمئنة ومشجعة بخصوص بعض القضايا، كلقاحات كورونا، وتوفرها الوشيك، وثقته بالشباب، وتفاؤله بالمستقبل..

ولم يُغفل القدس، واللغظ الذي أثير قبل أيام حول الموقف الهاشمي منها، ومن القضية الفلسطينية على العموم، فكان حاسمًا بخصوص المسألة: "مواقفنا دائماً ثابتة تجاه القضايا العربية، وخصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية. وسيدي، القدس قضية شخصية لدى الهاشميين، وخط أحمر عند كل أردني"..

رابعًا: العاطفة

تأثرت ملامح سموه بشكل ظاهر عند الحديث عن تاريخ الراحل الحسين، ومشاهدته لصوره معه، ومن ثم عند الحديث عن والده، والمسؤوليات التي تقع على كاهله، وعن علاقتهما بزملائهما في القوات المسلحة، وكذا عن تواصله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتعجبه من بعض الشائعات التي تتحدث عن خطبته وزواجه..

وكما كان الحزن باديًا على بريق عينيه عند حديثه عن فقدى كورونا، وتأثير الوباء وتوابعه على أرزاق الناس، وحياتهم..

كانت أساريره تتهلل فرحًا عند حديثه عن "رفاق السلاح" وما قُدّم لهم قُبيل أيام، أو حديثه عن لقاءاته بالشباب، وتفاؤله بمستقبلهم..

خامسًا: التواضع

بلباسٍ يفتقد لبعض المكملات الرسمية، آثر سموه اجراء المقابلة..

وبكلمات كان أولها، مناداته الزميل المجالي بـ: "سيدي"، وتكرارها طيلة المقابلة، واستئذانه بالحديث قبل بدء الأسئلة لتوجيه التحية للعالمين في مكافحة الوباء، ومن ثم حديثه عن علاقته العسكرية مع زملاءه منزوعًا من صفته الرسمية كولي للعهد: "في الجيش أنا لست ولياً للعهد، أنا ملازم أول شأني شأن بقية الضباط" كان باديًا التواضع المميز، للأمير الأميز..


سادسًا: لغة الجسد

الهدوء في تعابير الوجه، وحركة اليدين العفوية، والانحناء والاستقامة المتناغمين على أريكة المقابلة، التي يلحقها بشكلٍ سلس ومتجانس حركات الزميل المجالي، تشير جميعها بوضوح إلى ارتياح داخلي لدى المتكلم، وتفاعل عاطفي مع المتحدث، ما يشعر المتلقي بأريحية تلقائية..

سابعًا: تخصيص التلفزيون الأردني بالمقابلة

رسالة أميرية واضحة لكل من يراهن على اسقاط هذا الصرح الوطني التاريخي، وتهميشه، لصالح منابر إعلامية مستحدثة، بأن سمو الأمير، بهذه الراحة، وبهذا الإنسجام، وبتلك الصراحة، الممزوجة بالأبعاد الدينية، والعروبية، والوطنية، وبمركزية القضية الفلسطينية، والطريقة الحازمة، لا يمكن له أن يقبل باطلاق النار على الحصان الكسير..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :