من يتابع لحظات وصول الملك عبدالله بن الحسين المعظم إلى أرض الحزن والوجع حين سمع مباشرة أن هناك من يتألم ويبكي من أبناء الشعب الأردني يدرك تماما أن هذا الرجل العظيم هو من دمنا وأحد أبناء جلدتنا، هل سمعتم صوته رغم الفوضى والهتافات وهو يصرخ..
كيف هيك؟؟؟

إذن هي غضبة تستحق أن يقف الشعب عندها ليفرح أن الملك معنا ومع أهلنا الذين فقدوا أبناءهم.

وبعدها يوعز الملك ليده اليمنى يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي أن يتحرك تجاه الحادثة ليتابع كل ما يحدث، ولكن نتفاجأ أن أبناء السلط يقفون في وجه ذلك الرجل الشريف بالصدود ويحاولون منعه من دخول السلط، لا أحد يلومكم هي مشاعركم الملتهبة تجاه أبنائكم ولكن لا تتركوا المشاعر المتعبة تنسيكم أن يوسف العيسوي هو واحد منكم، وهو الذي سهر طوال خمسين عاما ويزيد وهو يسعى في ساحات البلاط الملكي خادما لأبناء الشعب الأردني، هو ابنكم البار، وهو الرجل القيادي الذي تشهد له الأردن بكل شوارعها وتلالها وضفافها وحواريها وخيامها بأنه من لبّى دعوة "وا معتصماه" حين يصرخ أردني فيلبي الملك صرخته في حركة هذا الرجل المقدام.

لا تتركوا العصبية والتعب والألم ينسيكم أننا أبناء جلدة واحدة، وأن يوسف الرجل الصامد أمام الصعاب يحبكم جدا، وجاء ليربت على كتف كل مجروح، ووصل ليبكي مع كل أم، ونزل ليقول لكل امرأة أنت أخت لنا ونحن رجال في هذا الوطن.

الملك نحن رجالك.... يوسف العيسوي نحن أهلك....

رحم الله أبناء السلط.