facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لأجل وطني لنتسامى


د.هشام المكانين العجارمة
16-03-2021 02:30 PM

على هامش ما آلت إليه الأمور في وطني وما أسمع وأرى من دعوات هُنا وهناك بضرورة الخروج لأجل الوطن كما يدعون فأود الحديث لأبناء وطني وشبابه بأنني وبحرقة المُحب لثرى وطني لن أكن شرارة في حرق وطني وأنا الذي أحسب نفسي كما غيري غيور عليه، ولن أساهم في نشر الخبيث من القول أو التعليق عليه ولن أشارك في السيء من العمل أو التحريض إليه.

أدرك أحقية المطالبة بالعدالة والنزاهة والاصلاح والعيش الكريم ومحاربة الفقر والبطالة والفساد والترهل لكنني أدرك أكثر بأن هذا ليس وقته ولا مكانه، الأوضاع جداً حرجة إن لم تكن مؤلمة، وخاصة على الجانب الصحي والاقتصادي منها.

لا أطلب رضى أحد بقولي ولا أرتجيه، ولا أطمح لركوب الموج، أو أن أكون بطلاً بعين الضيقة أبصارهم، ولا أنكر للبعض مطالبهم، ولكنني أنكر الخبيث من القول والفعل، وأُنكر على الاخرين سعيهم لتوجيه البوصلة نحو الخراب والدمار.

لست وطنياً أكثر من غيري، ولا أرى أن البعض من غيري يمتلك وطنية أكثر مني، ولكنني أرى بأن وطني الذي يجب أن يكون للجميع هو أكبر من الجميع، ووطنيتي ليست بمكاسب زائلة أو مناصب فاسدة أو مواقع فاخرة أو ظهور لافت وإنما هي وتين حياة؛ حفظاً للبناء ومحبة للأبناء وتخليداً لمسيرة الاباء والاجداد الذين بنوا الوطن بكدّهم وعرقهم حتى كُنّا رغم التحديات والصعاب.

الوطن أسمى من الجميع ولأجله يجب أن نتسامى عن الحالة التي نعيشها وفرضها علينا الفاسدون من أصحاب صُنع القرار ومنفذيه على امتداد سنوات من التنفيع والترقيع.

الوطن اليوم يحتاج لأبنائه ولعُمّاره الأمناء لا للمخربين المتسكعين، يحتاج للغيارى وللعقلاء المصلحين مهما علا شأنهم أو اختلف منبعهم، اصلاح بالفعل والمنطق لا باللايفات والفيديوهات والمنشورات وعدد اللايكات وغيرها.

شاهدت الكثير من الخذلان لوطني وقيادته خلال الأيام القليلة الماضية كما شاهدت سابقاً اغتيال لوطني، واستمعت للكثير من القول والدعوات منها ما كان لائقاً بطريقته وعرضه ويعبر عن انتماء حقيقي، ومنها من كان فرقعات واستعراضات شخصية، وللجميع أقول: من يُرد في وطني أن نكون بجانبه ولجانبه عليه أن يُظهر لنا أنه أكثر غيرة منّا على وطننا، غيرة بالسلوك والفعل لا بالهتاف ومنشورات الخراب.

نعلم جميعاً ما آلت إليه الأمور ولا نرتضيها جملة وتفصيلاً ولا شكلاً ولا مضمونا، إلّا أن صحتنا وصحة آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وصحة الاخرين وسلامتهم اليوم أسمى من أي مطالب يُراد ببعضها باطلا.

لسنا أمّعات ولا غُربانا ولن نكون إلّا كما العهد بنا لوطننا لأنه عرق الآباء والأجداد وسنكون له مهما كثر عدد الفاسدين أو غلب فسادهم ومهما علا صوت النشاز أو استنفاره، سنكون له مهما قلّ عدد المتابعين أو كثُر، فأن نحظى بمتابعة الاخرين حِمل وأمانة، ورُب كلمة خبيثة تقال هُنا أو هُناك تهوي بوطني إلى حد اللارجوع.

دعكم من الحديث بإسم الجميع ولأجلهم ودعكم من المطالبة بحقوقنا وحقوقهم، نرى الحقوق بأم الأعين تُستنكر علينا وتستباح، ولن نقف مكتوفي الأيدي بُكم الألسن نبكي على حالنا بل سيكون لجيلنا موقفه وكلمته، وهذا ليس موعدهما، وإن موعدهما لقريب بإرادة سياسية ودعم شعبي، رغم قناعتنا بأن ما آلت إليه الأمور ليس ناقوساً، بل خطر مُحدق ساهمت في الوصول إليه حكومات متعاقبة وأجيال من الإدارة المؤسسية التائهة والفاشلة في أغلبها التي كانت تعمل لمصالحها وذويها وليس للوطن.

اليوم لندع اختلافاتنا جانباً ولنترك تضارب وجهات نظرنا لنعظم الوطن لأن الوطن أعظم وأسمى من شخوص إدارة المرحلة أو إقالتهم أو تغييرهم، فالوطن ليس تاريخ وحسب بل حاضر ومستقبل كذلك.

نعلم حرقة البعض وغيرته، ونعلم صحة قوله وحجته ونقدرهما، قد نتفق مع البعض في منطقهم السليم لكننا نختلف أكثر مع البعض في الاسلوب الرديء.

ولعل صمت العقلاء دفع بمرتزقة القول الخروج فباتوا عظماء، لا أعمم ذلك على الجميع، ولكن أقصد بعضهم.

نعلم جميعاً حالة الاحباط ونزق العيش وحالة التردي والتّرهل التي نعيشها في دولتنا وهذا ليس وقت مجابهتها رغم أن وقت ذلك كان ينبغي منذ زمن، إلّا أن تغليب المصلحة العامة اليوم أولى وأنفع للعباد والبلاد، ولعل من الجميل التذكير هُنا أننا لسنا بعيدين عن أسباب ما حدث ويحدث.

قد يفهم البعض المعنى وقد يُفسره البعض الآخر في غير مكانه وقد يُساء إلينا إلّا أن أمانة القول والفعل واحترامنا لتاريخ آبائنا وأجدادنا وتقديراً لأرواح من فقدنا على امتداد سنين من تضحيات خلت تحتم علينا الحديث كرامة لحاضر آبنائنا وضمان لمستقبلهم، ولكي أشعر بالرضا عن نفسي وأن لا أكن من الصامتة ألسنهم وقلوبهم وددت نشر هذا المنشور؛ لعل رسالة الغيارى تصل بعين العقل والتعقل لا بعين البطولات الالكترونية أو الهوائية.

لوطني وقيادته ولأهلي أطيب المنى برغد العيش وكرامته





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :