facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وفيات الكورونا في الأردن .. ما الذي يجري ؟


د.سهيل الصويص
26-03-2021 01:21 PM

كان نوفمبر شهر مشؤوم على الأردنيين فتسجيل 7933 إصابة جديدة في يوم واحد كان سابقة مؤلمة نزلت على رؤوسنا كالصاعقة ليلة 18 نوفمبر رافقها خسارة 60 من الأرواح البريئة لتصبح الوفيات 1900 والإصابات 248 ألفاً خلال هذا الشهر اللعين.

كان الترقب والذعر يهيمنان على حياتنا لكن الأمل عاد ليشع في النفوس فشهر ديسمبر شهد انخفاض قرابة 50% من أعداد الشهر الذي سبقه ( 75 ألف إصابة و 1083 وفاة ) لكن العام الجديد حمل لنا بشائر اعتقدنا أنها بداية خيرة فتعداد الوفيات كان 482 في يناير و 385 في شباط حتى جاء شهر الربيع الحالي ليخيب آمالنا ويعيد إلينا كوابيس اعتقدناها قد رحلت بلا رجعة.

في الأيام العشرة الأخيرة ما بين 14-24 اَذار حصدت الجائحة أرواح 896 أردني ومنهم من نفس العائلات فما الذي يفسر هذا اللهيب المتواصل وهل لهذا النفق المظلم نهاية ؟

لنلقي نظرة عما يجري في دول أخرى واحدة قريبة وهي الكويت (مع 1256 وفاة إجمالية و 223 ألف إصابة ) والأخرى من البلدان التي دفعت غالياً من الأرواح منذ عام وهي فرنسا ( مع 4.38 مليون إصابة و 93180 وفاة ) والمقصود دراسة معدل الوفيات مقارنة بأعداد المرضى وخصوصاً في أقسام العناية الحثيثة وعلى أجهزة التنقس الاصطناعي.

في الكويت كان أعداد مرضى العناية الحثيثة ما بين 14-24 اَذار يتراوح بين 209-246 مريضا بمتوسط يومي 226 مريضا لكن معدل الوفيات كان معقولاً ما بين 5-13 وفاة يومياً أي بمتوسط 8.2 وفاة في اليوم. وفيما يخص معدل الإصابات الإيجابية من عدد المسحات فكانت النسبة خلال الفترة ذاتها ما بين 13.75% و 18.09% أي بمتوسط 15.7% .

في فرنسا كان تعداد الإصابات الجديدة ما بين 14-23 اذار يتراوح بين 6471 و 38501 حالة أي بمتوسط 28973 حالة يومياً، وفيما يخص مرضى الإنعاش حيث بلغ الإشغال قرابة 91% من مجموع الأسرة فقد كان هناك في 24 اّذار 4634 مريض انعاش وتحت التنفس الاصطناعي من بين 26756 مريض متواجدون للعلاج وقد كان معدل الزيادة في مرض الإنعاش في الأسبوع الأخير حتى 24 اَذار 2560 مريض أي بمتوسط 320 مريض في اليوم ، أمّا تعداد الوفيات ما بين 14-24 اذار فكان ما بين 114 و 408 وفاة أي بمتوسط 260 وفاة يومياً بينما معدل الإصابات الإيجابية كان يتراوح ما بين 7.3% و7.9% بمتوسط 7.7%.

في الأردن تواجه المقارنة تساؤلات محيرة فمتوسط الفحوصات الإيجابية ما بين 14-24 اذار يعادل 19.29 % بنسب يومية تتراوح ما بين 18.79% و 20.18% بينما الخط الأحمر يفترض أن يكون تحت 10% ( ويأتيك من منظري الساعة الثامنة الكثرة من يبشرنا بأننا بألف خير مع نسبة 20%)، ومتوسط أعداد مرضى الإنعاش يتراوح بين 632 و 810 مرضى بمتوسط 712 مريضا يومياً بينما مجموع مرضى التنفس الاصطناعي ما بين 307 و 421 مريضا بمتوسط 367 مريضا في اليوم ( ومن بين هؤلاء تحتسب الوفيات منطقياً ) ، أمّا بخصوص الوفيات فالمتوسط يبلغ 81.4 مريض في اليوم ( ما بين 56 و 91 وفاة ما بين 14-24 اذار ).

ما الذي يجري حتى يكون متوسط الوفيات اليومية في فرنسا ( قرابة سبعة أضعاف سكان المملكة ) 260 وفاة وفي الكويت ( قرابة نصف سكان المملكة) 8.2 وفاة بينما في الأردن يبلغ المتوسط في الأيام العشرة الأخيرة 81.4 وفاة يومياً ؟

لا شك بأن غزو الفصيلة الإنجليزية الشرسة وسرعة انتشارها قد ساهم في زيادة عدد الحالات ولكن ذلك لا يفسر تفاقم أعداد الوفيات فليست جميع الحالات مصحوبة بمضاعفات خطرة. ولكن ما هو مؤسف أن تتواصل سياسة انعدام إجراءات الحيطة لدى نسبة واسعة من الأردنيين يساعدهم في ذلك انعدام الرقابة الصارمة فاذهبوا للمولات الكبيرة حتى لا نقول وسط البلد وستشاهدون فداحة الإهمال.

هنالك دون منازعة أسباب متعددة ومتفاوتة الأهمية لتزايد أعداد الوفيات وفي مقدمتها نقص الكوادر التمريضية والطبية ليس فقط من ناحية العدد بل الخبرة والكفاءة وهذه الكوادر غدت مرهقة تعمل ليل نهار في أقسام عناية وإنعاش مشبعة. نحن ندفع اليوم باهظاً ضريبة التقصير الذي لا يغتفر وعدم استغلال الهدوء الذي سبق العاصفة في الشهور الأولى من الجائحـة ونجتهد في خضم التصريحات الهوليوديـة من أجل تزويد المستشفيات بأسرة وممرضين وأطباء مدربين.

الإنسان المتعب لا يمكنه العطاء بإخلاص والممرض الذي يتوجب عليه مراقبة وعلاج أربعون وخمسون مريضا لا بد أن يخترق الخطأ اللامقصود عطاؤه وتحدث الكارثة تلو الأخرى وعندما يتسلم طبيب غير مؤهل زمام مسؤولية إنقاذ الأرواح يحدث ما لا تحمد عواقبه وعندما لا يتوفر في أقسام إنعاش مستشفيات حكومية ( في ظل غياب أرقام عن وفيات القطاع الخاص ) اختصاصيو عناية حديثة تنفسية لن يبقى للمرضى الخاضعين تحت أجهزة التنفس في بعض الحالات الحرجة سوى رحمة الخالق .

ولكي يعمل هؤلاء بتفان وإخلاص فمن الضروري والواجب منحهم حوافز وبدل مخاطر فالفيروس وعواقبه تنتظرهم كل لحظة وعشرات الأطباء والممرضين قد دفعوا حياتهم ثمن إخلاصهم وبأي مقابل لأطفالهم وأهلهم في النهاية ؟

وما يساهم في تزايد الحالات يتمثل بما يحدث من اختلاط مرضى الكورونا بالمرضى العاديين وبالطاقم التمريضي في بعض المستشفيات الخاصة وزيادة احتمالية العدوى ولربما كان الأجدر منذ البداية تخصيص مستشفيات للكورونا وحدها لتفادي مثل هذه المخاطر اليومية.

ها نحن قد وصلنا لأعداد كبيرة من المرضى الذين يحتاج وضعهم دخول المستشفيات ومع اكتظاظ المستشفيات الحكومية غدا من حق المريض الميسور وحده تلقي العلاج في المستشفيات الخاصة باهظة الكلفة حيث تكلف إبرة المناعة الواحدة 596 دينار مما يضطر البعض للعزوف عن طلب العلاج حتى تتفاقم أوضاعه ويدخل في المرحلة الحرجة.

أمّا فيما يخص موضوع اللقاحات فهي بلا شك ستكون الدرع الواقي للمستقبل لكن ليس قبل بضعة شهور حتى تتوفر الكميات الكافية ويكون الأردنيون فد صمموا في النهاية واقتنعوا بأهميتها لكننا حتى اليوم لم يتلقى المطعوم سوى 2.5% من الأردنيين.

ولماذا لا تتكاثر أعداد الوفيات ونحن لا نملك استراتيجية أو حتى خطة قصيرة الأمد للنهوض بالوضع الوبائي الكارثي في الأردن أو تحسينه ؟ فباستشثناء التخطيط والتنظيم الباهر لحملة التطعيم فنحن نفقس الخطة بعد نشرة السادسة ونعدلها كل يوم حسب معطيات الغد وفي الثامنة يأتي االضيوف من هواة المواعظ وهم كثرة ليكرروا نفس التهديدات للمواطنين وتحميلهم كافة المسؤولية عما يحصل ويا ريتهم يتركوا الشاشات بعض الوقت ويمكثوا في مكاتبهم ليخططوا للغد فبدون تخطيط وإن واصلنا المسيرة على هذا المنوال لن يكون بمقدورنا الحلم بغد مشرق وستزداد أعداد الأبرياء الذي يتساقطون دون رحمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :