facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في رِثائكُم


المحامية آية توفيق المهيرات
03-04-2021 12:58 AM

يومياً أَتَسَمَّرُ أمامَ القنواتِ الإخبارية على أمَلِ أنْ تنتهي مُقارناتي بِعدَدِ الوَفَيات عن سابقِ الأيام ، بأنَّها قَدْ قلَّت!

لأعُود في كـُلِّ مَرَّة بُـخفي حُنَين أتجـرَّع صدمة الإزدياد ..

أُتَمتِمُ بِحُرقة :

" ألا يا مَوتُ وَيحَكَ لَمْ تُراعِ حُقوقاً للطروس ولا اليراعِ ... "


ومِنْ بابِ تَجـارُبِ التخـفيفِ عن الـذَّات !
وفي محـاولاتٍِ لإخمـاد الخوف على الأهـل والأَحـباب ، مِنْ مَكـرِ الطاعون !

ومِنْ مَخاطِـر الطريـقِ المَجنـون !

أو حتى حـوادثِ السَّيـرِ المَلعـون !

ومِنْ كُـلِّ شـرورِ هذا الوقـتِ المَرهـون !

أَتصفَّـحُ مِنصَّـاتِ التواصـلُ الإِجتمـاعـيّ ، لعـلِّي أجِـدُ فيها ما يُنسيـنـي عَـلْقَـم هـذهِ الأيـام الموبـوءَة بالمصـائِـب والأَسْقَـام

فأَكـونَ في مُـرٍّ لِأُصْـبِحَ فـي أَمَـرّ !

مَنـصَّـاتٍ باتَـتْ بُيـوتَ عـزاءٍ إلكـترونيـة !

وحسابـاتٍ شخـصيّـةً هَجَـرَها أَصْـحابُـها تاركـينَ لـنا الـحُـزنَ والحَـسرة !

وأحـباباً كانوا معنا أَمـس ، غادرونا بِلمـحـةِ بَـصَـر !

ذَهبُـوا ومـا ذَهـبت آثـارهـم ...
ضَحِـكاتهم !
نظـراتـهم !
مـواقِـفهم!

تـفاصـيلَ جَـمَعَـتْنـا وإيُّـاهم ، أبـت أنْ تَخـْطُوَ الرحيـلَ ورائَـهم !

غابـوا ومـا غابـت الأحـزان !

وكأنَّنـا في آخـر الزمـانِ والمـكان !

جنـازةٌ تلو جـنازة ، وفي كـل بيتٍ صارَ الفقدُ عُرفاً وعادة !

امتلَأتِ المَـقـابر ...
وفاضَـت الدمـوعُ في المَحَـاجر ...
وهذا مغـادرٌ ، وذاك حـائـر !

"فـحكـم المنيـةِ في البـريـة جارٍ ...
ما هذه الدنيا بدار قرارٍ ! "

والله لإنَّها أيامٌ ثِقال ...

" وَصَـارَ اللَّيْلُ مُشْتَـمِلاً عَلَـيْنَا ، كأنَّ الليـلَ ليـسَ لـهُ نهـارُ "

أخـشى أنْ يَـزِلَّ لِـسانِـيَ ، هاتـفاً بِـحُـرقة :
استَـعْـجَـلتُـم الرَّحـيل !

يا مَنْ فـقدْنـاكُـم في هذا العام ، عامُ لا كَكُل الأَعوام ، هُنا فقيد ، وذاكَ شهيد ، ومـقـابـرَ كـأنَّـها تقـولُ " هـل مـن مزيـد " ...


ولعلِّي أستذكر ما خطَّتْ بِه أنامِلُ أبي البقاء ، حين قال :

وهـذهِ الـدارُ لا تُبْـقِي عَـلى أحَـدٍ ولاَ يـدُوْمُ على حـالٍ لهـاَ شَـانُ ...

ولأكـونُ مـن الصـادِقيـنَ مـع أنـْفُـسِهم ، عَلَت كلِماتي عِـنواناً حمَّلَنِي العِبءَ الكبير ، فَفِي رِثائكم لا كلامَ يُقال !

أسألُ اللهَ لَكُم الرحمةَ جميعاً يا من سَبقتونـا ولَكُم الأسـباب ، وافْتَرَشْـتُـم لَحْداً التـُراب ، أحبابَ وأغرابْ ...

دامَت آثارُكم طيبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :