facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مخاوف مبررة


طاهر العدوان
17-06-2007 03:00 AM

خلال مؤتمره الصحافي في دمشق, ارسل خالد مشعل رسالة تطمين الى الدول العربية, بأن لا ينظروا الى سيطرة حماس على قطاع غزة بأنه انقلاب على الديمقراطية, واضاف لا تتخوفوا من الاصولية بالقول: بانها ما ان تصل الى السلطة في الانتخابات, حتى تنقلب على الديمقراطية.واقع الامر ان تطمينات مشعل مقبولة لو انه قالها قبل ان يرى العالم العربي احداث غزة بالصوت والصورة. فما حدث تمرين بالذخيرة الحية, يُثير مخاوف الانظمة والشعوب معاً, من اصولية, حولت ما يسمى بالصحوة الاسلامية, الى عامل تمزيق للأمة في اكثر من بلد عربي, عندما اعطت الاولوية لصراعها مع الخصوم المحليين وقدمته على مقاومة الاحتلال الاجنبي, كما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان.

في العراق المحتل, توحدت احزاب الاسلام السياسي, السنية والشيعية, على معاداة دولة البعث وانخرطت في العملية السياسية التقسيمية التي صاغها دستور بريمر السيىء الصيت, من دون مبالاة بالنتائج التي قسمّت الشارع العراقي لاول مرة منذ معركة كربلاء قبل الف واربعمئة عام, الى سني وشيعي في مواجهات طائفية منتنة, بلغت من الخطورة ان قتلاها من المدنيين يبلغ مئة ضعف قتلى قوات الاحتلال كل يوم.

ما وقع في قطاع غزة المحتل, وما يحدث الان في لبنان مرتبطان اشد الارتباط بعامل ظهور احزاب الاسلام السياسي ودخولها العنيف الى ساحة العمل الوطني, تحت ظلال هويات تتجاوز الهوية الوطنية الموحدة الى هويات طائفية وحزبية تؤسس بعمق لانقسامات تُثير الاحقاد والكراهية بين ابناء الوطن الواحد.

لقد احتمت احزاب الاسلام السياسي دائماً خلف شعار الديمقراطية, بالمفهوم الغربي الليبرالي, لمواجهة ما تسميه باضطهاد الانظمة, لكن عند اول اختبار لها, بالوصول الى السلطة, او بامتلاك القوة المسلحة, لجأت الى استخدام العنف المطلق في تحقيق اهدافها ومجابهة خصومها, وهكذا فقدت دول عربية, مثل العراق وفلسطين ولبنان, وحدتها الوطنية, وانهارت فيها مقومات الدولة ومؤسساتها, بينما تعزز الحضور الاجنبي, على صورة احتلالات ومحاور استقطاب تمزق البلد والشعب الواحد.

تطمينات خالد مشعل لن تطمئن احداً, ولا ندري اي (رعاية عربية) يقترحها بعد ان اطاحت حماس باتفاق مكة. فليس بالامكان احسن مما كان من رعاية سعودية وفي بيت الله الحرام, ان ما حدث انهيار على منحدر يصعب تفاديه, وما قدّمه (انقلاب غزة) من امثولة, سيدفع الانظمة العربية الى التمسك بمخاوفها القديمة وتعزيزها باجراءات قمعية جديدة, ستكون بلا شك وبالاً على عمليات الاصلاح في العالم العربي, ووبالاً على احزاب الاسلام السياسي التي ستجد نفسها وقد عادت الى مربع الصفر في علاقاتها مع الحكومات.

في الاردن, يتميز الاسلام السياسي الممثل بجماعة الاخوان وحزبها, بانه جزء من العمل الوطني المشروع والمعترف به في اطار النظام والدولة منذ اكثر من نصف قرن, وذلك على خلاف وضع الاسلاميين في الدول العربية الاخرى, وهذا ما يلقي بمسؤوليات استثنائية على »الاخوان«, لجهة مسألتين, الاولى: تأكيد الهوية الوطنية الاردنية لحزبهم السياسي واعتباره تعبيراً عن المواطنة الواحدة, في اطار الدولة والنظام. والثانية: رفض الانخراط في الاستقطابات الحادة التي تسود المنطقة, بين اسلاميين وعلمانيين, بين ايران وامريكا, لأن المصل المضاد لجراثيم الطائفية والفتن والانقسامات المنتشرة من حول الاردن, هو بتعزيز مفاهيم الولاء للوطنية والمواطنة والدستور اولاً واخيراً, فأفعال الاسلاميين الاردنيين ومواقفهم, هي التي تبدد المخاوف من (الانقلاب على الديمقراطية) لا تطمينات خالد مشعل.

ان الحديث عن تأجيل الانتخابات النيابية تحت ضغط المخاوف مما حدث في غزة, وما يحدث في العراق ولبنان, ليس الحل, الحل ان نبادر بان نقلع شوكنا بأيدينا من خلال تفاهم وطني شامل, يشارك فيه الاسلاميون, لاجراء انتخابات خالية من استغلال الشعارات التي تجر اجواء غزة وغير غزة الى البلاد. ووسط هذه الحرائق المشتعلة من حولنا فان الشعار الاسمى والافضل هو الذي يحفظ الاردن وشعبه من سموم الحرائق ودخانها, ويثبت بأننا قادرون على مواصلة قيادة السفينة وسط الطوفان باداء حكومي وشعبي مميز وفريد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :