facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القوة من أجل البقاء


الدكتور يعقوب ناصر الدين
19-04-2021 12:22 AM

كانت المواعيد والمناسبات التاريخية وما تزال تجلب اهتمام الشعوب والأمم لأنها جزء من التكوين الزماني والمكاني لحياتها المعاصرة، تحمل إليها عبقا من الماضي، بخيره وشره، وحلوه ومره، وانتصاراته وهزائمه، إلا أنه في ذكرياته وأحداثه وتحولاته يشبه الشجرة حين ندركها كاملة من جذورها إلى ساقها وأغصانها وثمارها، فتحفزنا إلى التفكير بسلامة تربتها، والحفاظ على بقائها، بل وتشبيبها وزيادة إنتاجها.

هناك أمثلة كثيرة غير الشجرة لشرح فكرة ديناميكية أو حيوية الدول والمجتمعات التي تعمل للمحافظة على وجودها وتقدمها وازدهارها في نطاق المشهد التاريخي الذي تحكمه المسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية العلمية من وجهة نظر الباحث الاستراتيجي عندما يرى في المناسبة التاريخية فرصة لوصف وتوضيح وفهم وتفسير التطور النشط والفعال والمتحرك للدولة كي تتمكن من الذهاب إلى مرحلة زمنية جديدة من عمرها، وهي أكثر واقعية وقدرة على تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها التنمية الشاملة بجميع أبعادها وقطاعاتها المختلفة.

بعثت احتفالاتنا بمرور مائة عام على نشأة الدولة الأردنية في النفوس شيئا من البهجة والسرور، وبدت الصدمة التي عشناها بالتزامن مع تلك الاحتفالات التي استهدفت زعزعة أمننا واستقرارنا ضئيلة أمام الأحداث الجسام والمفاصل المصيرية التي تعرض لها الأردن على مدى مائة عام من عمره، وجعلتنا نختبر من جديد العمق الاستراتيجي للدولة لنجده ثابتا ومنيعا، ليس في محيطه الوطني وحسب بل في بعديه الإقليمي والدولي أيضا.

من الطبيعي أن تستفيد الدول والشعوب من التجارب، وتتعلم الدروس من الأزمات والمحن، والدرس الذي يفترض أننا قد تعلمناه هو درس المئوية الثانية الذي يقودنا من مفهوم الاحتفال إلى مفهوم الاستعداد لمرحلة جديدة بأدوات مختلفة، وإستراتيجيات تضمن لنا الاستمرارية والقوة والقدرة على التعامل مع محيط إقليمي مضطرب، وتحولات دولية آخذة بالتوتر والتأزم والاستفزاز المتبادل بين القوى العظمى إذا جاز التعبير، فلم يعد بإمكاننا التمسك بالإستراتيجيات والخطط التي لم تثبت فعاليتها، بدليل الواقع الذي نحن عليه اليوم، الأمر الذي يضعنا أمام مفهوم « الخطة للخروج من الإستراتيجية « عندما تعجز عن تحقيق أهدافها.

الإستراتيجيات ليست مقدسة حتى لا نعيد النظر فيها، وإعادة النظر بمعنى التقييم الموضوعي هو جزء من التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيجية، وهناك بالطبع ما يعرف بالبدائل والتفسيرات والتحليلات التي نحتاجها اليوم لرسم صورة المستقبل، بناء على عناصر القوة الحقيقية التي نملكها، ونحن بعد مائة عام من عمر الأردن نعرف أننا نشكل نموذجا فريدا لدولة يفرض عليها وضعها الجيوسياسي أن تصنع دائما عوامل قوتها، وللحديث بقية!

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :