يعتبر التخصص العلمي في الدراسة أعلى مرتبة من الأدبي, ولكن تلك الأولوية في الوجاهة ل¯"العلمي" تنتهي مع انتهاء مرحلة الدراسة ومغادرتها نحو الحياة الواقعية حيث اختبار الوجاهة الحقيقي.

إن تخصصات مثل الآداب والقانون والسياسة والشريعة والصحافة هي التي تنتج الوجهاء في المجتمع, بينما يحتاج صاحب التخصص العلمي إلى مقدار من "الميول الأدبية" لإعانته في المستقبل على تحقيق أي قدر من الوجاهة.

بعض الذين "قبضوا" التخصص العلمي بجد, وأفنوا أعمارهم في المختبرات العلمية مع الأرقام والمعادلات وقوارير التجارب, يعودون إلى مجتمعهم فيرون زملاءهم الذين "راحوا أدبي" وقد اعتلوا المنابر خطباء وشعراء ووعاظا, يتصدرون المجالس ويستضافون على الفضائيات, ويعطون الأولوية في الكلام حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا العلم والتكنولوجيا.

في العقدين الأخيرين منذ الديمقراطية, تزايد الطلب على الوجاهة التي اغتنت بمفاهيم ومعطيات جديدة تناسب التغيرات, وفي هذه الأثناء ازداد شعور أصحاب التخصصات العلمية بالغبن, لأن لا أحد في المجتمع على استعداد لأن يستمع إلى خطاب في الفيزياء أو موعظة في الكيمياء أو يقرأ بيانا بيولوجياً.

المطلوب إعادة النظر في تقييم قرار الطالب الذي "يروح أدبي" باعتبار هذا القرار دليلا على بعد النظر.

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
عن العرب اليوم.