facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إدارة الموقف


فيصل سلايطة
28-04-2021 09:43 PM

يعجّ علم الادارة والاعمال بالعديد من النظريات والمنهجيات و الاساليب التي من شأنها أن تُقوّم وتُدير وتصوّب الاعمال البشرية على اختلافها، فهنالك منهجيات للادارة التقليدية و طرق للادارة الحديثة أو تلك الاستراتيجية التي تهتمّ بالمنظور البعيد زمنيا والناجح تطبيقيا.

منذ بدء حكاية العالم مع هذا الوباء المُستشري ونحن نشهد تخبّطاً عالمياً في ادارة الموقف , لا ينحصر هذا التخبّط على بلدانٍ نامية أو حتى متطورة، فقيرة أو غنيّة، ففجائية الحدث من الطبيعي أن تخلق تضارباً في أساليب التفكير , لكن مع مرور هذا الوقت الزمني الطويل نسبياً ( سنة تقريباً ) كان يجب أن تتولّد منهجية علمية منطقية لإدارة المشهد تخلق توازناً ما بين القطاع الصحي الأهمّ حاليا و القطاع الاقتصادي ذا التأثير المُتشعّب .

المُشكلة الحقيقية في التعامل مع هذا الوباء تتلخّص في خلق التوازن ما بين الاهتمام بصحة القطاع الطبّي وفي ذات الوقت المحافظة على سير عجلة القطاع الاقتصادي بشكل شبه طبيعي , فالتركيز المُفرط في أيٌّ منهما على حساب الآخر يولّد مشكلات لا حصر لها , فعلى سبيل المثال لا الحصر استطاعت الدول الغنية ( غالباً غربية ) صبّ قدراتها على تنمية القطاع الصحي و خلق التوازن مع القطاع الاقتصادي من خلال الدعم الحكومي الكبير , و تطبيق قرارات الحظر الشامل لأسابيع طويلة مما اعطاها فسحة من الوقت لكبح تفشّي الوباء و من هنا قد تكون القدرة الاقتصادية و المالية توفير خطط بديلة بسهولة.

لكن المشهد قد يختلف كثيراً في البلدان النامية أو الفقيرة و التي تضم في قوائمها اغلب دول عالمنا العربي , فالقطاعات الصحية قبل الجائحة كانت اصلاً بحاجة للاصلاح و التجديد , فكيف قد يكون التأثير مع قدوم هذا الوباء المفاجئ القوي ؟

هنا تبرز الحاجة للادارة و اساليبها لإحتواء الموقف و الخروج من الازمة بأسهل الطرق و أقل الخسائر , لكن للأسف نحن أبعد ما نكون عن منهجيات الادارة الحقيقية في التعامل مع الأزمة , مما أثّر سلبياً على جميع القطاعات و عناصر الأزمة , حتى العنصر البشري قد فقد الثقة في الحكومات و الاجراءات ليصل الشرخ إلى حد التشكيك بحقيقة وجود الوباء من عدمه و الحديث يطول عن نظريات المؤامرة المنتشرة بين البشر.

من الواضح أنّنا سنعيش مع هذه الحالة لمدة ليست بالقليلة , فالمتحوّرات التي تخرج إلى السطح و تجتاح شاشات التلفاز يوميا ستعمل على إطالة الأزمة لشهور قادمة كل يوم إن لم تكن لسنوات , هنا يجب أن تخرج الدول بأساليب ادارة علمية قائمة على مناطق جغرافية محددة , فتخصص كل دولة إمكانياتها لتحليل المشهد و استخلاص اسلوب ادارة يناسبها لوحدها , فالإجراءات التي تطبّق في بريطانيا قد لا تكون مؤهلة للتطبيق في المغرب و هكذا , فلكل بلد ثقافته و امكانياته و مستوى من الرفاهية في احتمال التجربة تختلف عن البلدان الاخرى.

ما يهمّ العالم أجمع و يُقبلُ التعميم به هو قضية اللقاحات و نجاعة إدارة ملفّها عالميا , فتقريبا هي المُنقذ الوحيد بالتزامن مع الاجراءات الوقائية للخروج من هذه الازمة الخانقة , و هنا تبرز الحاجة في دولنا العربية لادارة ملفها بالشكل الامثل , فنحن للأسف لا نملك رفاهية الخطأ و التجربة , فالواقع الاقتصادي يحكمنا و يُحدّد قدراتنا , وفي ذات الوقت امكانياتنا الصحية و قطاعاتها قد ضُربت في المقتل , لذلك لا سبيل للاستقرار إلّا بتسريع وتيرة التطعيم و زيادة الوعي و الثقة في هذه اللقاحات , فنظرا لضعف الاقبال على مراكز التطعيم و التخلّف عن اخذ اللقاحات قد تكون كنتيجة لتغلغل نظرية المؤامرة و الاستهداف في عدد لا بأس به من العقول العربية البسيطة , تلك التي انجرّت خلف جيوش التشكيك كنتيجة لسوء الادارة منذ اليوم الأوّل .

اذن ما نحتاجه في الفترة المقبلة في الأردن على وجه التحديد هو استخلاص منهجية وطنية تناسب قدراتنا و امكانياتنا تُعيد الثقة و ترمم الشرخ الكبير الحاصل بين الشعب و الحكومة , ليشعر المواطن أن الدولة تُسانده في تخطّي الازمة لا تثقل كاهلهُ لتكون هي و الوباء على المواطن , هذه المنهجية يجب أن تنبع من الوطن لا أن تستورد كما قلت من الخارج , فلكل بلد هويته الخاصة و ملامح قطاعاته و نظمه , عندها قد نستطيع العبور حتى ولو ببطء إلى شط الأمان .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :