facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تعود أوروبا للتصارع على الثروات؟


داود عمر داود
08-05-2021 06:14 PM

التصعيد الفرنسي البريطاني: عودة لصراعات الماضي

مهد إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي الطريق إلى إعادة ظهور الدولة القومية في القارة العجوز. وكان من أول نتائج ذلك التصعيد العسكري بين فرنسا وبريطانيا، بسبب نزاعهما حول شروط الصيد قرب جزيرة (جيرزي)، كبرى جزر القنال الانجليزي. وقد نشب الخلاف بعد أن رفضت زوارق فرنسية شروط الصيد التي تفرضها اتفاقية خروج بريطانيا (بريكست)، التي تنص على أن يستمر صيادو أوروبا بالتمتع ببعض حقوق الصيد، على بُعد 12 ميلا بحرياً في مياه بريطانيا، خلال فترة انتقالية لغاية 2026.

وقد أرسلت فرنسا سفينتين حربيتين قرب (جيرزي) إلى موقع تجمع أكثر من خمسين زورق صيد فرنسي للاعتراض على الشروط الجديدة للصيد. كما هددت فرنسا بإتخاذ إجراءات انتقامية، كقطع الكهرباء عن الجزيرة التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من مائة الف نسمة. فردت بريطانيا بنشر سفينتين حربيتين للقيام بدوريات أمنية، ضد أي حصار محتمل للجزيرة من قبل صيادي فرنسا، فيما سحبت فرنسا سفنها.

ويُذكر أن جزيرة (جيرزي) تقع على بُعد 16 كيلومتراً من ساحل فرنسا، فيما تبعد 160 كيلومترا عن جنوب بريطانيا، وهي ليست أرض انجليزية، لكنها تابعة للتاج الملكي، وتقع تحت حماية القوات البريطانية. وهذا وهذا هو النزاع الأول من نوعه الذي ينشب بين إحدى دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد إنسحابها من الإتحاد، حول اقتسام الثروات.

التناحر بدل التفاهم:
برزت فكرة إنشاء الإتحاد الأوروبي في الخمسينات، من رحم الحرب العالمية الثانية التي دمرت بلدانها، وقتلت خمسين مليون انسان، وكانت كارثة حقيقية، على الشعوب والدول الاوروبية. فكان إحلال السلام الدائم في أوروبا، عن طريق وقف حروب وصراعات الماضي بين دولها، هو الهدف من إنشاء الإتحاد، فكانت الفكرة مدفوعة برغبة في إعادة إنتاج العلاقات بين دول القارة، بالقضاء على احتمال وقوع الحروب الشاملة بين دولها مستقبلاً.

ويمكن القول أن إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ربما أعاد التنافس على الثروات في القارة الى ما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية، ووضع دولها مرة اخرى في مواجهة بعضها البعض، تتناحر وتتقاتل، كما كان حالها من قبل. فإن حل التناحر محل التفاهم، سيعود شبح الحروب يخيم على قارة اوروبا ثانية.

إفشال التجربة الاوروبية
لقد فشل الاتحاد الاوروبي في تلبية حاجات دول كبريطانيا، ما زال لديها تطلعات استعمارية حول العالم. فكان إنسحابها ضربةً قاصمةً للإتحاد وإفشالاً للتجربة الأوروبية، التي قامت أساسا على حلم التفاهم بين دولها على اقتسام الثروات، وهو ما يعبرون عنه دبلوماسيا بوصف الاتحاد بانه (تجمع اقتصادي). لذلك فان خروج بريطانيا منه كانت القشة التي ستقصم ظهر البعير، وقد تؤدي الى تفكك الإتحاد، مع مرور الزمن، وعودة القارة الى سابق عهدها، من تناحر وتنافس للإستحواذ على الثروات.

خلاصة القول: هل تعيد الدولة القومية الصراعات إلى أوروبا؟:
فأوروبا التي كانت، في الماضي القريب، تحلم بقيام الإتحاد نجد فيها اليوم أطرافا تُبدي توجها واضحا نحو العودة الى الدولة القومية. ولهذا ربما تنتشر عدوى الخروج من الاتحاد، وحينها سيذهب أدراج الرياح شعور نصف مليار أوروبي، في 28 بلدا، بوحدتهم، وهويتهم، وثقافتهم، وتماسكهم، وتناغمهم، وسيصعب عليهم الحفاظ على ما بنوه، خلال أكثر من ستة عقود من الزمان، مما قد يعيد إغراق القارة في الحروب البينية المدمرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :