ابتداء من اليوم فإن نقاش قانون الانتخاب سيصبح مجرد "كلام ناس" لا يقدم ولا يؤخر, ولكن يبدو أن النقاش السابق على إعلان القانون كان أيضاً "كلام ناس" لم يقدم ولم يؤخر, وفي الواقع فإن الفكرة الرئيسية الجديدة في القانون التي تتعلق بالدائرة الوهمية لم يحصل أن وردت علناً في أي اقتراح من قبل جهة أهلية أو رسمية, بل إن صاحب الفكرة -جهة كان أم فرداً- لا يفصح عن نفسه لغاية الآن. ويوجد همس هنا وهناك حول شخصيته, وقد نجد أنفسنا في السنوات المقبلة في وضع شبيه بفكرة الصوت الواحد ذاتها التي قدمها "خبير" يعرفه المتابعون, وهو يتواجد في كثير من المنابر والقاعات ولكنه يستمع إلى الكلام حول فكرته و"يطنش", وفي إحدى المناسبات تعمدت إدانة الفكرة بلغة قاسية لدرجة راح بعض الحضور يعطونني إشارات بهدف "التخفيف" من لغة الهجوم ظناً منهم أني لا أعرفه أو لا أراه, ولكنه أظهر قدرة كبيرة على "التطنيش".

الدوائر الوهمية سوف يسميها الناس بأسماء المرشحين الأقوياء فيها, لأن المرشح هو الذي يختار الدائرة ضمن المنطقة الانتخابية, وسوف يتقاسم المرشحون الأقوياء الدوائر, وبالنتيجة سيكون على الناخبين اللحاق بمرشحيهم, والمرشح القوي هو من يتمكن من جر جماعته إلى الدائرة التي يختارها.

بالنسبة لكاتب هذه السطور سيكون القانون الجديد "باب رزق" للأفكار الطريفة, واسهاماً مني في حملة الترويج له التي تريدها الحكومة, أبادر منذ الآن إلى القول: علي الطلاق إنه قانون عصري وديمقراطي.

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم.