facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاشوراء فلسطين


د. عائشة الخواجا الرازم
14-05-2021 02:08 PM

كلما التقيت شاباً أو فتاة أو رجلاً أو امرأة أو حتى طفلاً ممن شاركوا في مسيرات الألم الكبير , تعبيراً عن رفضهم لعذاب أهلهم في فلسطين , ألمس فيهم وجع الرافضين لألم الحسين بن علي ! فالجراح والندوب والكسور ونزيف الصدور والظهور, أراها لا تمنعهم من المشاركة في كل مسيرات الرفض ! وأراها بحجم افترائها على الشباب والولدان والرجال مقبولة مرشوشة بالحزن والنواح ….. ! يتحسسون التحطيم ومنهم من يتحسس الاختناق في المستشفيات وما زال يتلقى العلاج , وهم يرتعدون للتعبير عن اندفاعهم للصرخة وقول كلمة يسمعها العالم ! وكلهم يأنسون الأمل في أن يسمعهم العالم ! ويرفعون أياديهم تحية الإكبار والإجلال لجرح الحبيبة فلسطين , ويرون شبابها وولدانها ورجالها ونساءها وفتياتها , وأهلها في كرب عظيم ويصرخون للدنيا !
وأن ما يجري في العالم العربي الكريم من فورة للناس وغضب , هو لإسماع صوت نصرتهم وغليانهم الرافض , وما يشعله الأحرار والشباب والفتيات والولدان في الغرب من مناديل احتجاج وغضب ضد نازية الكيان الصهيوني , ومن مسيرات ومظاهرات وهتافات وبيانات للعالم يرفعون بها أصواتهم , لهي الوسيلة التعبيرية المتاحة والحضارية في ظل مقتل الحضارة القانونية والعدالة ! وقيام الناس وخروجهم من دورهم وأعمالهم واستنكافهم عن أرزاقهم , لأجل رفع كلمة حزن وغضب وصرخة ولافتة تعبير , لهي الرسالة الوحيدة المقروءة في الدنيا النائمة على فراش الضحايا والمجازر والعذابات الفلسطينية !
كلهم يطرحون أرضاً ويهشمون ! وكلهم بلا استثناء وبلا رحمة تهوي عليهم العصي الضخمة كيفما اتفق , وكلهم من طبيبهم ومحاميهم وشخصياتهم الوطنية وجمالياتهم الوظيفية , وطلابهم وفتياتهم المجتهدات النشطات , ونسائهم الثكالى , والكاتبات والأديبات والشاعرات والحزينات , والسود والبيض والصفر وغراب البين , تهوي عليهم القنابل المسيلة للدم والدمع وعصي التكسير الفخمة المدببة ! وهي مسيرات حاشدة للرايات التعبيرية والكلمة فقط ! وأقل ما فيها عنوان الشعور والإحساس ! فمن سيسمع صوت الحر والمر والباكي واللاطم على جبهته في داره لو لم يصرخ للعالم كفى ؟ وقد تعودنا أضعف الإيمان ؟
والعجيب أن عطش الناس ووجعهم في سبيل إفشاء الشعور الملتزم , وفي سبيل إفشاء كلمة الاحتجاج على المذابح ضد أهلنا في فلسطين , بات مألوفاً , حميماً , والتهشيم والضرب المبرح المغلول متوقعاً في كل مسيرة , ورغم التكبد وتوقع الجلد إلا أن في النفوس الإنسانية عرباً ومن كل أنحاء الدنيا , أملاً كبيراً بالمسير والتعبير , ومخاطبة الضمير , وإلقاء تحية الله يعطيك العافية للشرطي ورجل الأمن المدجج بالهراوات والقنابل والكرابيج ! واعتباره جزءاً لا يتجزأ من الإحساس والانتماء للحزن الفلسطيني ؟ الحزن الذي بات وهو يعرف ذلك تماماً , أنه الحزن الأبدي وقد اشتد عطش الحسين بن علي ودنا من الفرات ليشرب , فرماه حصين بن نمير بالسهم , فنظر الحسين حوله وقد مكث في الشمس طويلاً , وقد صلى صلاة الخوف وانهمرت دموعه وبكى ! وحينما ناحت أخته زينب وقالت لعمرو بن سعد : أيقتل الحسين ( أبو عبد الله ) وأنت تنظر إليه ؟
دفقت عيناه من الحزن وسالت دموعه على خديه ولحيته وصرف وجهه عنها ! وظل الحسين بن علي يقوم بين الرماح ويكبو وينزف ويصلي , حتى ترك وراءه من يمتلئون بالندم والألم والحزن إلى يوم يبعثون !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :