facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قتلوا شغفنا


ابراهيم علي أبورمان
21-06-2021 07:10 PM

كانوا يخاطبونني بالصغر ويقولون لي غدا ستكبر و ستصبح شابا و ستكون منبع نفع لمن حولك ، وصلنا عمر 18 عاما و بدأت في معاصرة الجيل الشبابي ، أخبروني عن مشوار مرحلة الثانوية العامة و إجتزناه بكل سهولة و يسر ، و ما بعد ذلك بدأ مشوار المرحلة الجامعية ، و في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا من كل يوم نستيقظ و نخرج من بيوتنا قبل شروق الشمس للذهاب إلى الصرح العلمي ولا سيما أن هناك أول خيبة واجهتنا ألا وهي وسيلة النقل إلى الجامعة و التي عجز عنها البعض في حل هذه المسألة و لا يهم إن كانت الوسيلة ستسرق منا بعض الوقت في ذلك اليوم لأجل العلم ، و للأسف كانت ردة الفعل في كلمة واحدة "بعدك شباب" ، و ما أن نصل إلى الجامعة متأخرين إلى دروسنا سنواجه مطب آخر مع الهيئة التدريسية ففي نظرنا بالفعل هذه وسائل النقل المتوفرة لدينا و في نظرهم موضوع التأخير يساهم في كمية الإحترام منا لهم وليس لنا باليد حيلة ولكننا كما يقولون " بعدنا شباب " وقررنا أن نحتسبها لأجل العلم سنصبر ، و أخبروني أيضا أن الجامعة هي الوسيلة التي ستعلمنا وسيلة التحاور و النقاش على طاولة واحدة وما إن وقعت أنظاري تحت موضوع في داخل تلك القاعة الصفية ليطرأ إلى ذهني ، إذا لم أحاور و أناقش كيف سنتعلم و نكتشف مؤخرا أننا وقعنا في مطب آخر ففي نظرنا بالفعل أننا نسعى لنتعلم لذاتنا و في نظرهم أننا نناقشهم و لنا غاية غير ذلك و هذا ممنوع لدى البعض ، و نحن في داخل الصرح العلمي و في الخارج سوق البطالة الذي يتزايد و ينتشر في كل مكان ، الإحباط يحيط بنا من كل جهة ، هل ما نتعب من أجله موجود بالفعل أم أنه حلم لا يتحقق إلا للطبقة العالية و للواسطة و المحسوبية ، هل نكمل مشوار الصرح العلمي و ننصدم أم نتوقف خوفا من الصدمة و ردة الفعل لا زالت هي نفسها " بعدك شباب " .

نحن على الحافة بين الإرادة و مواصلة الطريق و بين الخوف من مواجهة الواقع ، لم أمنع نفسي من مواصلة الطريق و إنما هم من منعوها، بدأت أشعر أنني موجود أنا وكل شاب في ملعب كرة قدم و المباراة التي نلعبها مفتوحة الوقت و الجمهور من حولنا يهتف " بعدكم شباب " ، و هناك لجنة تتكون من صناع القرار و الحكام ، هناك شاب من الطبقة الفقيرة ليس له أحد و يعيش لوحده و يعمل ليلا نهارا و لم يستطع دفع رسوم تذكرة دخوله إلى الملعب ، إلا أنهم بعد قرار اللجنة قرروا منحه البطاقة الحمراء التي تمنعه من دخول أي ملعب من جديد و التي تمنعه من مواصلة الطريق للوصول والعثور على فرصة و الغريب بالأمر أن الهتافات لا زالت كما هي " بعدك شباب " ، و هنالك شخص عن طريق الخطأ خرج عن خط التماس بخطوة إلا أنهم وجهوا له البطاقة الحمراء وما إن خرج إتخذ الهجرة الحل الوحيد للمستقبل الذي ينتظره ، و لا زلنا نتحلى بالصبر ، و فجأة سمعنا صوت ينادي من داخل الملعب ألا و أنه شاب يمتلك فكرة و قام بعرضها على اللجنة لتكن مشروع ريادي ناجح و في وقتها أيقن الجميع أن هذا الشاب يمتلك فكرا و عقلا بوزن كبير و تم وعده بالدعم و الإنجاز ، و في صباح اليوم التالي إستيقظنا على خبر "اليوم إفتتاح مشروع شبابي بفكرة ريادية " و الصدمة كانت إمتلاك المشروع و الفكرة لإبن أحد صناع القرار الذين هم ضمن اللجنة الموجودة بالملعب نفسه ، و الجمهور لا يزال يهتف " بعدك شباب " ، والله إني إنتظرت اليوم الذي أبدا بكلامي و أقول هذا الجيل الشبابي الواعد و الحاضر و المستقبل لكنني إلى الآن لم إستطع قولها ، إلى متى سنبقى ننتظر ؟ هذا الكلام ..كلام موجود داخل كل شاب يرتطم بالجدران الأربعة كل يوم ، و لا يزال الشباب الأردني ينتظر الفرصة إلا أن لجنة صناع القرار و الحكام قالوا له :عذرا أيها الشاب حان الآن موعد دخولك إلى مرحلة الشيخوخة و كبار السن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :