facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم في عمان !


ماهر ابو طير
07-06-2010 04:27 AM

في الدنيا سبع عجائب ، ولدينا هنا عجائب اكثر ، لمن يرصدها او يعدها او يتعرقل بها في مرات اخرى.

اذا دخلت في مشادة مع سائق تاكسي ، او بائع خضار ، قال لك بانفعال "انت ما بتعرف مع مين بتحكي" والتعبير ذاته تسمعه اذا تعاركت مع الوافد الذي يغسل سيارتك ، او بائع الورد عند اشارة المرور ، وحتى الطالب العربي الذي يدرس في ديارك.

اذا رمشت عينك بشكل خاطئ وانت عند اشارة المرور وجاءت الرمشة في وجه "المكتنزة" التي تجلس بجانب سائق السيارة التي بجانبك ، فعليك ان تتوقع اطلاق النار عليك ، لانه سيظن انك تغمز محظيته ، ولن تنفعك الاقسام انها رمشة لاسباب صحية.

اذا رفعت صوت المسجل في سيارتك بأغنية عاطفية ، ظن كل من حولك انك ترسل رسائل غرام للنسوة في سياراتهم ، واذا انصتَّ للقرآن الكريم قيل عنك "منافق" يبيع الدين على الناس ، واذا سكت قيل عنك سرحان سطلان.

اذا وقفت في سيارتك ايضا عند اشارة المرور الملعونة فعليك ان تستغفر لذنبك لانك ستلاحظ في حالات اخرى ان الجميع يجحرون بعضهم ، وحين تفر الى مقهى "رخيص" او "برجوازي" لترفه عن نفسك فسوف تكتشف ان الجميع يجحرون بعضهم ، دون سبب سوى الوجاهة المفتعلة.

تتذكر ان كل هؤلاء يفكون كشرتهم كقميص مهترئ عند صعودهم الطائرة ، وكأنها شخصية للاستهلاك المحلي فقط ، واذا فتشك "امن المطار" تبرم لسانك ووجهك ، واذا عرّاك الاشقاء العرب والاجانب من ملابسك في مطاراتهم بما في ذلك مطارات واشنطن التي تجيز تفتيش اسفل الظهر ، تسكت وتعتبر ان هناك حكمة وراء هذا التشدد.

اذا دخلت على اي محل تجاري تكتشف ان لدينا ميزة ننفرد بها عن الدنيا ، فالذي يبيعك ويأخذ فلوسك ، يحمّلك الجمائل لانه باعك واخذ فلوسك ، وتراه غاضبا دون سبب ، ولا يقول لك حتى "شكرا" ، رغم ان عليه ان يجاملك ، لا ان تجامله انت ، واذا ارسلت سيارتك لاصلاحها تدفع فلوسا لاجل تخريبها ، وننفرد بأننا الوحيدون الذين ندفع مالنا لميكانيكي جاهل ، مقابل ان يزيد الخراب في السيارة ، فيتعلم على حسابك ، بحيث يكون الدفع للتخريب وليس لاصلاح السيارة.

اذا جلست مع الف مواطن لا تسمع سوى التذمر ، وذات الالف تجد في بيت كل واحد خمسة موبايلات ، ويدخن كل واحد ثلاث علب سجائر ، واذا كنت في زحمة سيارات تكتشف ان هوايتنا هي "التزمير" بسبب ودون سبب ، فتزمر السيارة الاخيرة للسيارة الاولى ، واذا جادلت احدهم نزل عليك بالمفك والجك ، وهددك بشرطي يعرفه او نائب سابق مبطوح ، فالجميع مسنود وواصل ومدعوم ، الا انت وسط هذا الزحام.

اذا خرجت مبتسما لوجه الله ننفرد بسؤال المبتسم "ليش مبسوط" وكأنها تهمة او فعلة غير طبيعية ، واذا عاملت امرأة في طابور المخبز باحترام واعطيتها دورك لتتخلص من رواسب وارث التاريخ بأنك تتلصص على جسدها المترهل ، ظنت المرأة انك تريد ان تغازلها ، لا ان تحترمها ، واذا لم تتنازل عن دورك ظنت انك قاسي القلب مغرور ، فتخبزك المرأة مثل الرغيف الذي اشترته للتو ، في الحالتين.

اذا اشترى رجل سيارة دفع رباعي ، اشترت كل الحارة سيارات دفع رباعي ، وتلاحظون ان لدينا موضة السيارة والعدوى والتقليد الاعمى ، تارة انتشرت موجة "البي ام دبليو" فصار الاردن كله "بي ام دبليو" ، ثم عادت موضة "المرسيدس ابو قرش ونص" ، فباع كل الاردن البي ام ، واشترى "مرسيدس ابو قرش ونص" ، ثم خرجت موضة الدفع الرباعي بلونه الاسود ، فبات كل الاردن ، لا يقتني سوى الدفع الرباعي بلونه الاسود ، ولا بأس من "انتين" او اثنين ، مع زجاج غامق اللون ، لمزيد من اخافة الاخرين وارعابهم.

اذا نمت بين الثالثة والخامسة ظهرا ، لا يجعلك احد تنام ، فلا وقت عندنا للراحة او الغداء ، وكل الاوقات مستباحة ، وبعضنا يفهم ان الخلوي يسمح لك ، بقرع الجرس على رأس من تريد في اي وقت ، ومن لا يتصل بك في فترة القيلولة يمعطك مكالمة في الثانية عشرة ليلا ، ويقول بابتسامة صفراء "انا اعرف انك لا تنام مبكرا" فلا تعرف كيف يعرف ، الا اذا كان هو غطاء نومك ، ومن عجائب استخدامه ان مستخدمه يطلبك مائة مرة فلا ترد ، ولا يعرف انك ترى رقمه منذ المرة الاولى ولا تريد ان ترد لكنه يتعامل مع الخلوي باعتباره هاتفا ارضيا من الموديلات القديمة ، وانك لاترى الرقم ، فيواصل طبل طبوله فوق رأسك.

اذا ذهبت الى محل شاورما فان عرق العامل الوافد يسيل من ذقنه غير المحلوقة منذ معركة ميسلون ، وتتساقط حباته في صينية الشاورما ، وحين تعترض يقول لك ايضا ، كغيره "انت ما بتعرف مع مين بتحكي" ، فتدرك لحظتها ان العدوى وصلت اليه ، ولا ريب انه على صلة بجهات متنفذة ، سلاحه سيخ الشاورما ، فتختصر الشر ، لان سقوط العرق اهون من سقوط الدم.

اذا ذهبت لتعبئة خزان الوقود في سيارتك وطلبت تفليلها يتشاطر عليك البائع فيوصل الرقم الى بضعة دنانير ويترك كسرا ، كعشرة دنانير وسبعين قرشا ، لانه سيجعلك تخجل ولا تطلب الثلاثين قرشا ، واذا طلبت الحكومة عدم اطلاق النار في الافراح ، اطلقنا اكثر ، واذا ارتفع سعر الالبان ، زادت مبيعات الشركات ، واذا ارتدت جارتنا نظارة شمسية ، انقلب الحي الى نظارات شمسية ، بنسوته المنطلقات.

يا لقهر الرجال.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • 1 د. امجد الفاهوم 07-06-2010 | 03:13 PM

    أبدعت....ولكن أين الحل... وهل هذا قدر ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :