facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى رحيل الشريف الحسين 79 .. كلمة في حضرة الحياة


د.هايل الدهيسات
07-06-2010 01:58 PM

في الثالث من حزيران لهذا العام.. صادفت الذكرى 79 لوفاة الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى في مطلع القرن المنصرم التي استهدفت تحرير الأرض والإنسان من نير الدولة العثمانية.. سعيًا وراء تأسيس الخلافة العربية المستقلة.

ولد الشريف عام 1852م وتلقى علومه الأولى في استانبول ليعود إلى مكة "رمز الإسلام والمسلمين" لينشأ فيها على قيم العروبة والإسلام فتبرز مواهبه وتوجهاته التي تدعو إلى تحقيق الاستقلال العربي، فما لبث أن نفي في مطلع العقد الأخير من القرن التاسع عشر للميلاد إلى استانبول في تركيا ليمكث فيها حتى عام 1908م ليعود أميرًا على مكة ليدير شؤون الحجاز بعدالة وحكمة، متطلعًا برؤى نهضوية عربية إسلامية من أجل الوصول إلى الوحدة والاستقلال.

رحل الحسين بن علي مؤسس الدولة الحجازية الهاشمية عام 1931م، فنقل جثمان الشريف إلى مدينة القدس ليدفن فيها.. وهو الجد الأكبر للملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.. ودفن في القدس أيضًا عبدالله المؤسس على مرأى من الحسين ابن طلال رحمه الله، وينتسب صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إلى الجيل الخامس من أولئك الذين ناضلوا في سبيل الحرية والاسترداد الكامل للتراب الوطني، وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.

انتقل الملك الشريف إلى جنة الخلد، دون استئذان ودون وداع، ترك الأهل والعشيرة والسلطة، وكل من حوله، هذه ليست كلمة في حضرة الموت، إنما هي كلمة في حضرة الحياة، وهي اعتذار من الشريف على أن الحياة لم تحمل الكفاية من الجرأة والحزن لتمنع الموت في حينه، وإذ نحاول استذكار مآثر الشريف الحسين في هذا اليوم فإننا نراها متجسدة في النهج الذي سار عليه ملوك بني هاشم من بعده.

ليس من الممكن أن نجد كلمات تعبر بصدق عن جوهر الشريف كإنسان وملك... فهو أب وأخ للعرب جميعاً.. فهذا ليس تذكارًا إنما عهد منا للشريف لاستمرارية فكره ونهجه في وجداننا.. حيث كان صاحب قدرات موروثة وإيمان ديني بالله عز وجل، وكان له دورًا تربوي ونهضوي.. كريم وشيخ أصيل.. ليرسي المبادئ والتقاليد ومنظومة القيم التي تحمل بين طياتها حكمة حياة الكثيرين، كانت تمثل الحياة بما تحمل الحياة من معاني سامية وهي كهبة محببة إلى النفس.

وكان الشريف ملمًا باللغة التركية ولدية إجازات في المذهب الحنفي.. شجّع على النماء والتقدم، وآمن إيماناً قوياً بالتعليم لأيمانه الراسخ بأهميته في الحياة.. وعلى هذا الأساس كان قلب الشريف أمته وملاذاً للحق والطيبة والكرم، وكان سيد مجتمع ووطن وقائد أمة يسعى من أجل التئام الشمل عن طريق الحكمة والاحترام، فكان ومازال فكره نموذجًا يحتذي به من أجل العطاء والسلام وفعل الخير.

عاد الشريف إلى مكة وهو ابن ثلاث سنوات ليقود الثورة العربية الكبرى، ويلقب بملك العرب لينير عقول الأجيال التي عاصرته ومن بعده بتعاليمه، فقد علمنا كيف نقدر البساطة وكيف نحترم العمل، لقد علمتنا كيف نحب الآخرين وكيف نكون متسامحين، لقد علمتنا أن فعل الخير هو الطريق إلى الله عز وجل، كما علّمتنا أن الماضي هو الطريق نحو المستقبل وأن المستقبل لا يجب أن ينسى ماضيه.

كان للشريف الحسين دور سياسي فاعل في المنطقة لاسيما عندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، حيث نمت روح النقمة على العثمانيين في بلاد الشام والعراق والحجاز، وانتهز البريطانيون الفرصة، بعد أن علموا بالتفاف العرب حول الشريف في الحرب ضد الدولة العثمانية، فاتصلوا بالشريف الحسين، من خلال ما عرف بمراسلات مكماهون.

كانت الظروف مواتية لإعلان الثورة العربية الكبرى خاصة بعد نجاح الأمير فيصل في مسعاه مع الأحرار العرب في دمشق، ففجر الشريف الحسين رحمه الله رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم العاشر من حزيران من عام 1916 معلناً بدء العمليات العسكرية بقيادة الأمراء علي وعبدالله وفيصل وزيد التي تقدمت وهي تحقق الانتصارات التي توجت بتأسيس الدولة العربية الأولى في سوريا "العهد الفيصلي 1918- 1921" ثم مملكة العراق ومن ثم كانت المملكة الأردنية الهاشمية.

إن الوقت الذي عاشه الشريف رحمه الله نحو 79 عاماً قد أعطانا جميعا إطاراً للحياة، فلا ينبغي علينا أبداً أن نهجر أصولنا أو ثقافتنا أو تاريخنا العريق أو دورنا التربوي الريادي، لقد تفوق في تقديم المساعدة للآخرين وفي تنمية الماضي والحاضر من أجل خلق المستقبل، وبينما كان يعيش بين أمته لم يساوره يأس قط من الحياة، كان يحث الأمة على أن تبقى سوياً ولكي تحتفي بقوة التضامن والمحبة.

نقرأ سيرة الشريف العطرة التي تشكل تاريخاً عربياً إسلامياً ناصعًا وصفحة عز ووفاء في تاريخ الأشراف العرب وقادتها ووجهائها المخلصين نردد مع جلالته رحمه الله:
يا علم العرب أشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علمُ..





  • 1 حسن الخواجة 10-06-2010 | 05:30 PM

    احسنت يا دكتور هايل اتمنى مزيد من التقدم ولأبداع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :